يتزايد هذه الأيام الإقبال على محال الصرافة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، مع أوج موسم العمرة الرمضانية وزيارة المسجد النبوي الشريف. وقدر متخصصون في سوق الصرافة، قيمة صرف العملات الورقية في مكةالمكرمة، خلال موسم شهر رمضان المبارك بحوالى 250 مليون ريال، يتقاسمها أكثر من 22 محلا تجاريا بالمنطقة المركزية والعزيزية. وذكر متعاملون بسوق صرافة العاصمة المقدسة، أن نسبة الإقبال على الدولار بلغت 65 في المئة، رغم أن مكاسبه ضئيلة على حد تعبيرهم، مؤكدين أن المعتمرين والعمالة الإندونيسية والآسيوية، وتحديدا الباكستانية والبنجلاديشية والهندية رفعت نسبة الإقبال على عملات بلدانهم. وقال مصلح الجميعي (مصرفي بالمنطقة المركزية): الأنظمة التي وضعتها مؤسسة النقد السعودي ساهمت وبشكل واضح في قطع الطريق على المتعاملين بالسوق السوداء من المقيمين ومخالفي أنظمة العمل، مشيرا إلى أن السوق المصرفي بمكة يحتوى على 22 محلا للصرافة منتشرة في قلب المنطقة المركزية، منوها إلى أن السوق يمر بحالة تعاف في موسم رمضان، وأنه يحتاج إلى ضخ كميات كبيرة من الأموال بعد فترة ركود، مرجعا ذلك إلى تقليص أعداد الزوار والمعتمرين لهذا العام؛ نظرا لما يشهده المسجد الحرام من أعمال توسعة، مفيدا أن أكثر العملات طلبا هي الجنيه المصري، يليه الرنجت الماليزي. وأوضح المصرفي صلاح الدين كعكي، أن حجم سوق الصرافة تعافى بعض الشيء عن المواسم السابقة، عازيا ذلك إلى الأعداد الكبيرة من المعتمرين الذين توافدوا على العاصمة المقدسة، منذ وقت مبكر هذا العام، مبينا أن (العملة الخضراء) الدولار الأمريكي، أكثر ما يعتمد عليه المعتمرون في عملية الصرف، لافتا إلى وجود هبوط حاد في الطلب على عملات دول ما يسمى بالربيع العربي هذا الموسم؛ بسبب الأحداث الجارية، ولانخفاض أعداد المعتمرين القادمين من تلك الدول طبقا لقرار تخفيض أعداد الحجاج والمعتمرين. وفي المدينةالمنورة تعد مهنة الصرافة إحدى المهن التي تلاقي رواجا في المنطقة المركزية حول الحرم النبوي الشريف، وتقدم خدماتها إلى الحجاج والزائرين والقادمين للزيارة. واتفق جميع الصرافين على أن أكثر العملات التي يتم صرفها هي العملة الإيرانية والمصرية والباكستانية. وأوضح سالم الحربي أحد الخبراء المصرفيين حول الحرم النبوي الشريف أن خبرته في الصرافة امتدت إلى أكثر من 35 عاما مارس خلالها الصرافة مع الزوار والمعتمرين وتوارثها أبا عن جد، وتعد مهنة الخبراء، وذلك لحاجتها للدقة والفحص، إذ أنها مهنة المصاعب وتحتاج للخبرات وحسن التعامل مع الزائرين والحجاج. ويضيف: تعتبر الصرافة ضرورية لا يستغني عنها جميع الحجاج والزوار وتحتاج لأشخاص ذوي كفاءة عالية وخبرات. وأضاف الحربي أن أكثر العملات التي يتم صرفها هي العملة الريال الإيراني والجنيه المصري والروبية الباكستانية، مشيرا إلى أن مهنة الصرافة تحتاج لجهد فكري وبدني خلال موسم العمرة على مدار الساعة، وتتم مراجعة الحسابات آخر الليل وأن الصرافة عالم من المتغيرات تخضع وفق تداول العملات في الأسواق العالمية، موضحا أنهم يتابعون تغير العملات عبر مؤسسة النقد وعبر القنوات الاقتصادية الفضائية التي تسهم في تعريفهم بالمتغيرات. وأضاف الحربي أن هناك عملاء يتعاملون معهم منذ 30 عاما وهم من المغرب وتونس ومازالوا على تواصل. وقال: من أبرز المواقف التي حصلت معي أن سيدة مصرية أعادت لي فرق 5000 ريال بعد 8 أيام.