عام مر على احتلال صنعاء، كشف أن حلم الملالي في موطئ قدم عند باب المندب لن يبقى مجرد حلم وفقط، بل تحول كابوسا مزعجا ومرعبا لأولئك العابثين بمقدرات الشعوب في طهران ولأذرعهم من الحوثي وخلفهم المخلوع الحالمين بالعودة إلى السلطة ولو من باب القتل والتجويع والحصار والإفساد في الأرض. سنة من عبث الانقلابيين وأعوانهم، ظن خلالها عبدالملك الحوثي أنه قادر على تحقيق الحلم الإيراني في اليمن، بيد أنه لم يدخل في حسابات الحوثيين، ومن خلفهم تقدير حجم ردة الفعل العربية والدولية.. وهنا فاجأت المملكة الجميع عبر «عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل» اللتين أحالتا حلمهم ومواليهم كابوسا رهيبا، يطاردهم في صحوهم ومنامهم، بعد ما توهم ذلك الحوثي أن النزهة في اتجاه عدن وباب المندب ليست في وارد أن تكون مكلفة، وأن الفوضى الضاربة في العالم والمنطقة، ستترك له الفرصة لعودة «المجد الضائع». في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014، استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء، وها هم بعدعام ليس أمامهم سوى البحث عن مخرج من المأزق الذي دخلوا فيه وأدخلوا معهم فيه اليمن وأهله.. وها هو الحوثي «الواهم» تلميذ نصر الله «المخادع والكذاب»، يسقط كما أستاذه في الاختبار العملي على الساحة السياسية، ومن ثم فإن محاولة الاثنين تحقيق النجاح في الامتحان النظري عبر خطابات إعلامية متناقضة ومفضوحة، محكوم عليها بالفشل الذريع.. الحوثي الذي تآمر وحارب وقاتل ليستبدل السادس والعشرين من سبتمبر 1962، بالحادي والعشرين من سبتمبر 2014، كان يمني مرتزقته بتنصيب نفسه إماما على اليمن.. لكن حلمه تبخر.