يعاني حي شمال المطار (المغتصبة قديما) من عشوائية ونقص واضح في الخدمات، ما دفع الأهالي لتسميته الحي المنسي، رغم أنه يقع وسط مدينة حائل، لافتين إلى تدني مستوى النظافة في الحي، وانتشار الحفر والمستنقعات في أنحاء متفرقة منه، ناهيك عن كثرة العمالة السائبة، وغياب السفلتة عن أغلب الشوارع، إلى جانب التخطيط العشوائي وتسربات مياه الصرف الصحي التي أرهقت الأهالي، وكذلك تكدس النفايات التي تحاصر منازل السكان. تجولت «عكاظ» داخل الحي، ورصدت قصورا واضحا في الخدمات، والتقت عددا من السكان الذين أبدوا انزعاجهم من القصور الحاصل في حي شمالي حي المطار. في البدء، تحدث كل من بدر الرميح والسعد (من سكان حي شمال المطار) عن هذه المعاناة، حيث قالا: «نعاني من تكدس النفايات في شوارع الحي بسبب تأخر عمال النظافة عن إزالتها، بالإضافة إلى المشكلة الأكبر التي نعاني منها، وهي وجود مستنقعات مياه الصرف الصحي، حيث تقدم الأهالي بشكوى للأمانة قبل أشهر، إلا أننا لم نرها تكلف نفسها عناء المتابعة حتى اللحظة». شاطره الرأي صالح الشايع وفيصل عبدالله العنزي، مؤكدين أن سكان الحي يضطرون لإزالة النفايات بأنفسهم، في ظل غياب عمال الأمانة، ناهيك عن انتشار الحفريات في الشوارع جراء غياب الصيانة للطبقات الإسفلتية. فيما أكد كل من فهد عايض ونواف مقبل وخالد الزيد خلو الحي من حاويات النفايات، ما تسبب في تكدسها، وهو ما ينذر بكارثة بيئية لانتشار الحشرات والقطط التي تهدد بانتشار الأمراض والأوبئة. ويعرج فهد البراهيم ومنصور خلف وأحمد الشمري على مشكلة غياب السفلتة عن شوارع الحي، بالإضافة إلى التخطيط العشوائي وتسربات مياه الصرف التي تحاصر السكان في منازلهم وينتج عنها أضرار صحية وتلوث بيئي كبير، مقترحين ضرورة إزالة المباني التي أسهمت في التخطيط العشوائي وتعويض أصحابها، لافتين إلى خلو الحي من حديقة عامة كمتنفس للأهالي. أما فيصل العلي وفيصل الزامل وخلف العنزي وأحمد العنزي، فيشيرون إلى أن إحدى أهم المشاكل التي تؤرقهم تتمثل في انتشار العمالة السائبة في الحي، مناشدين الجهات المعنية تكثيف الحملات داخل الحي للتأكد من نظامية هذه العمالة وإزالة البيوت المهجورة بشكل عاجل، كونها مأوى لهم. أما المواطن أحمد التميمي، فقد تحدث عن معاناة لفرق الدفاع المدني حيال الدخول مع أحد شوارع الحي للوصول إلى حريق نشب في منزل قبل فترة بسبب ضيق الشارع والوقوف العشوائي من بعض السيارات داخل أزقة الحي الضيقة. وأضاف التميمي أن «حي شمال المطار المتعارف بتسميته (المغتصبة) أصبح الإهمال عنوانا واضحا له دون أن يكون هناك مسؤولون عن هذا الإهمال، فطفح المجاري أصبح من مسؤولية الأهالي، وضيق الشوارع كذلك، وضعف الإنارة ووجود المخالفين لأنظمة العمل والإقامة، حيث اشتكينا من غياب كبير لعمال البلدية، ما أثر سلبا على تكدس الكثير من النفايات في مداخل ومخارج حي شمال المطار، وأصبحت تلك النفايات مكانا خصبا لتوالد الكثير من البعوض والحشرات الضارة، والتي من شأنها التأثير سلبا على حياة الساكنين، سواء كانوا أطفالا أو كبارا، وكم من مرات قمنا برفع الشكاوى للجهات المعنية ولا نراهم إلا مرة أو مرتين كل عام». واعتبر فهد العيد أن تطوير حي شمال المطار سوف يساهم في دعم الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية في الحي، وتكون الشوارع أكثر اتساعا، وأن ذلك سوف يخرجه من عباءة العشوائية، كما أنه لن يكون بعد التطوير ملاذا للوافدين من جنسيات مختلفة، خصوصا أن هناك أعدادا كبيرة من المتخلفين والمخالفين في هذا الحي؛ لوجود بيوت طينية وكذلك شعبية يستغلونها ملاذا لابتعادهم عن الجهات الأمنية. من جهته، أوضح ل«عكاظ» عضو المجلس البلدي بمنطقة حائل عبدالعزيز المشهور أن مساحة الأحياء العشوائية في حائل تتجاوز ال25%، وهي أحياء عريقة ومواقع متميزة مهدورة، بل أصبحت أماكن مهجورة ومأوى لضعاف النفوس وتشكل خطرا أمنيا وبيئيا وصحيا وماديا، أبنية طينية آيلة للسقوط، مجمع للنفايات، أزقة وشوارع ملتوية، أو بقايا مزارع خاوية، إذن المحصلة هدر اقتصادي وتنموي كبير يحتاج من الجهات المسؤولة وقفة جادة لإعادة تأهيلها والعمل على استثمارها، فوقوعها في قلب حائل يفرض جدوى استثمارها وجلب الشركات لعمل شراكة بينها وبين الأمانة والملاك، فضرورة النهوض بها أصبح أمرا حتميا، ويجب الإسراع في ذلك، دراسة وتخطيطا وتنظيما واستثمارا ينهض بحائل تنمية وتطويرا. ولقد أصدر المجلس قرارا يقضي بتطوير المنطقة المركزية بحائل وتأسيس شركة التنمية والتطوير العمراني، كما أن المجلس يعي دوره جيدا تجاه الحاجة الماسة لإحداث نقلة نوعية في أعمال أمانة المنطقة لتنمية وتطوير المدينة للمواقع التي تحتاج ذلك.