الدمام – جابر اليحيوي مهمة الناطق.تحوَّلت بمرور الوقت إلى روتين ما أفقده جوهر دوره ومهامه. ناطقون: نسعى إلى التعاون.. ولا نُميِّز بين أحد.. ونُدرك أهمية دورنا وأهمية السرعة والدقة. فقدان الناطق الإحساس بمسؤولياته يضرُّ بمنشأته ويُسهم في نشر الشائعات. بعض الإعلاميين غير متخصصين وبالتالي يُورِّطون جهاتهم ولا يساعدونها. إعلاميات: لم نحظَ برعاية خاصة من الناطقين.. ونحن وزملاؤنا في الهَمِّ سواء. ناشد عدد من الإعلاميين الجهات الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة في المنطقة الشرقية، التعاون مع وسائل الإعلام من خلال تعيين متحدثين إعلاميين لبعض هذه الجهات في المنطقة للرد على استفساراتهم والمواضيع التي تشغل الناس وتقع في نطاق عمل تلك الجهات من أخبار أو بيانات أو إيضاحات، والتجاوب مع ما يخص منشآتهم من تساؤلات والرد عليها، وما يُنشر عنها من أخبار أو معلومات تهمُّ الشأن العام، وتفعيل دور إدارات العلاقات العامة والإعلام فيها. ازدواجية وتحيُّز يبدو أن هناك قناعة لدى الإعلاميين بوجود تحيز وازدواجية من جانب هؤلاء الناطقين تجاههم. حيث أبدى بعض الاعلاميين تذمرهم من عدم تعاون المتحدثين الرسميين المعينين في بعض تلك الجهات مع وسائل الإعلام، مبينين في الوقت نفسه تعاون بعض الناطقين الإعلاميين الملحوظ مع «الجنس الناعم» بالرد على جميع الأسئلة والاستفسارات بكل شفافية ووضوح وفتح آفاق التواصل معهن سواء بالاتصال أو بوسائل التقنية الحديثة وحصول تلك الإعلاميات على نصيب الأسد من الأخبار الحصرية. وأعربوا عن دهشتهم لعدم تفعيل قرار مجلس الوزراء القاضي بإلزام الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والأجهزة الحكومية بتعيين ناطقين إعلاميين ومتحدثين رسميين في مقارها الرئيسة وفروعها بالمناطق وتفعيل الجوانب الإعلامية المتعلقة بأنشطتها ومشاريعها وخدماتها والتفاعل من خلال توفير التغطية المناسبة، وضرورة فتح قنوات التواصل والتعاون مع وسائل الإعلام والرد على جميع أسئلتها واستفساراتها، وتوظيف موقعها الإلكتروني في ذلك، والتجاوب بشكل فوري مع ما يُنشر، ومراعاة الدقة والوضوح فيما يُنشر من ردود، ومتابعة ذلك مع الصحيفة؛ لضمان نشره في الوقت والمكان المناسبين. مخالفة لقرار مجلس الوزراء محمد سعد يقول المحرر في قسم الاقتصاد بصحيفة «الرياض» محمد سعد، إن غياب المتحدث الرسمي في الدوائر الحكومية يخالف القرار الصادر من مجلس الوزراء الذي ألزم الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والأجهزة الحكومية الأخرى وبخاصة الجهات الخدمية بتعيين متحدثين رسميين في مقراتها الرئيسة لإيضاح الحقائق لوسائل الإعلام، ووجوده مهم لتقديم المعلومة الصحيحة لوسائل الإعلام، والتواصل معها، وتوعية الجمهور، وتعزيز قيم الشراكة الوطنية المسؤولة في التصدي للشائعات التي قد تضر بمنشأته بالدرجة الأولى. لكنه يؤكد أن بعض المتحدثين الإعلاميين في بعض القطاعات الحكومية قدموا جهداً يحسب لهم في الصدقية والمهنية والمسؤولية، ومن خلاله جعلوا الجهات المتحدثين باسمها تواكب الأحداث بكل شفافية ووضوح، وتحظى بقناعة المجتمع ووسائل الإعلام. «توريطات» بعض المتحدثين عبدالله السالم ويرى الإعلامي عبدالله السالم، من صحيفة «سبق»، أن بعض الجهات تتجاهل التجاوب مع الصحفي، ما