في بيت من بيوت الله يصلي به جند وهبوا أنفسهم للدفاع عن الوطن وأهله، تعتدي ثلة من المجرمين عليهم بقتلهم عمدا، فيستشهد منهم 15 ويصاب سبعة منهم بالذي جعلهم من المعوقين. لماذا، يا ترى، يقتل المسلم إن صح أنه مسلم أخاه المسلم ظلما وعدوانا، والحق سبحانه وتعالى يقول بسورة النساء: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، كما قال عز من قائل: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق). وفي خطبة البلاغ بحجة الوداع في عرفات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثنايا خطبته: «أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا». وفيما روى الإمام الترمذي عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار». إن الآيات كثيرة في تحريم قتل المؤمن، كما أن الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تحذر من القتل لا حصر لها، وما أحسب أن مؤمنا في قلبه ذرة من إيمان يمكن أن يقدم على قتل أخيه المسلم. فلقد روى الترمذي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، ويقول: «ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه». الويل.. الويل لمن قتل معاهدا.. فكيف وقد قام المجرمون الخميس الماضي بقتل المصلين في بيت من بيوت الله؟ إنهم بكل تأكيد ليسوا من المؤمنين الذين يتبعون ما أمر الله، وينهون عما نهى عنه الله سبحانه وتعالى. إن من المؤسف أن تقوم بعض الفئات الضالة بإقناع الشباب، زورا وبهتانا، أن قيامهم بقتل المسلمين طريق الجنة!! أي جنة، يا ترى، والحق سبحانه وتعالى يقول: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا). السطر الأخير : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا».