لم تتحرك أي جهة مختصة لحسم القصور في الخدمات البلدية التي ظل يعاني منها حي الخالدية في نجران، إلى الدرجة التي تستقبل أكوام النفايات المنتشرة في الطرقات، والعشوائيات المتمثلة في البيوت الآيلة للسقوط بأزقتها الضيقة، والعمالة الآسيوية المخالفة. وأصبح البعض يشبه الحي بأحد الأحياء الآسيوية، في إشارة إلى الأعداد الكبيرة من الوافدين الآسيويين المنتشرين في جنباته، والذين باتوا يؤرقون سكان الحي، بصرخاتهم وهدير معداتهم التي تغتال هدوء المكان، قبل أن تحتل مساحات واسعة من مواقف الأهالي أمام منازلهم. يستغرب الأهالي أن يستمر الإهمال لحيهم العريق، والذي أصبح عنوانا له، مطالبين بالتفاتة لهذا الحي، وخاصة سوء مشاريع تصريف السيول، وانتشار البعوض وتهالك الشوارع التي يصفها الأهالي بالمساج من النوع الفاخر بالنسبة لمركباتهم لما تحتويه من حفريات تسببت في إتلاف العديد منها. ولا يقتصر الأمر على ذلك فأغلب الأزقة تفتقر إلى السفلتة، وأخرى تحتاج إلى أرصفة وإنارة، وتجاوز الأمر المزري للحي إلى انقطاع التيار الكهربائي بصفة مستمرة، وجاء في مقدمة مطالب الأهالي أيضا إنشاء متنزهات وملاه لأطفالهم أسوة بالأحياء الأخرى. وفيما سجلت «عكاظ» في جولة ميدانية داخل الحي، الواقع، عبر الكثير من الأهالي عن معاناتهم المستمرة من الوضع السيئ للحي وانتشار العمالة الوافدة بين جنباته وتكدس النفايات في طرقاته. وقال محمد آل منجم: «للأسف الشديد الوضع أصبح لا يحتمل في الحي الذي يفتقر إلى العديد من الخدمات، التي جعلتنا نعيش بين كومة من النفايات التي تهدد البيئة والصحة العامة»، مبينا أن المستنقعات تظهر مع كل قطرة مطر، خاصة أن مشاريع تصريف السيول لم تكتمل حيث انهار أحد المشاريع والذي يقع خلف مستشفى الملك خالد منذ فترة قريبة، فأصبحنا بين كومة من المخاطر التي قد تتسبب في العديد من المشكلات الصحية لنا ولأطفالنا، خاصة مع انتشار البعوض الذي يهدد الحي بالتلوث البيئي، وانتشار الأمراض بين السكان، وقال إن المطلب من الأمانة هو تكثيف عمليات النظافة والرش بالحي. وتذمر حمد اليامي من الوضع الراهن لشوارع الحي، متهكما على وضعها بالقول: أصبحت مساجا من النوع الفاخر بالنسبة للمركبات، بسبب الحفريات وتهالك الشوارع التي أدت إلى تلف العديد من المركبات، مضيفا أن هذا الحال بقي على ما هو عليه منذ خمس سنوات وطرقات الحي ما بين حفر ودفن ثم سفلتة وفي كل مرة نقول إن الوضع أصبح على ما يرام، ولكن نفاجأ بعد شهر بوجود شركة جديدة لتكسير الشارع، «وللأسف أصبحت طرقنا حقل تجارب للمقاولين»، معربا عن أسفه من ضيق شوارع الحي ووقوف الشاحنات أمام بوابات المنازل، مطالبا بضرورة تحرك المرور لمنع الشاحنات من الدخول والخروج إلى شوارع الحي دون رادع، وتسببها في كثير من الحوادث المرورية الخطرة. وانتقد محمد مهدي غياب الجهات المختصة عن الحي خاصة مع انتشار العمالة المخالفة وتكدسهم في أزقة الحي وعلى قارعة الطرق وأمام المحال التجارية، وقال: الوضع في الحي أصبح ينذر بحدوث العديد من الجرائم جراء انتشار العمالة السائبة التي تشكل خطرا على حياة السكان، وما زاد الوضع سوءا هو الإزعاج المتكرر من قبل هذه العمالة وصرخاتهم التي تضج في أرجاء الحي الذي تحول إلى مأوى لهم، خاصة أن أغلبهم بات ممن يقطن الحي ويجاور الأسر وأصبح وجودهم خطرا، وأوضح محمد أن وجود الورش ومحلات الحدادة المنتشرة في الحي زادت من تواجد هذه العمالة المخالفة التي تبحث عن عمل بطرق غير نظامية، مبديا أسفه لتقاعس الجهات الرسمية في التعامل مع المخالفات والمضايقات التي تسببها تلك الورش، مطالبا الجهات المختصة بتكثيف الجولات الأمنية للقبض على المخالفين والحد من خطورتهم. ويشير عبدالرحمن ناصر، إلى أن حي الخالدية يعاني من ضعف شبكة الهاتف الجوال، والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عن بعض المنازل التي يسكنها أطفال وكبار سن يعانون من أمراض مختلفة، وطالب الجهات المسؤولة بضرورة الاهتمام بالحي من ناحية رصف الشوارع وإنارتها وكذلك توفير متنزهات لأطفال وسكان الحي أسوة بالأحياء الأخرى.