ما زالت قرارات فجر الأربعاء تلقى اهتماماً بالغاً في جميع أنحاء العالم؛ وذلك لمكانة السعودية واستراتيجيتها وقوتها العسكرية، إضافة إلى أنها تحتل المرتبة السابعة بين أقوى دول العالم، وريادتها للعالم العربي والإسلامي. ووصف العالم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ب"مؤسس الدولة السعودية الرابعة"، بتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد خلفاً للأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد. وبذلك يكون الملك سلمان آخر ملوك السعودية من أبناء المؤسس، ويبدأ عصر الأحفاد. وفي هذا الصدد طرحت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية أسئلة عدة على الخبير والمؤرخ البريطاني روبرت ليسي، الذي أمضى سنوات عدة في السعودية، وله كتابان شهيران حول السعودية. ومن أبرز الأسئلة التي طرحتها الصحيفة على الخبير البريطاني ما إذا كان الأمير مقرن بن عبدالعزيز أُقيل أم تنحى طوعاً؟ فأجاب روبرت ليسي بأن الأمير مقرن بن عبدالعزيز هو من طلب أعفاءه، وتنحى طوعاً؛ وذلك لرضاه التام عن فكرة التغيير وبث دماء شابة في الحكم بإيصال الجيل التالي لسدة الحكم بسلاسة. وحول اختيار الأمير محمد بن نايف من بين شباب الأسرة لتولي منصب ولاية العهد ذكر ليسي أن الأمير محمد بن نايف هو الرقم الأكثر تميزاً من بين أبناء جيله؛ فهو شخصية قيادية، ومؤهل، وعملي جداً، وهادئ، وهو الرجل الأول في مكافحة الإرهاب، وقد نجا من محاولات اغتيال عدة، كادت تودي بحياته، وهو شخصية معروفة لدى العالم أجمع. وأشار ليسي إلى الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، بأنه الأمير الشاب الذي يتضح أنه عملي جداً، وصاحب أخلاقيات عالية، وأثبت في مهمات عدة أنه يتمتع بمواصفات عالية، وأن اختياره جاء بناء على الصفات التي يتميز بها. مضيفاً بأن المعلومات المؤكدة أن الأمير محمد بن سلمان يحظى بموافقة أغلبية أعضاء هيئة البيعة. وأوضح الخبير والمؤرخ روبرت ليسي أن الملك سلمان بن عبدالعزيز بث في الحكم روح الشباب لقيادة السعودية؛ فالأمير محمد بن نايف في الخمسينيات، أما الأمير محمد بن سلمان ففي الثلاثينيات. واختيارهما جاء بناء على قدراتهما، وكفاءتهما، والصفات التي يتميزان بها.