تتبوأ المملكة مكانة متميزة في تقديم العون والدعم والمساندة الإنسانية للدول الشقيقة والصديقة ومساعدة حكوماتها على توفير النماء لشعوبها ومواجهة ما تتعرض له من أضرار وكوارث. وتظهر إحصاءات رسمية من الصندوق السعودي للتنمية أن قيمة المساعدات الخارجية للدول النامية خلال ربع قرن (الفترة من عام 1975 إلى 2000) بلغت 582 مليار ريال وشكلت نسبة 4 % تقريباً من المتوسط السنوي الإجمالي للناتج الوطني وهي النسبة الأعلى بين جميع دول العالم.. ولم تقف المساعدات السعودية عند وقوع الكوارث بل تعدت ذلك إلى إعادة إعمار وبناء المدن والمناطق المتضررة بكامل مرافقها والعمل على إزالة آثار تلك الكوارث. وتشير إحصاءات أخرى إلى أن المملكة تتصدر جميع دول العالم في نسبة ما تقدمه من مساعدات بالنظر إلى إجمالي دخلها الوطني. ففيما قررت الأممالمتحدة أن تقدم الدول المانحة نسبة (0.7%) من إجمالي دخلها الوطني كمساعدات للدول النامية والفقيرة، نجد أن ما قدمته المملكة من مساعدات إغاثية بلغ نحو (245 مليار ريال) في الفترة من 1973 إلى 1993م، ومثلها خلال العشرين عاما الماضية أي ما يعادل نسبة (5.5 %) من المتوسط السنوي لإجمالي الناتج الوطني في تلك الفترة. وتؤكد الإحصاءات أن المملكة تجاوزت هذه النسبة إلى أكثر من (6%) من دخلها القومي، بينما لا تمثل المساعدات الإنسانية سوى 5.1 في المائة من الدخل القومي لدولة في ثراء الولاياتالمتحدة. وتشير خطة التنمية الرابعة إلى أن المملكة قدمت 136 بليون ريال في الفترة من 1390ه إلى 1405ه كمساعدات للدول النامية، وبلغت جملة إعاناتها لمكافحة الجفاف ومساعدات درء الكوارث أكثر من 3586 مليون ريال.. استفاد منها مواطنو أكثر من 32 دولة في العالم، وبلغت المساعدات التي قدمتها لتعزيز التكافل الاجتماعي بين المسلمين منذ عام 1392ه نحو 2980 مليونا لأكثر من 40 دولة عربية وإسلامية. وعلى مستوى الكوارث العاجلة فإن المملكة كانت ومازالت سباقة إلى الإسهام في التخفيف عن المصابين بالزلازل والفيضانات والسيول، ففي قارة أفريقيا قدمت 618 مليون ريال مساعدة لسبع دول أصابتها الكوارث، كما ساندت في قارة آسيا دولا إسلامية وقدمت لها نحو 850 مليون ريال، وبلغ ما قدمته من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة نحو 77 ألف مليون ريال، خصصت لتنفيذ برامج ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في 35 دولة إسلامية. إغاثة الشعب اليمني ولم تمض 24 ساعة على نداء مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والموجه للمجتمع الدولي لتوفير 274 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن، حتى جاءت استجابة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سريعة للنداء الأممي ليصدر أمره يوم الجمعة 28 جمادى الآخرة 1436ه 17 / 4 / 2015م، بتقديم المبلغ (274 مليون دولار) لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأممالمتحدة مع تأكيد المملكة وقوفها التام إلى جانب الشعب اليمني الشقيق. وجاءت هذه اللفتة الإنسانية استمرارا للدعم السعودي لليمن، حيث تجاوزت مساعدات المملكة لهذا البلد الشقيق في الخمسة أعوام الماضية الثلاثة مليارات دولار أمريكي. ونتذكر أن المملكة أعلنت في اجتماعي الرياض (مايو وسبتمبر 2012م)، عن تقديم تعهدات جديدة بلغت إجماليها 3.25 مليارات دولار أمريكي، منها مليار دولار كوديعة في البنك المركزي اليمني لدعم استقرار العملة اليمنية، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ مليار وسبعمائة وخمسين مليون دولار لتمويل مشروعات إنمائية واقتصادية وصحية وأكاديمية، ومساعدات إنسانية، بالإضافة لخمسمائة مليون دولار أمريكي لتمويل وضمان صادرات سعودية، كما أسهم الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ مائة مليون دولار أمريكي لدعم قطاع الكهرباء، وحزمة من المعونات لتمويل مشروعات تنموية، وتجاوزت نسبة ما خصصته المملكة 93% من إجمالي ما تعهدت به تجاه اليمن.