يواصل فريق الهلال الكروي الأول رحلة الدفاع عن لقبه حين يلاقي منافسه فريق الاتحاد الكروي الأول في المواجهة التي تحتضنها أرض ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض عند الساعة الثامنة وخمس دقائق من مساء اليوم، وذلك ضمن مواجهات الدور نصف النهائي لبطولة كأس ولي العهد في لقاء الكلاسيكو السعودي المرتقب، حيث ستكون الجماهير الرياضية على موعد مع مواجهة نارية من العيار الثقيل جدا تحمل في ثناياها القوة والندية والإثارة محملة بفنون الكرة وشراسة المنازلة التي تجمع العملاقين وجها لوجه بشعار أكون أو لا أكون، فيكفي حضور العميد والزعيم لتكون الإثارة والتشويق حاضرة على أرضية الميدان. وصل الفريقان لهذا الدور بعد أن تخطى الهلال منافسه التقليدي فريق النصر في الدور ربع النهائي برباعية مقابل هدف، بينما أطاح الاتحاد بمنافسه فريق الفيصلي وبصعوبة بهدف محمد أبو سبعان الوحيد؛ فلذا يتوثب الفريقان البحث عن الانتصار والخروج من عنق الزجاجة والوصول لنهائي كأس ولي العهد، فالفوز وحده هو الهدف الذي سيبحث عنه مدربا الفريقين، وخاصة مدرب الفريق الهلالي الألماني المؤقت هيكو بونان كون اللقاء يقام على أرضه وبين أنصاره الذين سيزحفون لملعب المباراة لدعم ومساندة لاعبي زعيمهم من أجل تخطي الحاجز الاتحادي الصعب مستثمرا روح لاعبيه المعنوية العالية بعد تخطيهم منافسهم التقليدي فريق النصر، وفي المقابل يدخل مدرب الفريق الاتحادي السلوفيني ماتياس كيك اللقاء واضعا الخروج بنتيجة المواجهة نصب عينيه لدفع مهر الوصول للمباراة النهائية، ومد يد المصالحة الحقيقية مع جماهير فريقه التي فقدت الثقة في فريقها نظير ما يقدمه من مستويات ونتائج باهتة، ولكن مثل هذه اللقاءات لا تعترف إلا بعطاء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر الذي سيحدد وجهة التأهل لأحدهما فالمنازلة لن تكون سهلة عليهما ولا على جماهيرهما، وسيكون البحث عن الفوز هو مخطط مدربي الفريقين واللذين سيرميان بكامل أوراقهما لتحقيقه لاجئين إلى تأمين المناطق الخلفية وتكثيف منطقة الوسط وتضييق المساحات في محاولة للسيطرة على منطقة المناورة؛ ليتمكن كل منهما من فرض أسلوبه على الآخر وتسيير اللقاء كما يريد، مع العمل على تعطيل قوى خصمه عن طريق فرض الرقابة اللصيقة عليها باتباع أسلوب الضغط على حامل الكرة، واللجوء للقذائف بعيدة المدى، وسيعتمد المدرب الهلالي بونان على اللعب السريع من لمسة واحدة؛ لخلخلة الدفاعات الاتحادية ولعب الكرات السريعة في الأماكن الشاغرة لاستغلال سرعة مهاجمه الكوري الجنوبي يو بيونج سو ومتابعة لاعبي خط وسطه القادرين على استغلال الفرص وصناعة الفارق، مع تنويع الغارات الهجومية وخاصة عن طريق الأطراف بمشاركة فاعلة من ظهيري الجنب سلطان البيشي وعبدالله الزوري مع مطالبتهما بلعب الكرات العرضية الأرضية التي كثيرا ما أحرجت مدافعي الاتحاد؛ لعدم إجادتهم التعامل معها، في المقابل سيعمد المدرب الاتحادي كيك إلى تهدئة اللعب والاحتفاظ بالكرة بين أقدام لاعبيه في مناطقه الخلفية ليكتسب لاعبوه الثقة مع مرور الدقائق، وكذلك لإجبار لاعبي الهلال على ترك مواقعهم ثم مباغتتهم بالارتداد الهجومي السريع لاستثمار الفراغات الخلفية، مع الاعتماد على الغارات الجانبية لاستثمار إجادة مهاجميه التعامل مع الألعاب الهوائية، وسيعمل على إغلاق كل الطرق المؤدية لمرمى فريقه وخاصة منطقة العمق التي يجيد لاعبو الهلال اختراقها عن طريق تبادل الكرات في الأماكن الضيقة من لمسة واحدة، ويبدو من خلال المعطيات وظروف الطرفين أن المدرب الهلالي بونان سيعتمد على طريقة 4/2/3/1، وفي المقابل سيلجأ المدرب الاتحادي ماتياس كيك لطريقة 4/2/2/2. وبإلقاء نظرة عاجلة على خطوط الجانبين سنجد أن حراسة المرمى فيهما تعد مطمئنة ومصدر ثقة في الطرفين بتواجد حسن العتيبي حاميا للعرين الهلالي، يقابله حضور مبروك زايد «في حال جاهزيته» أو علي المزيدي في المرمى الاتحادي، وتتعادل القوى الدفاعية فيهما بحضور سلطان البيشي وأسامة هوساوي وحسن خيرات وعبدالله الزوري الذين يقابلهم تواجد باولو جورج وأسامة المولد وأحمد عسيري ومشعل السعيد في الجانب الاتحادي، وربما تتفوق المحاور الاتحادية بتواجد محمد أبو سبعان وسعود كريري على منازلهم الهلالي بحضور المبدعين حديثي التجربة سالم الدوسري وسلمان الفرج، وستدور معركة قوية بين الطرفين في وسط الشق الهجومي من أجل صناعة الفارق للفريقين الذي تتجه بوصلة التفوق فيه لمصلحة الفريق الهلالي بحضور عبدالعزيز الدوسري ومحمد الشلهوب ونواف العابد، وهؤلاء النجوم يملكون القدرة على زعزعة الدفاعات المقابلة بإجادتهم تناقل الكرة في الأماكن الضيقة، بالإضافة لصناعة الهجمات السهلة وإكمالها، وعلى الجانب الآخر يواجههم تواجد محمد نور «في حال جاهزيته أو ربما يعمد كيك إلى الزج بإبراهيم هزازي في مركز الظهير الأيمن، وتقديم باولو جورج في وسط الشق الهجومي» و سلطان النمري، وربما يتفوق خط المقدمة الاتحادي عدديا فقط لافتقادهما لصناع اللعب الحقيقيين بتواجد أندوما ونايف هزازي اللذين يقابلهما في الهجوم الهلالي حضور يو بيونج سو الذي يتوفر له كوكبة من اللاعبين القادرين على صناعة الفرصة السهلة له التي لا يجد عناء بالتعامل معها، كما تقع على عاتق المهاجمين بالإضافة لمهمة إنهاء الهجمات مهمة أخرى لا تقل عنها وهي ضرورة كثرة التحرك دون كرة لخلخلة الدفاعات وفتح الثغرات أمام القادمين من الخلف للاختراق من العمق أو التسديد من خارج المنطقة، يتغيب عن الهلال لاعبوه: عبداللطيف الغنام لإيقافه وعادل هرماش ويوسف العربي لتواجدهما مع منتخب بلادهما وماجد المرشدي لإصابته، وسيحتفظ المدربان بعدد من الأوراق الهامة للجوء إليها عند الحاجة