كشف الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد أن «عدداً كبيراً من المفحطين، يغامرون تحت تأثير المخدرات»، فيما حمل تربويون وأكاديميون «المدارس» و«أولياء الأمور» عدم توفير جو ملائم وجاذب للطلاب، بما يؤدي إلى إبعادهم عن «حفلات التحفيط»، بينما رأى آخرون في «الجهات الأمنية مرونة في التعامل مع المفحطين ومحاصرتهم». وقال العيد، في ندوة «ظاهرة التفحيط والمفحطين» التي عقدها مركز «صيفي تاروت»، وشارك فيها أكاديميون وتربويون، إن «80 في المئة من المفحطين، يمارسون التفحيط، وهم تحت تأثير المخدرات، بحسب ما ذكره أحد المفحطين»، موضحاً أن «من أسباب استمرار ظاهرة التفحيط عامل الصداقة، حيث يلعب دوراً كبيراً على الردع أو الانجراف مع شلل المفحطين، كما أن بعض الأصدقاء يشجعون المفحط، الأمر الذي يدعوه للاستمرار، إضافة إلى دفع البعض أموالاً للمحفطين لممارسة التفحيط»، كما يحدث في حفلات الزواج التي يرافقها «زفة بالسيارات». وأشار إلى أن أحد الأدوار المهمة، مثل «عامل التنشئة من الصغر، والانحراف عن الدين»، موضحاً في «دراسة أجريت قبل 12 عاماً، بينت أن كثيراً من المفحطين تارك لفرائضه الدينية». ورأى أن «العقوبات لازالت غير رادعة، وغير مجدية على الإطلاق في التخلص من ظاهرة التفحيط». وناقش، في الندوة، تربويون وأكاديميون ظاهرة التفحيط، عند المراهقين، وبخاصة مع تزايدها في الإجارة الصيفية، وهدفت الندوة إلى «زيادة الوعي حول الظواهر». وناقشوا «مفاهيم ومواضيع ذات صلة بظاهرة التفحيط، واستعرضوا الدراسة التي قام بها العيد مع زملائه على مجموعة من شبان جامعة الملك فيصل، قبل 12 عاماً، وتطرقوا فيها إلى تعريف الظاهرة والحالة النفسية والعمرية». واقترح المشاركون طرقاً في التخلص من الظاهرة، ومن بينها «التصدي لها في كل حزم، والتوعية بخطورة التفحيط، وما يجري للمفحطين من حوادث بشعة». وحملوا «الشباب المتجمهر حول المفحطين، جزءاً من المسؤولية، إضافة إلى دور الأسر والآباء في التصدي لهذه الظاهرة، من طريق حسن تربيتهم، ومراقبتهم سلوك أبنائهم، وعدم تمكين الصغار منهم من قيادة السيارة». وحمل الحاضرون «الدور الأكبر على الجهات الأمنية»، مطالبين ب«ضرورة التصدي لهذه الظاهرة، وبذل المزيد من الجهود وتكثيف الحضور في الساحات والاجتماعات، وعدم التساهل أو المجاملة في تطبيق العقوبات»، مشيرين إلى «الجهود التي يبذلها رجال المرور والدوريات الأمنية والشرطة، في ضبط المفحطين، وتطبيق العقوبة عليهم، ضمن مواقف عصيبة بسبب التجمعات والفوضى، التي يحدثها الشباب عند التفحيط».