اتفق عدد من الخبراء والمحللين السياسيين على أن مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، تعتبر شهادة ميلاد جديدة للدولة السعودية بكل ما تعنيه هذه العبارة من معان. وقال الدكتور أحمد التويجري إنه من المستحيل أن يتولى الحكم قائد بمكانة الملك سلمان وتاريخه وخبرته وتطلعاته وقدراته، ولا ينتج عن ذلك ميلاد دولة جديدة تجدد أصول الكيان وترسخ أركانه وتعيد بناءه على أسس تجمع بين ما قامت عليه الدولة الأولى، وبين ما تستوجبه متطلبات المرحلة التاريخية الحالية وتحدياتها. وبين أنه أيده الله حرص على تطوير المؤسسات الشرعية بجميع أنواعها والارتقاء بمستوى العاملين فيها وتحديث إمكاناتها وقدراتها وتهيئتها لتكون مواكبة للعصر ومتطلباته ومعبرة بشكل لائق عن الدين الذي تمثله والشرع الذي تحمل لواءه والدولة والمجتمع التي تنتمي إليهما، وترسيخ الدور الريادي للمملكة في كونها المرجع العقائدي والفكري والثقافي للأمة الإسلامية. كما حرص على توطيد العلاقة بين القيادة والدعاة والعلماء والمفكرين وقادة الرأي من جميع الأطياف دون استثناء والارتقاء بها لتحقيق المصالح الكبرى المرجوة منها في بناء الجبهة الداخلية وتوحيدها وجمع كلمتها وفي تحقيق الشورى على أتم وجوهها وبناء النهضة الفكرية والثقافية المأمولة. وأضاف أن الملك سلمان -حفظه الله- رد الاعتبار للعمل الدعوي والخيري والإغاثي السعودي، ليستعيد دوره الريادي في مجالات الدعوة ومباشرة الأعمال الخيرية والإغاثية على مستوى العالم، وذلك من خلال الارتقاء بمؤسساتها لتواكب الحاجات والتحديات المعاصرة ولتكون معبرة أتم التعبير وأكمله عن حقيقة الإسلام وحقيقة المجتمع، فكانت المملكة بقيادته -أيده الله- راعية لشؤون الأقليات المسلمة في العالم، والمدافعة عن الضعفاء، والمعبرة عن قضايا الأمة العادلة. وأشار إلى أن الشباب كانوا في مقدمة أولويات الدولة السعودية الجديدة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث عمل -أيده الله- على معالجة مشكلاتهم وسن سياسات جديدة تواجه البطالة في صفوفهم وتعد لهم فرص التعليم والتدريب للمشاركة في بناء الوطن، وتقديم التسهيلات للقادرين منهم على إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة في ظل خطة وطنية شاملة تهدف إلى تحويل المجتمع من ساحات الاستهلاك إلى ميادين الإنتاج. وبين أنه لعل ما يبرز خلال الفترة الماضية جهود المملكة بوضوح في إعادة إحياء الوفاق العربي وتجديد بناء المنظمات العربية التي تصدعت خلال عدة عقود بسبب النزاعات العربية ونمو التدخلات الخارجية والإقليمية، فوجدت الدعوة إلى إحياء التضامن الإسلامي، تلبية سريعة، في ظل ارتكازها على متطلبات المرحلة واحتوائها على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي ينبذ العنف ويحافظ على البشرية ويدعو للتسامح، ويواجه الغلو بالوسطية والاعتدال.