يضطر الصحفي إلى نشر الخبر حتى إن كانت فيه أخطاء أو مغالطات حسب مصادره، والسبب يعود لتجاهل هذه الجهات تعيين متحدث رسمي. وأضاف السالم أن المتحدث الرسمي لأي جهة حكومية يجب أن يحمل درجة البكالوريوس في العلاقات العامة والإعلام لكي تكون لديه دراية كاملة بكيفية التعامل مع وسائل الإعلام. ويؤكد أن هناك كثيراً من المتحدثين الرسميين يحمِّلون إداراتهم كثيراً من المشكلات والمتاعب بسبب جهلهم بالأسلوب الأمثل للتعامل مع الإعلام، موضحاً في الوقت نفسه أنه من المفترض على أي صحيفة أو وسيلة إعلامية أن تكشف عن المتحدثين الإعلاميين غير المتعاونين، وأن لا تجامل تلك الجهات، على أن تثمن في الوقت ذاته جهود بعض المتحدثين الإعلاميين الذين يتعاونون مع الإعلام، وبعضهم سخَّر برامج الهواتف الذكية لسهولة التعاون مع الإعلام مثل «واتساب». شفافية غائبة خالد سجاف ويقول الإعلامي خالد سجاف، من صحيفة «اليوم»، إن عدم وجود متحدثين إعلاميين في الدوائر الحكومية يخالف توجهات الدولة التي حرصت على أن يكون لكل دائرة متحدث إعلامي للتواصل مع وسائل الاعلام بهدف الحد من الأخبار غير الصحيحة التي يتم تداولها بين الناس، لذلك ومن مبدأ الشفافية يجب أن يكون لكل دائرة متحدث إعلامي محترف ومختص في مجال الإعلام ولديه القدرة على استخدام وسائل التواصل السريعة. يُعطِّلون «الوصول» ولا يُسهِّلونه محمد الداود ويدرك الإعلاميون القدامى أن العاملين في العلاقات العامة، الذين حل محلهم الآن المتحدث الرسمي، كانوا فيما مضى يطاردون الصحفيين لينشروا ردودهم، أما الآن، فقد أصبح الإعلاميون هم من يطاردونهم للحصول على رد إداراتهم. وفي هذا السياق، يعتقد الإعلامي محمد الداود، من صحيفة «الحياة»، أن هناك بالفعل عائقاً كبيراً في التواصل بين الجهات الإعلامية والمتحدثين الإعلاميين، حيث يواجه عديد من الإعلاميين صعوبات بالغة في الحصول على التعليقات الرسمية، سواء بسبب عدم رد المتحدثين عليهم، أو إغلاق جوالاتهم أو عدم وجود صلاحية فورية لتزويد الإعلاميين بالرد المباشر. ويقول الداود، في الفترة الأخيرة لاحظت تحسناً طفيفاً في رد فعل بعض المتحدثين، فيما لايزال عديد منهم يترفع في الرد على أسئلة الإعلاميين، ويلجأ فقط إلى الرد بشكل عام أو إرسال البيانات العامة، أو يسعى لتأخير نشر المادة الصحفية لهدف أو لآخر، فيما لايزال المتحدثون الأمنيون هم الأفضل نوعاً ما. كما أنه على الرغم من وجود بعض المتحدثين المجتهدين إلا أن الصعوبة التي يواجهونها في الحصول على المعلومة من الإدارات المختلفة ربما تكون السبب في تأخرهم عن الرد. وأعرب عن أمله في أن تكون هناك توعية كافية بأهمية الردود الرسمية وفتح قنوات جادة للتواصل مع الإعلاميين في مختلف الأوقات وعدم اقتصارها على أوقات الدوام الرسمي. كما أعرب عن أمله في أن يكون هناك إحساس جاد بالمسؤولية واحترام الإعلاميين وعدم تهميشهم أو تهميش تساؤلاتهم حتى لا تقع الجهة الحكومية في حرج شديد نتيجة الإشارة في المادة الخبرية إلى عدم تعاون هذه الجهة. للإعلاميات رأي آخر! وتؤكد الإعلامية ياسمين يوسف، من جريدة «المدينة»، أنها تجد صعوبة بالغة في الحصول على ردود على الاستفسارات، خاصة في الحالات العاجلة التي تحتاجها في تقاريرها الصحفية، مطالبة بتفعيل دور العلاقات العامة والإعلام في تلك الجهات