العابر من حي العمارية العتيق وسط مدينة جدة يعاني الأمرين سواء كان متنقلا على قدميه أو بسيارته حيث وصف عدد من السكان بالحي والعابرين به أن من يعبر طرقه مشيا على قدميه فلن يسلم من بلل المياه التي تجري في الشوارع وتمر عليها المركبات فتتطاير يمنة ويسرة خاصة عند تجمعها في حفر تشكل بركا ومستنقعات وسط الحي في ظل ضعف الإنارة ببعض المواقع وانعدامها في أخرى. ولم تسلم المركبات من تطاير المياه المتجمعة ما يصيب بعضها بالعطب فتتوقف في مكانها دون أن تحرك ساكنا، ما يكبد أصحابها خسائر مادية كبيرة في إصلاحها فضلا عن ارتفاع هاجس الخوف بين الأهالي من انتقال حمى الضنك بسبب المستنقعات المنتشرة هنا وهناك، فيما يشكو الأهالي والمارة من غياب الإنارة التي تتسبب في دهس المارة خاصة الأطفال وكبار السن، فيما اتفق الجميع على ضرورة أن تتخذ الجهات المعنية اللازم لوقف تسرب المياه بالحي والتي وصلت للشوارع الرئيسية المؤدية لحي البلد ومايعرف بدوار البيعة المجاور للمنطقة التاريخية. وتحدث ل«عكاظ» عدد من الأهالي وقائدي المركبات المارة بالحي منتقدين وضع الحي.. في البدء يقول فهد الشمراني وهو أحد قائدي المركبات التي تمر من الحي نظرا لكونه يعمل في موقع قريب منه: منذ فترة طويلة وهذه الشوارع بحي العمارية تعاني من هبوط أسفلتي وحفر إضافة لضعف الإنارة ببعض الشوارع ما يعرض المارة لخطر الدهس من قبل المركبات المارة داخل الشوارع بالحي والتي تقصد حي البلد والمطاعم والأسواق المجاورة له أو الواقعة فيه أوتكون تلك المركبات عائدة من منطقة البلد إلى الأحياء الأخرى إضافة لتسرب المياه بشكل شبه أسبوعي دون حل جذري لهذه المشكلة الأمر الذي يهدد بانتشار البعوض الناقل لحمى الضنك، مطالبا الجهات المعنية باتخاذ كافة التدابير والإجراءات لوقف تسربات المياه في الحي والشوارع المحيطة به تجنبا لحدوث ما لا تحمد عقباه. شاطره الرأي إبراهيم الحربي مشيرا إلى أنه يعبر حي العمارية بشكل شبه يومي نظرا لوقوع منزل والدة زوجته بالحي إلا أنه يلاحظ تدفق المياه بشكل مستمر دون توقف الأمر الذي جعل الدخول والخروج للحي أمرا في غاية الصعوبة على الجميع خاصة في بعض أجزائه المتضررة من التسربات لافتا إلى أنه لاحظ التسربات منذ فترة حيث تتوقف ليوم أو اثنين ثم ما تلبث أن تعود دون معرفة السبب، مطالبا بحل جذري للمشكلة حفاظا على هذه الثروة. أما طلال عبدالرحمن وعبدالله الزهراني من ساكني الحي فيؤكدان أن تدفق المياة وتجمعها في مواقع معينة يتلف المركبات ويهدد بالأمراض نتيجة تجمعات المياه في الحفر الأمر الذي يجعلها بيئة خصبة لتوالد البعوض الذي يحمل الملاريا والضنك مطالبين الجهات المعنية بالتدخل من أجل إنهاء المعاناة المستمرة مضيفين أن التسربات المائية في الحي تحدث في كل فترة وتحل لوقت قصير وما تلبث أن تعود مطالبين بحل جذري لها إضافة لزيادة أعمدة الإنارة وصيانة المتعطلة منها في بعض المواقع بالحي. في المقابل أوضح ل«عكاظ» الناطق الإعلامي بأمانة جدة محمد البقمي أن الإنارة المتعطلة والحفر هي من مسؤوليات الأمانة، مؤكدا أن الفرق تسعى لمعالجة هذا الخلل فور حدوثه، أو لدى تلقيها أي بلاغ عن ذلك، مستدركا: أما في ما يخص تسربات المياه فهو من اختصاص شركة المياه الوطنية والتي أشار الناطق باسمها المهندس خالد بادغيش الى أنها تتفاعل مباشرة مع أي بلاغ يقدم لها عن وجود تسربات مياه، وتعمل دون تأخير على معالجته، مضيفا أن بعض التسربات قد تكون نتيجة ارتفاع منسوب المياه في بعض الشوارع طالبا من الجميع الإبلاغ الفوري عن مثل هذه الحالات لتفاديها وعلاجها بشكل عاجل.