يحرص زوار المسجد النبوي الشريف على الصلاة في الروضة الشريفة، ومحاولة البقاء فيها لبعض الوقت يتلون كتاب الله تعالى ويتضرعون له بالدعاء، خاصة الزوار القادمين من خارج المملكة، باعتبار أنها فرصة عظيمة قد لا تتاح لهم في كل وقت، مؤكدين أن فرحتهم بأداء مناسك العمرة لا تكتمل إلا بالصلاة في الروضة الشريفة، مشيرين إلى أنهم قد يضطرون للانتظار كثيرا في شهر رمضان المبارك؛ نظرا للازدحام الشديد الذي يشهده المسجد النبوي الشريف، خصوصا في العشر الأواخر لوجود الكثير من المصلين والمعتكفين، وأيضا بسبب صغر مساحة الروضة، التي يقسم القائمون على شؤون المسجد النبوي فترات الصلاة فيها بين الرجال والنساء بأوقات محددة، مع تنظيم مسارات الدخول والخروج منها وإليها. وتحظى الروضة الشريفة بمكانة كبيرة لدى المسلمين فهي المكان الذي شهد صلاة الرسول عليه الصلاة والسلاة وركوعه وسجوده وخطبه في الناس ومقابلته للوفود، وقد قال عنه صلى الله عليه وسلم: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة». «عكاظ» التقت بعض الزوار، الذين حرصوا على الصلاة في الروضة في شهر رمضان المبارك، يقول الشاب محمد حسام حكيم: الحمد لله، نحمده ونشكره على هذه النعمة العظيمة بأن اصطفانا بهذا الجوار، وأكرمنا بالصلاة في مسجد سيد الخلق أجمعين، حيث تعد الصلاة في المسجد النبوي الشريف مضاعفة فيما سواه، إلا المسجد الحرام فإن الصلاة فيه بمئة ألف صلاة غير أنها في الروضة الشريفة لها معنى وفضل زائد على ذلك، فهي روضة من رياض الجنة، وقد تعودت منذ الصغر الصلاة وزيارة الروضة الشريفة برفقة الوالد، وقضاء شهر رمضان ما بين المدينةالمنورة ومكة طالبا الأجر والمثوبة من العلي القدير. حسين البلوي -طالب مبتعث في سلوفاكيا- يقول: نحرص سنويا وخصوصا في شهر المغفرة على السفر وحط الرحال في طيبة الطيبة للصلاة في روضة المصطفى عليه الصلاة وأتم التسليم، بالذات في العشر الأواخر؛ لما فيها من راحة وطمأنينة، مرتجين االمغفرة والعتق من النيران، وندعوه من خير الدنيا والآخرة، فما أجملها من نعمة، فالحمدلله على جزيل عطائه. ويبين الحاج نواف محمد من الأردن، أن الفرحة لا تكتمل بالزيارة والعمرة في شهر رمضان المبارك إلا بالدخول للروضة الشريفة والصلاة فيها والدعاء، فسعادتنا لا توصف بأن أنعم الله علينا بهذه الأيام الفضيلة والمكوث والاعتكاف بالمسجد النبوي الشريف. وأشار الحاج عبدالصبور من جمهورية مصر العربية إلى أن الأجواء الإيمانية في كل من المسجد النبوي الشريف، بل في كل الساحات المحيطة به، ولكنها في الروضة الشريفة تغمر المرء غمرا، ونشعر بها وهي تسري في الصدر لتشرحه وتدخل البهجة والسرور إلى القلب.