طالب الدكتور عالي القرشي، في تعليقه على الجلسة الأولى لملتقى جائزة محمد الثبيتي للإبداع أمس، بوقفة محاسبة لمن يتجاهل رمزا وطنيا، موضحا أن الثبيتي ربطته بمكة علاقة وجدانية وشاعرية بامتياز وكانت آخر نصوصه عنها، مؤكدا أنه أول من نال جائزة «سوق عكاظ». وفي الجلسة، وصف الناقد سعيد السريحي، تجربته مع الثبيتي بأنها «تجربة تلميذ مع أستاذ»، كونه يستثير ما لدينا من أسئلة يحرضها عمقه المعرفي بالدلالات التي تترآى في شعره وتغرينا بتعقب ثراء معجمه الشعري، خصوصا أن له قاموسه الخاص جدا. وأضاف السريحي: «في شعر الثبيتي كلمات لم ترد في الشعر المعاصر، منها (المهر العيطموس)، لافتا إلى أن الثبيتي كشف فقر ما لدينا بغناه اللغوي والمعرفي وإخلاصه لتجربته التي افتتن بها من قرأه في العالم العربي، وغدا رمزا وطنيا ومشروعا ثقافيا يبحث عنه مريدوه ويزورونه في منزله ويدعونه لأمسيات ومناسبات وحوارات برغم زهده في كل ذلك، كونه حريصا على أن يصل نصه للناس قبل أن يصل شخصه بخلاف آخرين. وقال السريحي مقعبا: «تجربة الثبيتي ذات نقلات متسارعة، خصوصا في المسافة بين تجربة (عاشقة الزمن الوردي) وبين «التضاريس عبرعقدين من الزمن». أما الدكتورة أمل القثامي، فركزت على إنسانية الثبيتي، موضحة أنه من الصعوبة قراءة المبدع كإنسان مجرد بعيدا عن نصه أو مقرونا به، وكشفت عن بعض النصوص التي لم تنشر للثبيتي وقرأتها من مسوداتها، وتحدثت عن دور زوجته «موزة» في حياته كرافد إنساني مهم، إضافة إلى ابنتيه هوازن وشروق، معرجة على طقوسه من خلال تأكيد بساطته وشفافيته وآدميته في تعامله مع الناس كونه يكسر نمط المثقف في منزله ويتفاعل مع الحياة الأسرية بكل تفاصيلها، لافتة إلى عشقه اللون الأحمر ومنه لون سيارته وأكوابه، وتحدثت عن طقسه الكتابي كونه ممن يكتب بأقلام الرصاص واعتماده على نفسه في صنع قهوته. وقدم الدكتور عبدالعزيز الطلحي ورقة عن «الغربة والاغتراب» في شعر الثبيتي، مستعرضا نماذج من قصائده وتحليلها من خلال غربة المكان وغربة النموذج، موضحا أن للثبيتي محاولاته لكتابة النص الحر في بداية تجربته ومنها (هوامش حذرة على أوراق الخليل) و(مرثية القصيدة).