أكد وزير الخارجية المصري المصري سامح شكري أن النظام القضائي المصري قادر بذاته على القيام بدوره بشكل صحيح، مشيرا إلى أنه كان للولايات المتحدة سوء فهم لتنفيذ الأحكام القضائية والقانون المصري، في إشارة على ما يبدو إلى ما أعلنته القاهرة في السابق، بأن هذه الأحكام "ليست نهائية". وقال شكري، في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الأميركي جون كيري عقب جلسات الحوار الاستراتيجي المصري- الأميركي الذي عقد بمقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة أمس إنه: لا يوجد صحفيون خلف القضبان بشأن اتهامات تتعلق بأعمالهم الصحفية، ولكل دولة الحق في تقنين أوضاع التظاهر، ومصر لم تتعامل مع المشروطيات الخارجية، بل تعمل لصالح المواطنين. وأضاف شكري أن جماعة الإخوان مصدر الفكر المتطرف، ولا بد من مواجهة كل التنظيمات التكفيرية بالمنطقة، وذلك في سياق تعليقه على حديث كيري، حول الجماعات الإرهابية التي حظرتها الولاياتالمتحدة على غرار بوكو حرام والقاعدة وجبهة النصرة. من جهته، قال كيري إن هناك قلقا أميركيا من قضايا حقوق الإنسان في مصر، ولكننا ندعم مصر في حربها ضد الإرهاب، وأجرينا مناقشات حول كيفية التعامل مع وقف الإرهاب، وحماية حقوق الإنسان، ومصر تحاول تحقيق التوازن بين محاربة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان، خاصة أن مصر تلعب دورا حيويا لتحقيق الاستقرار بالمنطقة، ومن الضروري أن تتمتع مصر بالاستقرار. وأضاف كيري أن الوضع في مصر كان هشا ومليئا بالمخاطر، وكان له تأثير في السلام في المنطقة، وحيويتها كضمان لاستقرار المنطقة، وهناك التزام في مصر بإجراء الانتخابات البرلمانية، ومصر على وعي كامل بالتعليقات التي تبديها الخارجية والإدارة الأميركية حول حقوق الإنسان، وستظل مصر حيوية لضمان استقرار المنطقة ككل، ويجب تعاون الجميع لمحاربة داعش، مشددا على أن العلاقات مع القاهرة عادت إلى قاعدة قوية. على صعيد الملف الإيراني، ذكر كيري أن الاتفاق النووي الإيراني سيعمل على جعل منطقة الشرق الأوسط "أكثر أمنا"، فقد اعتبر أن "إيران راعية للإرهاب، وارتأينا نزع سلاحها النووي"، وشدد على أن الاتفاق النووي هدفه نزع الأسلحة النووية، ومنع انتشارها، وحفظ الأمن والسلام بالمنطقة. وعقد كيري اجتماعا مع الرئيس السيسي بعد أن شارك في محادثات الحوار الاستراتيجي مع شكري. ويأتي الحوار الذي يعقد للمرة الأولى منذ 2009 بعد يوم من تسليم أميركا ثماني مقاتلات أف-16 لمصر بعدما رفعت واشنطن في مارس الماضي التجميد الجزئي عن استئناف مساعدتها العسكرية للقاهرة التي تبلغ سنويا 1,3 مليار دولار. وكان شكري أكد في جلسات الحوار أن الحوار الاستراتيجي يؤسس لعلاقات جديدة بين البلدين بما يسمح بتحقيق المصالح المشتركة ومواجهة التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، خاصة تنامي ظاهرة الإرهاب بشكل بات يهدد الأمن والاستقرار للدولتين. من جهته، قال كيري إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بقوة في علاقتها تجاه مصر، والعلاقات الاقتصادية وملف مكافحة الإرهاب هما على قائمة أجندة جلسات الحوار بين البلدين، وأن العلاقات بين مصر وأميركا قائمة على الفرص وليس التهديدات على الإطلاق، والشعب الأميركي ملتزم بأمن ورفاهية المصريين. إلى ذلك، قال المتحدث العسكري العميد محمد سمير إن قوات قطاع تأمين شمال سيناء تمكنت من إحداث خسائر جسيمة في صفوف العناصر الإرهابية خلال الفترة ما بين 20 - 31 يوليو الماضي، في إطار حملتها لتطهير البؤر والجيوب الإرهابية والتكفيرية بمناطق الشيخ زويد والعريش ورفح، وتمكنت من قتل 88 عنصرا إرهابيا وتكفيريا بمناطق التومة وجنوب القواديس والزهريات والمقاطعة واللفيتات والزوارعة وبلعة، وضبط 56 فردا من المشتبه بهم، كما دمرت تسعة مقرات ومخزني متفجرات تابعة لتلك العناصر.