يرفع الهلال والاتحاد شعار التاريخ والسباق نحو التواجد الآسيوي مجددا، في كلاسيكو الكرة السعودية الذي يجمعهما اليوم على استاد الملك فهد الدولي في الرياض ضمن منافسات الجولة (23) من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، إذ يخوضان اللقاء الذي سيحدد ملامح الأقرب للفوز بالبطاقة الآسيوية الثالثة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل، وسط غيابهما معا لأول مرة عن صراع القمة والتتويج باللقب، وإن كان هناك بصيص أمل صعب يلوح في أفق الهلال. وجهز مدربا الفريقين عدتهما للفوز في هذه المواجهة لضمان التأهل وخاصة من قبل الفريق الهلالي الذي يتحصن بلعبه داخل دياره بيد أنه سيصطدم برغبة لاعبي الاتحاد القوية للإطاحة به والاقتراب بصورة كبيرة من التأهل وإعادة التوهج لفريقهم في البطولة الآسيوية، بينما تود جماهير الهلال أن يتخطى فريقها الحاجز الاتحادي الصعب بتحقيق الفوز للاستمرار في المنافسة على بطولة الدوري والحفاظ على آمالهم فيها. يدخل صاحب الأرض والجماهير فريق الهلال اللقاء وفي رصيده (47) نقطة نال آخرها بتغلبه المستحق على فريق الفيصلي بثلاثية نظيفة ليستعيد بنقاطها المرتبة الثالثة وبفارق نقطتين عن ضيفه قبل أن يزيح فريق هجر عن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين بتغلبه الكبير عليه 6/1 ما يعني أن فوزه سيجعله يزيح العميد عن طريقه ويضمن له الاستمرار في المنافسة في حال تعثر المتصدر فريق النصر ووصيفه الفريق الأهلاوي، فيما يخوض ضيفه الفريق الاتحادي المقابلة بعد أن حقق فوزا صعبا على فريق هجر بجزائية فهد المولد ليحل رابع الترتيب العام برصيد (45) نقطة وهو بلا شك مركز لا يرضي غرور الجماهير الاتحادية التي ترغب بفوز فريقها الليلة والإطاحة بالزعيم الهلالي وإضافة نقاط المقابلة لفريقها على حساب مستضيفهم والتي إن حدثت ستكون دعامة قوية للاعبي العميد في قادم المناسبات ما يعني أن الجماهير الرياضية على موعد مع لقاء من العيار الثقيل جدا عنوانه القوة والإثارة والتنافس التاريخي والبحث عن انتزاع بطاقة المشاركة الآسيوية القادمة، ويبقى الأهم في مثل هذه اللقاءات إعداد اللاعبين إعدادا نفسيا وخاصة من قبل الأجهزة الإدارية والفنية للفريق الاتحادي نظرا لقلة خبرة أغلب لاعبيه يضاف لذلك الدور الهام لمدربي الفريقين اليوناني دونيس المدير الفني الهلالي ونظيره الاتحادي الروماني بيتوركا اللذين سيتحملان مسؤولية اختيار الطريقة المناسبة والتشكيلة المثالية التي يتوقع ألا تتعدى الأسماء المتعارف عليها والطريقة التي اعتاد عليها لاعبوهما والمتمثلة في 4/2/3/1، وسيعتمد المدربان على إقفال مناطقهما الخلفية وتكثيف منطقة الوسط مع تنويع شن الغارات الهجومية تارة عن طريق العمق وتارة عن طريق الأطراف لفتح الثغرات في دفاع الفريق المقابل مع فرض رقابه لصيقة على مفاتيح التفوق فيهما وعدم منح لاعبي الوسط فرصة بناء الهجمات أو التسديدات بعيدة المدى، وبإلقاء نظرة عاجلة على صفوف الفريقين نجد أن التقارب في خطوطهما هو السمة البارزة على خارطة الفريقين، فحراستهما تعد مصدر ثقة واطمئنان بوجود خالد شراحيلي في الحراسة الهلالية والذي يقابله وجود المتألق هاني الناهض، بينما ستتحمل خطوط دفاعات الفريقين العبء الأكبر لإيقاف الغزوات المضادة وإن كانت الكفة تميل في هذا الجانب للفريق الهلالي والذي يمثله ياسر الشهراني وديقاو وكواك وعبدالله الزوري والذي يقابلهم في الدفاعات الاتحادية حضور راشد الرهيب وزوكالا وأحمد عسيري ومحمد قاسم وربما يعاب على الدفاعات الاتحادية حالة الارتباك والاتكالية التي تنتاب أفراده عند الضغط عليهم من قبل المهاجمين، وربما تتعادل قوى الطرفين في المحاور الدفاعية بوجود سعود كريري وسلمان الفرج في الجانب الهلالي والذي يقابلهما حضور جمال باجندوح وسيف سلمان في الطرف الاتحادي وستكون مهمة المحاور في الطرفين تأمين منطقة العمق الدفاعي وتغطية أماكن الظهيرين حال تقدمهما لمساندة الهجمات، وستظل منطقة وسط الشق الهجومي هي موقع المعركة الحقيقية من أجل السيطرة على أوضاع المقابلة وتسييرها كما يريد أنصار الفريقين من خلال صناعة اللعب وإكمال الهجمات في الفريق الهلالي والسرعة والانطلاقات الخطرة في الجانب الاتحادي وربما تميل كفة القوة فيها للفريق الهلالي بتواجد نجوم قادرة على صناعة اللعب وإنهاء الهجمات وإحكام قبضتها على مجريات اللقاء وإمداد المهاجمين بالكرات السهلة بحضور سالم الدوسري ونيفيز ونواف العابد، يقابلهم تواجد عبدالفتاح عسيري ومارتن وفهد المولد، وتميل كفة التفوق الهجومي صوب الفريق الهلالي بناصر الشمراني إذا ما استطاع المشاركة بعد عودته في وقت متأخر من جلسة الاستماع لمحكمة الكاس في ماليزيا والذي يقابله تواجد النجم القادم عبدالرحمن الغامدي في الفريق الاتحادي، وسيحتفظ المدربان بعدد من الأوراق بجانبهما للجوء إليها وقت الحاجة وبحسب مجريات وظروف المواجهة.