مع تباشير شهر الخيرات اغلقت عشرات من محلات الخياطة الرجالية أبوابها امام الزبائن الجدد بغرض التفرغ التام لاستكمال المهام المؤجلة من رجب.. وعمد كثير من اصحاب المحلات والخياطين الى بث رسائل نصية الى الزبائن بهذا المعنى. ويقول احمد العيساوي انه خاطب زبائنه مبكرا خشية زحام الايام الاخيرة ولضمان منتج جيد، اذ إن الزبون لا يرضى الا بما طلبه. الياباني يكسب الجولة وعلى الصعيد ذاته، يعمل هاني العبادي بجهد مضاعف حيث كثف نشاطه في الأشهر الثلاثة الاخيرة فيما اعلنت عدة محلات حالات الطوارئ استعدادا للعيد. وبحسب هاني فإن الملاحظ هذه الايام غياب موضة التصاميم العصرية للثياب الرجالية على غير عادة الاعوام الماضية حين سادت النقوش والزخارف والتصاميم الغريبة والالوان الجاذبة، فاختلفت الحالة في هذا العام بالعودة الى التفصيل الكلاسيكي. ويضيف العبادي ان أنواع القماش تختلف بين التترون والمخلوط والقطن والسلك وما يعرف بالقماش الواقف حيث قل الاقبال عليه جزئيا هذا العام. وأكثر الأقمشة المستخدمة في محلات الخياطة هي اليابانية وتليها الكورية ثم الاقطان الإندونيسية، مؤكدا أن الطاقة (اللفة) تكفي خمسة أثواب. واوضح ان النسبة الاكبر من الزبائن من فئة الشباب الذين يفضلون اليابانية لجودتها ومتانة خامتها، وأغلب الزبائن يفضلون اللون السكري بدرجاته المختلفة ويأتي اللون الابيض الناصع في المقدمة باعتباره الاكثر شهرة وقبولا. ويمتاز الياباني بثبات اللون وعدم تأثره بكثرة الغسيل. وقت بدل ضائع خالد اليابي استعرض الاسعار وقال انها شهدت ارتفاعا في الموسم الحالي بنسبة بسيطة وصلت الى 15% عن العام الماضي وتراوح اسعار الخياطة بين 100 و180 ريالا فيما تبلغ تكلفة الثوب مع الخياطة ما بين 180-400 ريال وترتفع حال وجود تطريز أو تصاميم غير اعتيادية. وأرجع اليابي الزيادة في الاسعار الى ارتفاع أسعار الأقمشة من الموردين، مطالبا بتدخل الجهات الرقابية لمواجهة الزيادة في أسعار الأقمشة قبل ان تتم مساءلة الخياطين، «فنحن نشتري الاقمشة بسعر غال اصلا». ومن جهته، انتقد عبدالباري الحامدي لجوء البعض الى تفصيل ملابسهم في الوقت بدل الضائع، وقال ان ذلك يضعه في حرج بالغ مع زبائنه الدائمين وعدم انجاز العمل في وقته المحدد وحدوث اخطاء غير مقصودة بسبب العجلة وضيق الوقت. ويحث الحامدي كافة الزبائن على ضرورة الاحتياط مبكرا معترفا انه يفرض زيادات في تفصيل الثوب في رمضان لاجبار الزبائن على الحضور قبل وقت كاف من الشهر الكريم. خيط أسود على النسق ذاته، يمضي ماجد عبدالله احد الخياطين في شارع حائل ويتحدث عن رغبات الشباب، ومنها الاستغناء عن الازرار الامامية وتفضيل السحاب حيث اصبحت الموضة هذه الايام، ومن التقليعات الغريبة الاستعانة بالخيط الاسود وعودة القيطان. وأضاف ان موسم عيد الفطر هو اكثر المواسم التي يزداد فيها الطلب على تفصيل الثوب، مشيرا الى ان التفصيل كان اكثر بساطة في الماضي؛ الاكمام سادة وعريضة مع «خبنتين» في الاسفل لتطويل الثوب ان دعت الحاجة.