بالمنطقة. وتشير الإعلامية عبير الزهراني، من صحيفة «المدينة»، إلى أنه رغم أهمية عمل الناطق الإعلامي ودوره في إمداد الصحفي بمعلومات موثوقة بهدف إيصال مادة جيدة للمجتمع، فقد أصبح الناطقون الإعلاميون، على حد قولها، مجرد ديكور في الجهات التي يعملون فيها، فنجد أن بعضهم يحتكرون المعلومات ويكاد يكون تعاونهم مع الصحفي شبه معدوم وتسوده الضبابية. وتشير إلى أنه ليس صحيحاً ما يدعيه بعض الإعلاميين من تعاون المتحدثين الإعلاميين مع الإعلاميات بدرجة تفوق تعاونهم مع الإعلاميين، فالعزوف الذي نشاهده في جميع الجهات الحكومية من قِبل المتحدثين يطال الجميع دون استثناء. متحدث: لا نُفرِّق في التعامل محمد الصفيان من جهته، يوضح المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، أهمية أن يتحلى المتحدث بالشفافية والوضوح في كل ما يطرحه عبر وسائل الإعلام، وأن تكون له رؤية ورسالة واضحة في كل ما يطرح، لإبراز دور المنشأة التي يعمل فيها، وأن لا يخدع فيها الرأي العام مقابل تجميل صورة منشأته. ويؤكد على ضرورة تدعيم الرسالة الإعلامية من خلال وسائل الإعلام والتركيز على وسائل الإعلام الحديثة واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي كافة للتواصل مع وسائل الإعلام، موضحاً في الوقت نفسه أن على الناطق الإعلامي عدم التفرقة بين إعلامي أو إعلامية، والتعامل بمهنية عالية، فكل من يعمل في وسائل الإعلام يجب التعامل معه بكل وضوح خدمة للرأي العام وكذلك للجهاز الذي يعبِّر عنه. ويشير إلى أن إدارة العلاقات العامة والإعلام في أمانة المنطقة تعمل على أن لا يتجاوز مضمون الرد على الاستفسارات الصحفية أكثر من 72 ساعة، مبيناً أن ثمة توجيهات عليا بضرورة التواصل مع وسائل الإعلام كافة وبالرد الفوري على كل ما يُنشر في الصحف، لكن بعض الردود تحتاج إلى نوع من الدراسة حتى تكتمل الصور، وقد تتطلب أحياناً رد أكثر من إدارة داخل الجهاز للرد على استفسارات وسائل الإعلام، وبالتالي قد تتأخر بعض الردود أحياناً. ويؤكد أنه في حال تجاهُل المتحدثين بعض وسائل الإعلام، سواء بعدم الرد على اتصال أو استفسار أو بتأخير الرد، يصبح من حق الجهات المتعاملة مع هذا المتحدث الرفع لأعلى سلطة في هذا الجهاز للمطالبة بتغييره. لكن الصفيان يناشد وسائل الإعلام تحرِّي الدقة فيما تطرحه من مواضيع، وأن لا تعتمد على الإثارة، وأن لا تبتدع مواضيع دون الرجوع إلى المسؤول في الجهاز المحدد حتى تكون الصورة واضحة للرأي العام. علاقة تكاملية خالد الحماد ويتفق معه في الرأي المتحدث الرسمي لإدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد، فيقول: لقد وضعنا نصب أعيننا أن الإعلام مرآة تعكس واقعنا وتؤكد وشائجية العلاقة بين التربية والإعلام، ففي الإعلام رسالة تربوية غير ملزمة وفي التربية رسالة إعلامية ملزمة، وما يُطرح في الإعلام تجاه التربية والتعليم في نطاق صلاحيتنا نتعامل معه، فإما أن يكون حقيقة وواجبنا تجاهه الإصلاح، أو يكون لبساً ودورنا فيه الإيضاح. وأضاف أن إدارتنا بقيادة المدير العام تبنَّت رؤية منطلقها أن التربية والتعليم مسؤولية الجميع، ومن هذا المنطلق سنتبنَّى جميعاً هذا التوجه لنشرك الإعلام في تحقيق هذه الرؤية. وأضاف: نحن نتعاون مع الجميع دون تمييز أو محاباة لأحد على آخر. المتحدثون الإعلاميون