إذا كانت لشركات الأغذية أساليب جاذبة في تسويق منتجاتها، وفقا للمقومات السبعة «المنتج – التسعير - المكان - الترويج - التغليف - التمركز - الأشخاص»، وتجند من أجل ترويجها الحملات الإعلانية والإعلامية عبر الوسائل التقليدية والحديثة، لتحقيق هدفها التجاري، إلا أن الأمر مختلف تماماً مع بسطات الأكلات الحجازية المشاركة في فعاليات «رمضاننا كدا2». فتلك البسطات التي يديرها شباب وشابات، لا يحتاجون إلى مقومات العلامات التجارية الغذائية، على العكس تماماً فأساليبهم التسويقية تنحصر في حزمة «أهازيج طربية»، تعد بمثابة الحملات الدعائية لجذب الزوار، على الطريقة الشعبية العتيقة التي كانت سائدة في ذلك الوقت. علي سالم، أحد الشباب الذين حرصوا على التواجد في «رمضاننا كدا2» ببسطة لبيع الحلويات الحجازية، التي يتم تصنيعها في المنزل، مشاركاً في هذه التجارة المصغرة مع ثلاثة من زملائه. تتألف بسطة الشاب سالم من مكونات غذائية متنوعة تضم «المعمول، والكنافة والبسبوسة»، وأصنافا مختلفة من العصيرات الطبيعية التي كان الأهالي في جدة يستهوون شربها قديما قبل عقود طويلة، خاصة خلال الشهر الفضيل كالتمر هندي، والليمون، والعرق سوس، والسوبيا. يقول علي « هي المرة الأولى التي أشارك بها في المهرجان ، وعلمت بها من خلال الحملة التسويقية للفعاليات عبر موقعهم في الانستغرام، كما أن اطلاعي على النسخة الأولى شجعني بكل قوة ومبادرة على المغامرة التجارية في حجز بسطة، تساعدني على تحقيق الربح المادي في هذا العمل الموسمي». أما تجهيز طلبات بسطة علي سالم فيبدأ من صلاة العصر إلى قبيل المغرب من كل يوم، ويتم الانتقال تدريجيا إلى المنطقة التاريخية بعد صلاة المغرب، لتجهيز المكان وترتيب أصناف الحلويات بشكل يجذب زوار الفعاليات. وبحسب المعلومات، فإن الدخل اليومي للبسطة الواحدة يتجاوز 500 ريال، وأغلب المشاركين إما طلبة جامعات أو موظفون، يمارسون العمل الموسمي الرمضاني، بخاصة أن أغلب أصحاب البسطات الرمضانية يتوقعون أرباحا مادية مختلفة، مع إقبال الناس على الشراء من تلك البسطات.