يستقطب مهرجان جدة (رمضاننا كدا) آلاف الزوار الذين يمرون على معارض الأسر المنتجة بفعالياته التي تستعيد فيها الموروث الثقافي والشعبي لحارات جدة زمان، إذ تحتوي على الأعمال الحرفية واليدوية والملابس والأزياء التقليدية فضلا عن أكشاك بيع الأكلات الشعبية الشهيرة . رمضاننا كدا تحت أضواء العقود الصفراء التي تزين ساحة البلد، الزوار والمشاركون ينتقلون فرادى وجماعات من فعالية إلى أخرى لمتابعة المهرجان بحماس، ويحسب للفعاليات الإضافة الاقتصادية لمعارض الأسر المنتجة إذ أن البسطات منحت لها دون مقابل مادي بحسب حديث عائشة نتو عضو المجلس العام للتدريب التقني والمهني التي تقول: فعاليات الأسر المنتجة محفز كبير إذ أنها تساهم اقتصاديا بالإضافة إلى كونها تعطي بعدا اجتماعيا من خلال التكافل والإخاء الاجتماعي المبني على قيمنا الإسلامية النبيلة، وأشارت إلى أن الأسر المنتجة في مهرجان (رمضاننا كدا) ضمت 6 فتيات من فئة الصم وجدن كل الدعم من المسؤولين أثناء بيعهن وممارسة عملهن وتعتبر نشاطهن أول مشاركة لفئة الصم في المهرجان وفي معارض الأسر المنتجة بشكل عام، وواصلت نتو : يتنوع البيع ما بين المأكولات الشعبية والحلويات والملابس ونأمل أن تكون معارض الأسر المنتجة مستدامة وقابلة للتطبيق باستمرار لتفعل الدور الاقتصادي والاجتماعي، حيث استطعنا من خلال المهرجان أن نحصل على موافقة من جهات خاصة لإنشاء معارض وأكشاك داخل مراكز تجارية دعما ومساندة وتشجيعا لفتيات الأسر المنتجة . متاجر متحركة نتو كشفت عن مبادرة اجتماعية من إحدى الشركات لدعم الأسر المنتجة وتتمثل في تخصيص يوم محدد كل أسبوع على الشاطئ لعرض منتوجاتهم وبيعها داخل معارض يتم تركيبها وفكها بطريقة سهلة في خطوة تهدف إلى دعم الشراكة والمسؤولية المجتمعية. لافتة إلى أن معارض الأسر المنتجة لا تعتبر في منافسة حقيقية؛ وذلك بحسب رأيها يعود إلى أن الشراء منها يكون تعاطفا أكثر من كونه حاجة للسلعة، ولكي تنافس الأسر المنتجة بمنتجها يجب أن تخضع لدورات تثقيفية إداريا وتسويقيا . أمام أحد أركان معارض الأسر المنتجة قالت البائعة مريم: إنها تحضر يوميا لبيع بعض العطارة والمشغولات معتبرة المشاركة في المهرجان أمنية تحققت خاصة مع التفاعل الكبير من الزوار في المعارض، وتمنت استمرارية مثل هذه الملتقيات خاصة أنها تساعد في الربح بشكل جيد، وبينت أنها تصنع بعض المشغولات داخل منزلها و تبيعها بأسعار رمزية دون مبالغة. وتشير ولاء من أمام طاولتها التي تعرض عليها التمر والمعمول بأشكال وأصناف متعددة وفي قوالب مختلفة إلى أنها تستمتع بالعمل في ظل أجواء رمضانية وروحانية رائعة، ولفتت إلى أن المعمول يتم تصنيعه في المنزل بطريقة خاصة ويجد إقبالا من الزوار، وشكرت إدارة المهرجان التي وفرت البسطات والمعارض مجانا وهي بادرة جميلة وغير مستغربة، معتبرة أن دعم مشاريع الأسر المنتجة يسهم بالتأكيد في التقدم على المستويين الاقتصادي والاجتماعي لأن المشاريع بمثابة الركائز والانطلاقة إلى العمل المؤسساتي في المستقبل القريب .