يفتقر حي شمال المطار في حائل لأبسط مقومات الأحياء السكنية، فبالرغم من توسطه المدينة إلا أنه يعاني من عشوائية واضحة وغياب لمعظم الخدمات الضرورية ما دفع سكانه لتسميته «الحي المنسي». ولا تقتصر معاناة السكان على انعدام الخدمات بل تتجاوزها إلى غياب السفلتة عن معظم الشوارع وتسرب مياه الصرف الصحي وتكدس النفايات جوار المنازل. وفي السياق يقول عيد السعد: نواجه بعض المشاكل نظرا لنقص الخدمات البلدية، فالنفايات تنتشر في مختلف الأرجاء لأن عمال النظافة يتأخرون في إزالتها بالإضافة إلى المشكلة الأكبر التي نعاني منها وهي مستنقعات مياه الصرف الصحي التي ظهرت منذ وقت طويل دون أي تدخل من الجهات المعنية. وأضاف: يوجد جوار منزلي مستنقع للصرف الصحي وتقدمت إلى الأمانة قبل أشهر لعلاج هذه المشكلة ووعدوني بذلك إلا أنهم لم يحركوا ساكنا ولم يكلفوا أنفسهم متابعة هذا الأمر وحتى الآن المستنقع على حاله. وذكر فيصل عبدالله العنزي أن سكان الحي يضطرون إلى إزالة النفايات بأنفسهم في ظل غياب عمال النظافة وقال: رغم أن الحي قديم إلا أن ذلك لم يشفع له لدى الأمانة لتوفير كافة الخدمات للأهالي فالشوارع ترابية تنتشر فيها الحفر لعدم الصيانة وغياب الإسفلت. وأكد خالد الزيد أن سكان الحي يعانون من العشوائية ونقص واضح في الخدمات، مشيرا إلى أن وضع الحي يرثى له فالنظافة معدومة والوضع مزر جدا حتى حاويات النفايات غير موجودة. وأضاف: أصبحنا نقوم بالتنظيف ونجلب العمال على حسابنا الخاص لإزالة النفايات التي تتراكم يوما بعد آخر عند مداخل المنال. وطالب نواف مقبل الأمانة بالاهتمام بحي شمال المطار من خلال تكثيف جولات النظافة داخل الحي الذي يعتبر من أقدم أحياء حائل. وأضاف: معاناتنا مستمرة رغم مناشداتنا المستمرة للمسؤولين بإيجاد حلول عاجلة للمشكلة ونأمل أن يتم التوصل إلى علاج ينهي المشكلات التي يعاني منها الحي. واشتكى منصور خلف من انعدام الإسفلت في شوارع الحي بالإضافة إلى التخطيط العشوائي وتسرب مياه الصرف الصحي ما يهدد الحي بكارثة بيئية في القريب العاجل إذا لم تتدخل الجهات المعنية بحلول جذرية تنهي معاناة السكان. ويرى أحمد الشمري أن قمة المشكلات من وجهة نظره تكمن في التخطيط العشوائي ويقول أولى المشكلات تكمن من وجهة نظري في التخطيط العشوائي ويجب حل هذه الإشكالية من خلال إزالة المباني التي أسهمت في التخطيط العشوائي وتعويض أصحاب الأملاك المنزوعة. وانتقد فيصل العلي انتشار العمالة الوافدة في أرجاء الحي، مطالبا الجهات الأمنية بتنفيذ حملات ميدانية للقبض على المخالفين والعمل على إزالة المنازل المهجورة والإسهام في تطوير الحي من خلال إعادة السفلتة للشوارع. وأضاف: يعاني الحي طوال السنوات الماضية من ضعف واضح في النواحي الأمنية والبلدية. ويعتبر خلف العنزي أن انتشار المجهولين داخل الحي يشكل تهديدا أمنيا واضحا يتربص في الأهالي والسكان مشيرا إلى أن العديد من المجهولين يتخذون من البيوت المهجورة والآيلة للسقوط مواقع للاختباء من الحملات الأمنية. وقال أحمد التميمي: يتسبب ضيق شوارع الحي والوقوف العشوائي في صعوبة مباشرة فرق الدفاع المدني للحرائق والحوادث المختلفة. وأضاف: أصبح الإهمال عنوانا واضحا للحي، مطالبا الجهات المعنية بالعمل على تطوير الحي من مختلف النواحي. واعتبر فهد العيد أن تطوير الحي سيساهم في دعم الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية ويخرجه من عباءة العشوائية. من جانبه، ذكر عضو المجلس البلدي بمنطقة حائل عبدالعزيز المشهور أن نسبة الأحياء العشوائية في حائل تتجاوز 25% وهي أحياء عريقة في مواقع متميزة إلا أنها مهدرة، بل أصبحت أماكن مهجورة ومأوى لضعاف النفوس وخطرا أمنيا وبيئيا وصحيا وماديا كونها تضم أبنية طينية آيلة للسقوط وتعاني من تكدس للنفايات في الأزقة والشوارع. وأضاف: المحصلة في ذلك هدر اقتصادي وتنموي كبير يحتاج من الجهات المسؤولة وقفة جادة لإعادة تأهيل الأحياء القديمة والعمل على استثمارها، فوقوعها في قلب حائل يفرض جدوى استثمارها وجلب الشركات لعمل شراكة بينها وبين الأمانة والملاك، فضرورة النهوض بها أصبح أمرا حتميا ويجب الإسراع في ذلك دراسة وتخطيطا وتنظيما واستثمارا ينهض بحائل تنمية وتطويرا.. ولقد أصدر المجلس قرارا يقضي بتطوير المنطقة المركزية بحائل وتأسيس شركة التنمية والتطوير العمراني كما أن المجلس يعي دوره جيدا تجاه الحاجة الماسة لإحداث نقلة نوعية في أعمال أمانة المنطقة لتنمية وتطوير المدينة للمواقع التي تحتاج ذلك.