جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على أن فلسطين سوف تظل قضية كل العرب، مشددا أثناء لقائه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، على أنها ستظل محتفظة بمكانتها المتقدمة في أولويات السياسة الخارجية المصرية، وأن القاهرة عازمة على مواصلة دورها لإقرار السلام الشامل والعادل. وأعرب عن استعداده للتعاون مع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وأفاد المتحدث باسم الرئاسة السفير علاء يوسف بأن الرئيس وكيري اتفقا على أهمية مواصلة الجهود لتحقيق السلام الذي سيوفر واقعا سياسيا واقتصاديا مغايرا سيساهم في تحقيق مصالح شعوب المنطقة. وأضاف أن السيسي أكد على أهمية الحل السياسي للأزمة السورية، بما يكفل سلامة أراضي الدولة السورية واستمرار مؤسساتها ووحدة شعبها والحفاظ على مقدراتها، في مواجهة الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تسعى للتمدد في بقية دول المنطقة. من جهته، أكد كيري أن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني سيجعل «بلا شك» منطقة الشرق الأوسط أكثر أمانا في حال تطبيقه، ساعيا لتبديد تحفظات دول حليفة للولايات المتحدة في المنطقة. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة أمس، في إطار الحوار الاستراتيجي بين البلدين، لا شك على الإطلاق في أنه إذا تم تطبيق اتفاق فيينا بالكامل، فإنه سيجعل مصر وجميع دول المنطقة أكثر أمانا مما كانت قبله. وتابع أن الولاياتالمتحدة ومصر تقران بأن إيران تقوم بأنشطة تزعزع الاستقرار في المنطقة، ولذلك من المهم للغاية أن نضمن أن يبقى برنامج إيران النووي سلميا بالكامل، لافتا إلى أن بلاده ومصر تعودان إلى «قاعدة قوية» للعلاقات. من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه لا توجد «خلافات كبيرة» بين بلاده والولاياتالمتحدة لكن هذا لا ينفي وجود تباين في وجهات النظر حول عدد من الموضوعات وهذا طبيعي، موضحا في سياق آخر أنه لا يوجد صحفيون محبوسون في مصر بسبب طبيعة عملهم. وقال لا يوجد أي من أولئك الصحفيين محبوس بسبب أي مشكلة متعلقة بحرية التعبير. وأحيا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في القاهرة أمس الشراكة الاستراتيجية مع مصر القاضية بتعاون أمني ولمكافحة الإرهاب ضد الجماعات الإرهابية. وترأس كيري ونظيره المصري سامح شكري أمس «الحوار الاستراتيجي» الذي عقد للمرة الأخيرة في 2009. وأجرى محادثات أيضا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي حول تطورات الأوضاع في المنطقة. وأكد كيري في تصريحات رغبة بلده في مساعدة مصر اقتصاديا وسياسيا مشددا على أن «الصداقة بين بلدينا لا ترتكز على نوع من التفاهم المثالي بل على إدراك عميق لمصالحنا المشتركة في مجالي الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب». وفي إطار رفع تجميد مساعدتها العسكرية، أعلنت واشنطن عن تسليم القاهرة الجمعة الماضية ثماني طائرات من طراز إف- 16 من أصل 12 مقاتلة وعد بها الرئيس باراك أوباما في مارس.