ستكون الجماهير الرياضية على موعد مع مواجهة نارية من العيار الثقيل جدا تحمل في ثناياها القوة والندية والإثارة محملة بفنون الكرة وشراسة المنازلة التي تجمع العملاقين وجها لوجه بشعار أكون أو لا أكون، فيكفي حضور الزعيم والعالمي ليكون للإثارة والتشويق حضور على أرضية الميدان. وقد شق الفريق الهلالي طريقه لهذه المواجهة بتجاوزه فرق نجران والفتح والفيصلي، بعد أن تخطى فريق نجران في دور ثمن النهائي 2/1 ثم أطاح بفريق الفتح بهدفين دون رد في الدور ربع النهائي واختتم مشواره في الدور نصف النهائي بإزاحته لفريق الفيصلي بهدف ياسر القحطاني الوحيد، بينما وصل منازله الفريق النصراوي بعد أن تغلب على فريق التعاون 4/2 في دور ثمن النهائي ثم ألحق فريق الأهلي به في الدور ربع النهائي 2/1 وفي الدور نصف النهائي تمكن من عبور فريق الرائد بهدفين دون رد، ليصل الطرفان للخطوة الأخيرة في طريق تحقيق كأس البطولة، فالهلال يأمل بمواصلة رحلة الدفاع عن لقبه ومواصلة احتكاره وتسيده لهذه البطولة التي حققها في الخمسة أعوام السابقة وتحقيق أول كأس يحمل اسم الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالإضافة لرد دين العالمي الأخير، في المقابل، يود الفريق العالمي العودة لمنصات التتويج عبر البوابة الهلالية وكسر احتكاره للبطولة وتأكيد انتصاره الأخير على الزعيم، فالفوز وحده هو الهدف الذي سيبحث عنه مدربا الفريقين بدعم وموازرة من أنصارهما الذين سيزحفون لملعب المباراة، ويأملان بالنجاح في تحقيق البطولة في مواجهة لا تخضع لمقاييس فنية. ويتوقع المدرب الوطني نايف العنزي في قراءة فنية للديربي ونظرا لأهمية هذه المواجهة ومدى التنافس القوي والمثير الذي يجمع الطرفين أن يعتمد المدرب الهلالي الكرواتي دالاتش زلاتكو والمدير الفني لفريق النصر الأروجواني دانيال كارينيو على طريقة 4/2/3/1 من أجل حفظ التوازن لفريقيهما دفاعيا وهجوميا، فالمنازلة نهائية وربما أن هدفا وحيدا يكفي وستكون للكرات الثابتة كلمتها في تحديد مسار البطولة. الطرف الأول: فريق الهلالي يقف الحارس الشاب عبدالله السديري في حراسة المرمى الهلالي بعد أن منح الفرصة وأثبت وجوده وإن كان يعاب عليه عدم الخروج لاصطياد الكرات العرضية. بينما سيكون حاضرا في الدفاعات الهلالية سلطان البيشي وأوزيا وربما تشهد المواجهة عودة ماجد المرشدي وياسر الشهراني، ويعاني الدفاع الهلالي عدم ترابطه وضعف تغطيته وخاصة في منطقة العمق وعدم قدرة أفراده على التعامل المثالي مع الكرات العرضية وغياب التناغم بينهم وبين محاور الفريق الدفاعي ما يسهل الوصول لمرماهم. ويتواجد في المحاور الدفاعية جوستافو بوليفار ومحمد القرني، وهذان اللاعبان لهما القدرة على القيام بالأدوار الدفاعية والامتياز في الالتحامات، وإن كان يعاب على جوستافو ثقل الحركة ما سيحرج دفاعات فريقه عند لعب الفريق المنافس الكرة من لمسة واحدة، كما أن القرني يبحث غالبا عن التقدم ما سيترك فراغا قد يكلف فريقه الكثير. ويشارك في وسط الشق الهجومي عبدالعزيز الدوسري ومحمد الشلهوب ونواف العابد، وهؤلاء ربما يفتقدون لثبات المستوى رغم مهاراتهم العالية وقدرتهم على صناعة الكرات السهلة للمهاجمين مع تميزهم بتطبيق أسلوب القادمين من الخلف لاستثمار تحركات المهاجم. ويقود المقدمة الهلالية ويسلي لوبيز والذي يعد من أقل خطوط الهلال عطاء لهبوط مستواه، وهذا ما يرجح لجوء المدرب لإشراك ياسر القحطاني الذي عاد لحسه التهديفي وله قدرة عالية على استثمار الكرات العرضية والتسديدات المباشرة. الطرف الثاني: فريق النصر المتفق عليه أن الفريق النصراوي أضحى يقدم أفضل مستوياته الفنية بامتلاكه لمجموعة تتمتع بالانسجام والروح العالية والقدرة على العودة، وهذا ما يجعل النصر مرشحا كبيرا لتخطي الهلال وكسر احتكاره للبطولة متى ما احترم لاعبوه منافسهم الهلالي. ويحمي المرمى النصراوي وبكل اقتدار عبدالله العنزي والذي يعد واحدا من أفضل الحراس وما يعاب عليه عدم جديته في التعامل مع الكرات المعادة له من المدافعين وانعدام لغة التفاهم معهم أحيانا. ويلعب في الدفاعات النصراوية شايع شراحيلي وعمر هوساوي ومحمد حسين وحسين عبدالغني «في حال جاهزيته» أو إبراهيم الزبيدي، والملاحظ عودة الترابط لهذا الخط وإن كان سيعاني في حال عدم مشاركة حسين عبدالغني دفاعيا وهجوميا قياسا بمشاركة بديله الحديثة مع الفريق وقوة وأهمية المواجهة. ويقف أمام المدافعين الموهبة الشابة أيمن فتيني والذي أثبت حضوره وبجانبه النجم إبراهيم غالب وأمامهما حسني عبد ربه، وفي الشق الهجومي يظهر خالد الزيلعي بمستوياته اللافتة ومساهمته بإرباك الدفاعات المقابلة وقدرته على إيصال الكرات السهلة لخط المقدمة، وبجانبه باستوس الذي أكد أنه من أنجح الصفقات بعطائه وقدرته على التصويب والاختراقات واستثمار الفراغات. ويبقى الهداف محمد السهلاوي وحيدا بين الدفاعات الهلالية ويملك القدرة على الألعاب الهوائية التي يعاني منها دفاع الهلال ويجيد التحرك في كل الاتجاهات، ما يتيح فرصة للقادمين من الخلف لاستثمار الثغرات في الدفاعات المقابلة.