للشاعر محمد بن عثيمين في الملك عبدالعزيز رحمهما الله.. ملك تجسد في أثناء بردته غيث وليث وإعطاء وحرمان خبيئة الله في ذا الوقت أظهرها وللمهيمن في تأخيرها شأن ودعوة وجبت للمسلمين به أما ترى عمهم أمن وإيمان حاط الرعية من بصرى إلى عدن ومن تهامة حتى ارتاح جعلان تذكرت أبيات شعر ابن عثيمين في الملك عبدالعزيز، وأنا أتابع التعليقات والمداخلات المتواترة في وسائل التواصل الاجتماعي على صورتين تكشفان عن التشابه المذهل بين الملك المؤسس (رحمه الله)، وحفيده الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، تشابها يصل إلى درجة التطابق بين ملامح وجهيهما يتجاوز الشكل الخارجي العيون والبسمة وكافة تفاصيل الوجه ليشمل كامل الجسد. فالملك عبدالعزيز كما يصفه المقربون منه كان يتميز بصفات جسدية، منها الطول والقامة المستقيمة المتناسقة الأعضاء، إلى صفات معنوية يعكسها حضوره الطاغي، تنعكس في نظرة متأملة هادئة عميقة، مع وقار وهيبة وسكينة، وابتسامة حانية مشرقة تبعث الراحة والطمأنينة. ومن يتأمل الصورتين لا يكاد يجد فرقا بين المؤسس وحفيده، وكأنهما توأمان تأخر مولد أحدهما عن سابقه زمنا، إذ تكاد تكون تلك نفسها هي السمات الجسدية وانعكاساتها النفسية الخارجية للحفيد الشاب. وقد لا تجد غرابة في هذا التشابه الذي يكاد يصل لحد التطابق في علم الوراثة وهندسة الجينات الوراثية، حيث من الشائع أن يرث الحفيد عن الجد صفاته الوراثية الجسدية والنفسية. إلا أن ما يثير الدهشة هو تشابه الظروف والتحديات التاريخية التي واجهها كل منهما ومواقفهما التي أظهرت عبقريته وسائر استعداداته القيادية، فصفات الأمير محمد بن سلمان القيادية كانت واضحة للمقريين منه، وخصائصه الشخصية واستعداداته الفكرية والنفسية من حكمة وورع وقوة إرادة وحنكة وشجاعة كانت معروفة بالنسبة إليهم، إلا أن اختيار خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز له في هذا التوقيت تحديدا والبلاد مقبلة على خوض واحدة من أكبر ملاحمها في عاصفة الحزم، كان هو السانحة التاريخية لأن تظهر هذه الصفات، وتستعاد من ذاكرة التاريخ اليوم صورة المؤسس التاريخي بحضوره المهيب في الحاضر المعاش، ومرة أخرى تصدق كلمة ابن عثيمين في الحفيد، مثلما صدقت بالأمس بحق الجد من قبل حين وصفه بأنه: خبيئة الله في ذا الوقت أخرجها وللمهيمن في تأخيرها شأن.