فيما واصلت الأسواق المحلية في عدد من المدن والمحافظات أمس، تسجيل ارتفاعات في أسعار الخضروات والفواكه بنسب متفاوتة، اختلف المستثمرون في تحديد الأسباب الكامنة وراء استمرار الارتفاعات، محددين الأسباب في الاحتكار، وعدم الالتزام بالأنظمة، فضلا عن غياب ثقافة الترشيد لدى المستهلكين ودخول بعض المنتجات في مرحلة كساد، في المقابل لجأ عدد من المستهلكين إلى شراء الخضروات المعلبة هربا من نار الارتفاعات المتواصلة. في البداية، أرجع بندر حسين كبير، أحد المستثمرين في حلقة الخضار المركزية بالمدينةالمنورة، أسباب ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه، إلى الإيجارات المرتفعة التي يفرضها بعض التجار والمستثمرين على التجار الصغار، مشيرا إلى أن الشركة المنظمة ليست من رفعت الأسعار، بل المحتكرون من التجار، حيث يستأجر التجار «المعاشق» من الشركة بسعر 55 ألف ريال كإيجار سنوي، ويتم بعد ذلك تأجيرها على صغار المستثمرين بمبلغ 24 ألف ريال في الشهر الواحد، إذ تبلغ مساحة «المعشق» الواحد 50 مترا طوليا يقسم بالنصف لإيجاد ممر بينهم ويؤجر كل معشق منها على حدة بمبلغ 12 ألف ريال بالشهر، حيث يبلغ عدد «المعاشق» في حلقة الخضار بالمدينةالمنورة ما يقارب 28 معشقا. وأبان أن هذا الارتفاع أثر بشكل كبير على أسعار الخضار والفواكه، وأدى إلى انسحاب الكثير من المستثمرين نتيجة لارتفاع التكلفة وقلة الربح المادي، مفيدا أنه لا بد من المساواة في توزيع «المعاشق» على المستثمرين وعدم حكرها على مستثمرين معينين ليفرضوا أسعارهم، مع ضرورة جعلها متاحة وبسعر موحدة للكل. من جانبه، أكد مدير عام شركة ثلاجات الشربيني سيف الله محمد شربيني أن السوق في محافظة جدة سجل ارتفاعات متفاوتة، وهي تعد مقبولة نسبيا، إذ تتراوح ما بين 3 إلى 5 %، مشيرا إلى اختلاف أسباب الارتفاع ما بين منتج وآخر، فمنها ما تأثر بالأحوال الجوية، أو بسبب دخول أحد المنتجات مرحلة الكساد، أو شح في هذه السنة بسبب عارض مناخي، معتبرا البيع بالتجزئة أحد العوامل الرئيسة في زيادة التضخم بالأسعار، في ظل وجود العديد من المحال التي لا تلتزم بالأنظمة، وتفرض أسعارا عالية على المستهلكين، مؤكدا على أن الارتفاعات المتفاوتة يمكن أن تكون بسبب زيادة الطلب، وغياب ثقافة الترشيد الاستهلاكي من قبل المشتري. في السياق نفسه، أسهمت الارتفاعات المتواصلة في أسعار الخضروات خصوصاً الطماطم، في امتناع عدد من المواطنين بمحافظة ضباء عن شراء صناديق الطماطم التي أصبحت تباع بأسعار خيالية، حيث وصل الكرتون الواحد إلى 60 ريالا ذات سعة 10 كيلو، مفضلين شراء الطماطم المعلبة، مرجعين ذلك لثبات أسعارها. وفي الوقت الذي اتهم فيه عدد من المواطنين في محافظة ضباء بعض التجار ب «الجشع»، مؤكدين على أنهم يتحججون بأن الارتفاعات جاءت بسبب قلة العرض، كشفت جولة «عكاظ» الميدانية على بعض أسواق الفاكهة والخضار تسجيل أسعار مبالغ فيها.