قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بلاده ومصر تعودان إلى «قاعدة قوية» للعلاقات رغم التوترات والمخاوف بشأن حقوق الإنسان. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع كيري في القاهرة إنه لا توجد «خلافات كبيرة» بين بلاده والولايات المتحدة لكن «هذا لا ينفي وجود تباين في وجهات النظر حول عدد من المواضيع وهذا طبيعي.» وأجرى كيري وشكري محادثات استراتيجية في القاهرة أمس مع التركيز على تعزيز العلاقات الاقتصادية ومكافحة تنظيم «داعش» في المنطقة. وقال كيري في تصريحات افتتح بها المحادثات إن عدة قضايا ستناقش. وقال «الأجندة لوفدينا واسعة للغاية، ومن الضروري أن تكون كذلك. إنها تشمل التهديد الذي يمثله داعش وهو خطير، قبل يومين مضيا فقط اجتمع الجنرال ألين في كندا مع 22 دولة. نحن مستمرون في التركيز الشديد على داعش، ونعتقد أننا نحرز تقدماً، في اليومين الماضيين جاءت تركيا إلى الطاولة. أعرف أنه على الدوام توجد مخاوف بشأن ما يعنيه ذلك، لكن أستطيع أن أؤكد لكم أن الأنشطة واضحة ومحددة وبإمكاننا مناقشة ذلك خلال المحادثات». وقال أيضا إن السلطات المعنية تحتاج إلى العمل لمنع الشباب من اعتناق الأفكار المتطرفة. وأضاف «نعرف جميعا أن هزيمة الإرهاب تتطلب استراتيجية طويلة المدى، أمن الحدود وإجراءات إنفاذ القانون جزء مهم من المعادلة، لكن الحتمية الأكبر مع ذلك هي إقناع ومنع الشباب من التحول إلى الإرهاب في المقام الأول، غير ذلك فإنه أيا كان العدد الذي نقدمه من الإرهابيين للعدالة فإن هذه الجماعات ستجدد صفوفها ببساطة ولن نكون أكثر أمنا. سنكون بصدد عملية متكررة. هذا يعني أنه يتعين أن تحصل استراتيجيتنا الشاملة على دعم السلطات الدينية والموجهين والمواطنين الذين يناوئون الأفكار الداعية للكراهية ولديهم الاستعداد والرغبة في بناء مجتمعات أقوى وأكثر تقدما. سيعتمد النجاح على بناء الثقة بين السلطات والجمهور وتمكين أولئك الذين ينتقدون السياسات الرسمية من إيجاد وسائل التعبير عن معارضتهم سلميا من خلال المشاركة في عملية سياسية». وقال شكري إنه يأمل في أن يكون من شأن الحوار الحالي تعميق التعاون المشترك بين البلدين. وقال «يمثل الحوار الاستراتيجي اليوم فرصة جادة للطرفين لمراجعة الجوانب المختلفة للعلاقات المصرية الأمريكية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وتقييم هذه العلاقة في مجمل مناحيها ومراجعة ما حققناه من أهداف تخدم مصالح البلدين». وحول الاتفاق النووي مع إيران قال جون كيري إن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني سيجعل «بلا شك» منطقة الشرق الأوسط أكثر أماناً في حال تطبيقه. وقال كيري في مؤتمر صحافي في القاهرة، المحطة الأولى في جولة يسعى خلالها لحشد التأييد للاتفاق «لا شك على الإطلاق في أنه إذا تم تطبيق اتفاق فيينا بالكامل، فإنه سيجعل مصر وجميع دول المنطقة أكثر أمانا فيما لو لم يكن (هناك اتفاق) أو مما كانوا قبله».