تشهد الروضة الشريفة في المسجد النبوي الشريف اكتظاظا وازدحاما شديدين خلال هذه الأيام من قبل الزوار والمعتمرين القادمين من شتى البقاع، الكل يستحضر فضيلة المكان الذي قال عنه النبي- صلى الله عليه وسلم-: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة "هذا المكان الذي شهد صلاة النبي الأعظم ركوعه وسجوده وخطبه في الناس ومقابلته للوفود اكتسى أبهى حلله لاستقبال الزوار مع مقدم الضيف الكبير شهر رمضان المبارك، فالكل يحرص على البقاء في الروضة لأوقات طويلة وعلى الأخص القادمين من خارج المملكة، باعتبار أن فرصة الصلاة في هذا المكان لا تتاح لهم في هذه البقعة التي هي جزء من الجنة وستنقل يوم القيامة إليها كما جاء في تفسير العلماء للأحاديث الواردة في فضلها، وتقع الروضة غربي الحجرة النبوية مباشرة وتمتد إلى المنبر وتبلغ مساحتها نحو 330 م2 وتبلغ أبعادها 22 م من الشرق إلى الغرب و 15 م من الشمال إلى الجنوب وتضم الروضة المحراب النبوي الذي يقع في الجزء الغربي منها يفصله عن المنبر مسافة 7 م تقريبا، ويحد الروضة من الجنوب سياج من النحاس يفصلها عن زيادتي عمر وعثمان أما من الجهتين الشمالية والغربية فهي متصلة ببقية أجزاء المسجد، ويميز الروضة عن باقي مساحة المسجد أعمدتها المكسوة بالرخام الأبيض الموشى بماء الذهب إلى ارتفاع مترين تقريبا، كما يحد الروضة الشريفة من الشرق حجرة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ومن الغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب جدار المسجد الذي فيه محراب النبي صلى الله عليه وسلم، وتضم الروضة على أطرافها معالم عدة منها الحجرة الشريفة التي ضمت قبر النبي -صلى الله عليه وسلم -وصاحبيه أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما- ومحرابه الذي وُضع في وسط جدارها القبلي ومنبره، ويتخللها عدد من الأعمدة المميزة عن سائر أساطين المسجد بما كسيت به من الرخام وفي الجهة القبلية من الروضة حاجز نحاسي جميل يفصل بين مقدمة المسجد والروضة بارتفاع متر أقيم عليه مدخلان يكتنفان المحراب النبوي، وتنتشر في الروضة الأساطين الحجرية التي وضعت عليها خطوط مذهبة تميزها عن غيرها من أساطين المسجد وتقوم المكبرية التي يرفع من عليها النداء في أوقات الصلوات وترديد التكبيرات في العيدين وتعد الصلاة في المسجد النبوي الشريف مضاعفة فيما سواه إلا المسجد الحرام فإن الصلاة فيه بمئة ألف صلاة غير أنها في الروضة الشريفة لها معنى وفضل زائد على ذلك وكثير من أساطين الروضة الشريفة ارتبط بمناسبات في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأطلق عليه اسم خاص يشير إلى تلك المناسبات، وبما أن أمكنة جلوسه صلى الله عليه وسلم عند هذه الأسطوانات وغيرها من أماكن المسجد النبوي كانت محلًا لنزول الكثير من الآيات القرآنية وورود الأحاديث النبوية وارتياد جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ويكتظ المصلون والزوار في الروضة الشريفة على مختلف ثقافاتهم وتنوع أجناسهم وعلى كامل مساحة الروضة ومدار الساعة ركّعا سجدا متضرعين خاشعين بالدعاء تالين لكتاب الله ويندر أن يجد الزائر مكانا خاليا في أي وقت من اليوم والليلة كما حظيت قدسية المكان باهتمام ولاة المسلمين فقد قام السلطان سليم العثماني بتلبيس أساطينها إلى النصف بالرخام الأبيض المطعم بالأحمر ثم جاء السلطان عبدالمجيد العثماني فجدد هذه الأساطين وأعاد الرخام عليها كما كان وزاد في صقله وتحليته كما حظيت خلال التوسعات السعودية وآخرها عام 1404ه بكسوة الأعمدة برخام أبيض مميز عن سائر أساطين المسجد من الشمال الخط المار شرقا من نهاية بيت عائشة - رضي الله عنها - إلى المنبر غربا.. ومن أبرز الاسطوانات: أسطوانة السيدة عائشة، الوفود، التوبة، المخلقة، السرير، الحرس. ازدحام المصلين سباق للصلاة في المحراب النبوي