يعتبر التفحيط من أكثر الهوايات الخطرة والممنوعة المنتشرة بين الشباب السعودي منذ سنوات طويلة وانتشرت هذه الظاهرة وتوسعت أكثر بعد أن أصبحت وسيلة للتفريغ، خاصة الكبت الذي يعاني منه شبابنا بسبب غياب المراكز التي تشغلهم من جهة وبسبب غياب دور الأسرة في الرقابة والنصح والتوجيه والإرشاد، ورغم أن التفحيط انحسر في السنوات الأخيرة بعد الحملات التي تقوم بها الجهات الأمنية على أماكن تجمع الشباب إلا أنه لا يزال هناك من يمارس هذه الهواية التي اختلف على تسميتها ووصفها المحللون بين ظاهرة سلبية وسيئة، وبين كونها عادة تتحول مع الوقت لجريمة يجب أن يعاقب عليها القانون بعقوبات مشددة وصارمة تمنع انتشارها. ومع اقتراب فترة الاختبارات النهائية تعود هذه الظاهرة للنشاط من جديد، خاصة عند تجمع الطلاب بعد الخروج المبكر من القاعات، فيجدها المفحط فرصة لإبراز مهاراته وفنونه في هذه الهواية الخطرة والقاتلة للسائق وللجمهور الذي يتابعه. وحذر مختصون من انحراف صغار السن من الطلاب الذين يستغلهم المفحطون بإغرائهم، مطالبين بتوفير أماكن لتجمع الشباب وممارستها تحت رقابة أمنية تحد من آثارها السلبية.. مخدرات وسرقات مفحط طلب عدم ذكر اسمه قال: البعض يعتبر التفحيط جريمة وأنا أعتبره هواية والدليل أن المفحطين مبدعون في مجالهم وقدراتهم. وردا حول أنها مخالفة أجاب بضرورة توفير مكان مناسب للمنافسة، مشيرا إلى تداول الممنوعات بين المفحطين واستغلال الصغار، وهناك من يفحط تحت تأثير المخدر وهؤلاء أكثر من يسبب الحوادث، وعن السرقات أكد أن هناك مفحطين يسرقون سيارات بل هناك من يسرق للمفحط سيارة من أجل أن يفحط بها، وكذلك سرقة الإطارات الجديدة، معترفا أن عالم المفحطين خطر. أسس سلبية بطل الراليات السعودي أحمد الشقاوي يقول في هذا الصدد: التفحيط ينبني دائما على أسس غير إيجابية ويشكل خطورة على المجتمع والطلاب، لأنه غالبا يمارس عند المدارس وينتشر في أوساطه سرقة السيارات وتناول المخدرات وأمور سلبية لا يمكن أن تذكر، وهذا يشكل خطرا كبيرا على المجتمع وعدد الوفيات جراء ممارسة هذه الظاهرة البشعة كثير إضافة للإعاقات، وأعتقد أنه يجب نشر الأعداد والإحصائيات الصحيحة لعدد الوفيات والإصابات لهذه الظاهرة للتوعية، ويجب أن تكون هناك أماكن وحلبات تقوم على أسس احترافية بدلا من التهور والعشوائية، والمفترض أن الشاب المفحط إذا شعر أن عنده مهارة يتجه لأي حلبة أو يتواصل معنا ونوجهه التوجيه الصحيح، وأنا عاصرت التفحيط ليس كمفحط طبعا ولكن كمتابع هي ظاهرة سيئة جدا حتى وإن كان المفحط يصل للشهرة، كما أن المفحط لا يعرف النظام والقانون، والسيارات والمفحط نفسه غير مجهزين، ومن هنا تنشأ الخطورة، لذا المفحط يعتبر مخالفا للتعليمات فهو يهرب من الأمن ومن يمارس الهواية في الحلبات يجد الدعم والحماية ويستفيد من أبطال الراليات في هذا الجانب، وبالنسبة لي مستعد لتوجيه المفحطين وعمل دورات توجيهية لهم. ضعف الرقابة ويردف الدكتور عمر الشلاش وكيل عمادة القبول والتسجيل بجامعة شقراء والاختصاصي النفسي: هناك عدة أسباب لظاهرة التفحيط، منها ضعف الرقابة على الأبناء بل انعدامها أحيانا من قبل الأسرة، بجانب سوء التربية من قسوة التعامل مع الأبناء أو التفريق في المعاملة بينهم، والجهل من قبل بعض الأسر بخطورة حيازة الابن سيارة وما يلي ذلك من عواقب، أيضا الجهل وعدم الوعي من قبل الشباب الذين يمارسون هذه الظاهرة، وعدم تقديرهم لقيمة السيارة وما دفع فيها من أموال طائلة والجهد المبذول في صناعتها، بالإضافة لأسباب نفسية كالشعور بالفشل والنقص لدى الشاب مما يدفعه لتعويض هذا النقص بممارسة سلوك خاطئ كالتفحيط ومحاولة إثبات وإظهار المهارة في القيادة أمام الآخرين، والتقصير منا كمواطنين في تأديتنا لمسؤوليتنا تجاه المساهمة في مناصحتهم والمساهمة في تعديل سلوكهم، ومساعدة الجهات المختصة في القبض على المخالفين من الشباب كون سلوكهم يعد من الأسباب التي تسهم في زعزعة أمن البلاد، وعدم إسهام بعض مؤسسات المجتمع كالمدرسة والمسجد بدورها كاملا في التوعية بمثل هذه الظاهرة، وعدم وجود مساحة كبيرة من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الجديدة ومواد وقنوات تتناول علاج مثل هذه الظاهرة، فلو كانت هناك توعية أكبر بخطورتها من قبل الجهات المعنية لم يكن أمام المجتمع أي عذر في وقوعها، وعدم محاسبة الآباء أو من يتولى أمر هؤلاء الأبناء المخالفين، خصوصا صغار السن منهم ومن ليس لديهم رخص لقيادة السيارات، فمن وجهة نظري أن أي أب يشعر بأنه سيكون طرفا في المسؤولية أو مخالفة الابن أو أنه سيطوله أو يناله جزء من العقاب فإنه سيفكر كثيرا ويضرب ألف حساب قبل إقدامه على أي سلوك سواء في التربية أو منح الثقة غير المحدودة لابنه تجاه هذا السلوك. ويضيف العميد عبدالله صالح السحيباني مدير عام إدارة المرور بالقصيم: التفحيط تقلص في السنوات الأخيرة وتم القضاء على التجمعات والحد منها بشكل كبير عن السابق، والحوادث الناتجة عنه قلت كذلك بعد أن تم إيكال هذا الموضوع للبحث السري الذي يقوم أيضا بأخذ الحالات الفردية في الشوارع، والمفحط لا يعامل معاملة المجرم لكنه يعتبر مخالفا ومؤخرا تم توقيع شراكة بين المرور وإدارة التعليم لعمل توعية في المدارس ومحاضرات ومعارض توعوية، وتم توزيع قرابة نصف مليون بروشور، منها ما يخص التفحيط الذي يعتبر عادة سيئة جدا نتمنى زوالها تماما من شوارعنا.