ستكون أرضية إستاد الملك فهد الدولي الليلة مسرحا لمواجهة قوية ومثيرة لا تقبل أنصاف الحلول حين يلاقي فريق الهلال ضيفه الثقيل فريق الاتحاد في الدور نصف النهائي لكأس خادم الحرمين الشريفين في لقاء الكلاسيكو السعودي المنتظر الذي سيتحدد من خلاله الطرف الثاني في المواجهة الختامية الجمعة المقبل. وينتظر ان تظهر المواجهة قوية ومثيرة لبحث الطرفين عن خطف اللقب والخروج من الموسم ببطولة تروي عطش جماهيرهما. وصل الزعيم لهذه المقابلة الهامة بعد تجاوزه فريق الجيل 4/1 في الدور 32 أعقبه تغلبه الكبير على فريق هجر 6/1 في الدور ثمن النهائي قبل ان ينجح بتجاوز فريق الفيصلي في الدور ربع النهائي 3/1. فيما يخوض ضيفه الفريق الاتحادي المقابلة بعد ان تجاوز فريق الرياض برباعية نظيفة في الدور 32 وأعقبه بتغلبه المستحق في الدور ثمن النهائي على فريق الفتح 4/1 وواصل العميد طريقه بإزاحته لفريق القادسية وبصعوبة 2/1 في الدور ربع النهائي، ليجد العملاقان نفسيهما في مواجهة مصيرية لتكون مواصلة احدهما طريقه في البطولة ولعب المواجهة النهائية وخروج الآخر أمرا لا مفر منه. كل تلك المعطيات تعني أن الجماهير الرياضية على موعد مع لقاء من العيار الثقيل جدا عنوانه القوة والإثارة والتنافس التاريخي والبحث عن انتزاع بطاقة التأهل للنهائي المنتظر بعد ان سعت إدارتا الفريقين لتهيئة اللاعبين نفسيا ومعنويا من خلال حشد أسلحتهم وتحفيزهم بالمكافآت المجزية لتخطي هذا الدور مع الاستعدادات المحاطة بالسرية من قبل الأجهزة الفنية فيهما، اليوناني دونيس المدير الفني الهلالي ونظيره الاتحادي الروماني بيتوركا اللذين عملا على اختيار الطريقة المناسبة والتشكيلة المثالية لفريقيهما، وسيعتمدان على إقفال مناطقهما الخلفية وتكثيف منطقة الوسط مع تنويع شن الغارات الهجومية تارة عن طريق العمق وتارة عن طريق الأطراف لفتح الثغرات في دفاع الفريق المقابل مع فرض رقابة لصيقة على مفاتيح التفوق فيهما وعدم منح لاعبي الوسط فرصة بناء الهجمات أو التسديدات بعيدة المدى باتباع أسلوب الضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة. ونظرا لأهمية هذه المواجهة ومدى التنافس القوي والمثير الذي يجمع الطرفين ينتظر أن يعتمد المدرب الهلالي دونيس الذي يفتقد لورقة هامة من أوراقه متمثلة بتغيب لاعبه سالم الدوسري الموقوف بعقوبة انضباطية على طريقة 5/2/2/1، كما يتوقع ان يتبع المدير الفني لفريق الاتحاد بيتوركا طريقة 4/2/1/2/1 من اجل حفظ التوازن لفريقيهما دفاعيا وهجوميا، فالمنازلة هامة وهي طريق احدهما للعب المواجهة النهائية وربما هدف وحيد يكفي لوصول أحدهما وستكون للكرات الثابتة كلمتها في تحديد الفريق الأوفر حظا بالتأهل للمواجهة الختامية. يقف الحارس المتألق خالد شراحيلي في حراسة المرمى الهلالي وأثبت تواجده وبراعته في الذود عن مرماه كما يجيد التقاط الكرات العرضية بتفاهم مع مدافعيه. بينما سيكون حاضرا في دفاعات الزعيم ياسر الشهراني ومحمد جحفلي وكواك وديقاو وعبدالله الزوري -في حال