شهد اليوم الثالث من عزاء شهداء حادثة مسجد الحسين بحي العنود بالدمام توافد جموع غفيرة من مختلف مناطق المملكة، مؤكدة الوقوف بوجه العنف والإرهاب والسعي لتفويت الفرصة على الجهات الإرهابية لإحداث الزعزعة وشق الصف الواحد في المجتمع، مشيرة إلى أن الأحداث الإرهابية الأخيرة كشفت ارتفاع وعي المواطن بالأهداف المرسومة من وراء ارتكاب مثل هذه الأعمال الإرهابية التي سقط من خلال 26 شهيدا وأكثر من 100 مصاب. وقال مدير جامعة الملك فيصل الدكتور يوسف الجندان: المجتمع يدين العنف ولا يعد من طباعه لتحقيق مطالبه، والتداعيات التي حدثت بعد التفجير ودموية المنظر والحزن كشفت عن حالة الانفتاح والاحتضان والإقبال التي فوتت الفرصة على المجرمين والمتربصين لبث الفرقة وزرع الفتنة بين أبناء الوطن، وهنا أشيد بما تحقق من وحدة وتعاضد كان خير حمى لوحدة الوطن وأبنائه، وأظهر أن لا خلفيات قبلية أو مذهبية أو غيرها تمنع وحدة وطننا ومجتمعاتنا. ووصف الدكتور أمين العالي بجامعة الدمام فقدان هذه الكوكبة من الشباب المقبلين على الحياة ب«المشهد الحزين والرائع»، مفسرا التمازج بأنه على الرغم من تجلي المأساة فقد أفصح عن تلاحم وطني بدأ بالانتشار بين المواطنين، مشددا على نبذ الكراهية والعنف والتطرف، ونبذ كل ما من شأنه زرع التباعد بين المواطنين، داعيا المسؤولين لاتخاذ كل ما يعزز نبذ الطائفية. وأدان عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد الفضل حادث التفجير بقوله: إنه غير إنساني وغير أخلاقي وغير ديني، مطالبا بضرورة تصدي الجهات المسؤولة والعمل على تجفيف منابع الإرهاب وتجريم التحريض سواء من خلال تنقية المناهج الدراسية أو استخدام المنابر الدينية أو وسائل الإعلام التي تعمل على النفخ في بوق الكراهية والفتنة والتحريض. وقال عبدالرؤوف المطرود رئيس جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية: من قام بهذا العمل إنما أراد إيقاع الفتنة ولكن ذلك أفرز وحدة الوطن والمواطنين والمختلفين وتكاتف الجميع يدا بيد، حيث توحدت جهود أجهزة الدولة كافة مع المواطنين، وجهود المواطنين مع بعضهم، والجميع مستهدف ويعي أن هذا الإرهابي يكفر الجميع. وذكر عبدالحميد المطوع عضو مجلس المنطقة الشرقية السابق، أن المصاب تحول من عزاء إلى مهرجان واحتفال كبيرين بزفاف هذه الكوكبة الشابة الذين ضحوا بأرواحهم وبدمائهم الزكية لسلامة وحماية المصلين، مشيرا إلى أن المشهد جسد أروع الملاحم وأسمى المعاني في الوفاء والتضحية، وأضاف إلى المجتمع شيئا كبيرا وهو الوحدة الوطنية التي تجسدت بين أبناء الوطن. وطالب الباحث في العلوم الاجتماعية محمد الحمزة بتعزيز الوحدة الوطنية وإغلاق الطريق في وجه دعاة الفتنة باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم، مشيدا بمشاريع التقارب التي يقوم بها مجموعة من أهالي القطيف والأحساء والتي تساهم في تعزيز وحدة الصف والتلاحم والتقارب، مؤكدا على ضرورة سن قانون لتجريم الطائفية، وسن التشريعات الرسمية التي من شأنها تحقيق الوحدة الوطنية، منوها إلى أن سهولة جمع الناس تحت مظلة القرارات كأي مجتمع بشري.