أكد وفد مكةالمكرمة المشارك في تشييع جنائز شهداء الدالوة أن شهداء الأحساء كانوا سبباً في رصِّ صف أبناء الشعب الواحد، ونبذ العنف والطائفية. وقالت الدكتورة هتون الفاسي أستاذة تاريخ المرأة في جامعة الملك سعود وصاحبة المبادرة لمواساة أسر الشهداء والجرحى: دعوتُ لحملة تحت اسم «وفد مكة لصلة الأحساء»، عبر هاشتاق على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وكنت أرغب في جمع مَنْ أستطيع من رموز المجتمع المكي للتوجه إلى الأحساء صباح الجمعة، لمواساة أهلنا، ومشاركتهم في التشييع، إلا أنني فوجئت بكثرة المشاركين الراغبين في التوجه مع الحملة. وواصلت: المبادرة كانت عفوية، ومثَّلت نساء ورجال مكةالمكرمة، ولتقديم صورة من صور التعاضد بين أبناء الوطن، فالمجزرة التي حدثت مساء الإثنين الماضي كانت فاجعة للوطن كله، وما هي إلا نتاج تطرف مريض. وأضافت: نحن نرفض العنصرية والطائفية التي مازال البعض يتمسك بها، مشيرةً إلى أن مبادرة الزيارة ما هي إلا نتاج مبادرة العقلاء من رجال الدين السنة والشيعة الذين أدانوا هذا العمل الإرهابي. ولفتت إلى أن القضاء على الطائفية لا يتم إلا عبر سن قوانين لتجريمها ومعاقبة من ينادي بها، موضحة أن الخطاب الطائفي اليوم ينتشر بشكلٍ كبيرٍ وسريع ولا يجد من يوقفه. عضو الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة الدكتور جمال شقدار أوضح ل «الشرق» أن زيارة وفد مكة إلى الأحساء رسالة سامية من أرض مبهط الوحي وسيد الرسل، لإطفاء نار الفتنة التي يرغب أعداء الدين في إشعالها بين أبناء الوطن، وقال «رأيتُ بعيني الوحدة الوطنية، ورص الصف الوطني وهو يرفع شعارات منادية بالوحدة بين السنة والشيعة، وصوراً لشهداء الواجب جنباً إلى جنب مع شهداء الدالوة»، مشيراً إلى أن أصوات المشيعين الموحدة كانت خنجراً في نحر كل من أراد إشعال نار الفتنة. وتابع: حمداً لله لم تذهب دماء الشهداء هدراً، وحولت النقمة إلى نعمة، وهذه بذرة التلاحم إن شاء الله تنمو وتثمر بوحدة الوطن. أما أنمار فتح الدين من مدينة جدة فيضيف: أهالي الشهداء كانوا مستبشرين واحتسبوا أولادهم شهداءً عند الله سبحانه وتعالى، وزفت النعوش الثمانية التي لُفَّت بعلم الوطن في موكب مهيب، حقاً هم قرابين الوحدة الوطنية. ودعا أنمار إلى مزيدٍ من المبادرات الوطنية التي تعزز التلاحم بين الطوائف الإسلامية حتى تذيب كل الحواجز التي صنعتها الأفكار المضللة عن الآخر، مشيراً إلى أن أهالي الأحساء سنة وشيعة ما زالوا يضربون أروع صور التعايش. وعلق محسن الشيباني من أهالي مكة ومشارك في الوفد: التشييع كان عُرساً للشهادة، جمع كل الوطن تحت راية واحدة؛ فمصيرنا ومستقبلنا واحد ومطلوب منا اليوم الوقوف معاً لمنع تمرير أي رسالة تحرض على كراهية البعض، وتشوِّه معتقد الآخر، وهذا دور الأفراد ورجال الدين والمشرِّعين، وعلى المسؤولين الضرب بيد من حديد كل من يحاول شق الصف، داعياً إلى أخذ العظة والعبرة من الدول المجاورة التي أنهكتها الحرب الأهلية، وكانت في يوم من الأيام أرض سلام ومحبة. وتقول سحر نصيف، وهي محاضرة متقاعدة في جامعة الملك عبدالعزيز: خادم الحرمين الشريفين دعا إلى حرية الأديان؛ ومازال هناك من يؤمن بقتل بعضنا بعضاً، لابد أن نتقبل ونفهم الآخر لنعيش معاً، مشيرةً إلى أن الكراهية والعنصرية تدمر الأوطان، ولا تساعد على نموها، وزيارتنا للأحساء اليوم مواساة لأسر الشهداء والجرحى. وشارك في الوفد المرافق ثمانية أشخاص من مكةالمكرمةوجدة، منهم هناء حميدان، مسؤولة عن تطوير الأعمال في شركة الاستشارات، وجوزيف ديفيد «مسلم أمريكي».