قدرته على المشاركة- أو الاستعانة بفيصل درويش في الطرف الأيمن والزج بياسر الشهراني في الظهير الأيسر، ويمتاز الدفاع الهلالي بالترابط والقوة بوجود كواك وديقاو بقدرتهما على اصطياد الكرات العالية والالتحامات القوية كما يجيدان تغطية الفراغات الناتجة من مساندة الاظهره للهجمات الهلالية. ويحضر في المحور الدفاعي سعود كريري وسلمان الفرج بادوار مزدوجة وهذان اللاعبان لهما القدرة على القيام بالأدوار الدفاعية بامتياز بالإضافة إلى قدرتهما على تنظيم الفريق وبناء الهجمات كما ان اختراقات سلمان الفرج تشكل خطرا إضافيا على مرمى الفريق المنافس. ويشارك في وسط الشق الهجومي محمد الشلهوب ونواف العابد وهما يملكان القدرة على الابتكار وفك الاختناقات من خلال المهارة العالية التي يمتلكانها بالإضافة إلى تناقل الكرات في المساحات الضيقة مع إجادتهما لصناعة الكرات السهلة للمهاجم مع تميزهما بتطبيق أسلوب القادمين من الخلف لاستثمار الفراغات في الدفاعات المقابلة. ويقود المقدمة الهلالية يوسف السالم الذي بات يقدم مستويات مبهرة بقدرته على استثمار الفرص وخلخلة الدفاعات بتحركاته الايجابية كما يملك قدرة عاليه على استثمار الكرات العرضية. المتفق عليه ان العميد يقدم مستويات متذبذبة ولا يمكن التنبؤ بما سيقدمه لاعبوه داخل ارضية الميدان من مقابلة لأخرى برغم امتلاكه مجموعة شابة تتمتع بالانسجام والروح العالية والقدرة على العودة، ولكن يعاب عليهم كمجموعة افتقادهم للخبرة وهذا ما سعى بيتوركا لعلاجه باستعانته بخدمات القائد محمد نور الذي سيتواجد على دكة البدلاء لتأثيره المعنوي والنفسي على هذه المجموعة التي تملك الإصرار على الانتصار ما يجعل العميد حجر عثرة كبيرة في طريق الزعيم ربما ينجح من خلالها برميه خارج أسوار المسابقة. يحمي المرمى الاتحادي المجتهد هاني الناهض الذي يعاب عليه عدم جديته في التعامل مع الكرات المعادة له من المدافعين وانعدام لغة التفاهم معهم أحيانا ما يعرض شباكه للاهتزاز. ويلعب في الدفاعات الاتحادية راشد الرهيب وزوكالا واحمد عسيري ومحمد قاسم والملاحظ غياب لغة التفاهم بين أفراده وحضور الارتباك والاتكالية بينهم ما يسبب انكشاف المرمى الاتحادي أمام المهاجمين ويحرج حارسهم هاني الناهض. ويقف أمام المدافعين النجم جمال باجندوح الذي اثبت حضوره وحاجة الفريق لخدماته من خلال قدرته على إبطال الهجمات المضادة وبجانبه قصي الخيبري وأمامهما مارتن كصانع لعب وضابط لإيقاع الفريق. وفي وسط الشق الهجومي يظهر عبدالفتاح عسيري وفهد المولد ويملك هذا الثنائي القدرة على خلخله الدفاعات المضادة والسرعة في الانطلاقات الخطرة واستثمار الفراغات. ويبقى عبد الرحمن الغامدي وحيدا بين الدفاعات الهلالية والذي يملك المهارة والقدرة على الألعاب الهوائية بالإضافة لتحركاته المقلقة في كل الاتجاهات ما يتيح الفرصة للقادمين من الخلف لاستثمار الثغرات في الدفاعات المقابلة، وسيحتفظ المدربان بعدد من الأوراق بجانبهما للجوء إليها وقت الحاجة وبحسب مجريات وظروف المواجهة.