جاهزون دوما لتقديم أرواحهم فداء لتراب هذا الوطن، معاهدين الله ثم القيادة والشعب أن يحفظوا مقدرات الوطن الغالي، ومهما قدموا من تضحيات فلن يوفوا ولو جزءا بسيطا مما قدمه لهم. تلك حال جنودنا على الشريط الحدودي بمنطقة عسير، والتي رصدتها «عكاظ» في جميع جولاتها على خط النار. وبعد التنسيق مع المتحدث الرسمي بقيادة حرس الحدود بمنطقة عسير المقدم شايع القحطاني قامت «عكاظ» بجولة على الشريط الحدودي بالمنطقة خلال الأيام الماضية لرصد معنويات رجال أمننا البواسل، حيث بدأت الجولة من مركز قيادة حرس الحدود بمحافظة ظهران الجنوب والتي تبعد حوالي20 كلم عن الشريط الحدودي الذي يتكون من عدد من المراكز الحدودية كمركز مندبة ومركز المسيال الحدودي. ورافق «عكاظ» أثناء الجولة عدد من القيادات الأمنية في مقدمتهم اللواء سفر بن أحمد الغامدي مدير حرس الحدود بمنطقة عسير وعدد من القيادات الأمنية حيث تحدث أثناء الجولة اللواء الغامدي مؤكدا أن الأوضاع الأمنية على الشريط الحدودي مستتبة وآمنة وتحت السيطرة من قبل رجال أمننا البواسل ولله الحمد، كما أن رجال الأمن على أتم الاستعداد لحماية وطننا الغالي وهم في قمة جاهزيتهم، ولن نسمح بأي اعتداء على شبر واحد من أراضينا. وبدأت الجولة على مركز (مندبة) الذي يشرف على مساحة شاسعة من الحدود حيث يلاحظ منه عدد من القرى اليمنية على مسافات متفاوتة، فيما أشار المقدم شايع القحطاني أثناء توقفنا في المركز إلى أنهم لم يواجهوا منذ انطلاق عاصفة الحزم أي خطر يذكر ولله الحمد، كما أن هناك تقلصا ملحوظا في عمليات التسلل والتهريب في المركز منذ انطلاق العاصفة، مضيفا أن قطاع حرس الحدود يملك من الطاقة البشرية كفاءات مدربة بإتقان وقد أقيمت لهم مؤخرا دورات تدريبية كان آخرها قبل أيام قليلة من انطلاق العاصفة تحت مسمى (وطن 85، والرميح 3) ومن تلقوا تدريبهم في تلك الدورات هم الآن يشاركون في عاصفة الحزم ومجهزون بكافة الآليات والإمكانيات. أما من ناحية معنويات رجال الأمن المرابطين في المركز، فقد رصدت «عكاظ» أثناء جولتها الابتسامة التي لا تفارق محيا رجال الأمن ومعنوياتهم العالية، فيما عبر رجل الأمن رئيس رقباء علي محمد الوادعي ل«عكاظ» أنه من أعلى أحد أبراج المراقبة بمركز مندبة كفيل برصد أي تحرك والتعامل معه بكل حزم، مؤكدا أنه يتمتع بمعنويات عالية جدا خاصة أن ضربات عاصفة الحزم اختلفت عن الحرب ضد الحوثيين قبل عدة أعوام فسابقا كان الحوثيون يتربصون من أعالي الجبال أما الآن فنحن مطلون من على أعلى القمم ووجهت لهم قواتنا ضربات مباشرة دحرت العدو وأعادته إلى جحوره. وتوقف فريق «عكاظ» في مركز (المسيال) والذي لا يبعد عن الأراضي اليمنية سوى بضعة كيلومترات حيث مررنا أثناء توجهنا له بعدد من الدبابات ونقاط المراقبة وهي في قمة استعدادها، والتقينا بقائد المركز، وتحدث ل«عكاظ» بأن الأوضاع في المركز آمنة ولله الحمد وها هي الحدود أمامنا نراها، وأضاف: من هنا دورنا مراقبة الأوضاع والتصدي لأي محاولة للإخلال بأمن هذه البلاد وأبراج المراقبة التابعة للمركز كفيلة برصد أي تحرك والتعامل معه بكافة الأسلحة، وتابع: من هنا يتم تحديد كافة الإحداثيات للجيش في حين لزم الأمر. فيما تحدث ل«عكاظ» عدد من الجنود المرابطين وكان أهم ما يميزهم تلك الابتسامة التي لا تفارق محياهم، حيث لمسنا من خلال الحديث معهم ارتفاع معنوياتهم مؤكدين لحمة أبناء هذا الوطن واجتماعهم جميعا على دين الحق، وأكد أحد قائدي القطاعات أنه يقف هنا وبقية زملائه المرابطين وهم على أتم استعداد لتقديم أرواحهم لما من شأنه إعلاء كلمة هذا الوطن، ولكي ينعم الوطن وأبناؤه بالأمن والاستقرار بحفظ الله ونصرته، مشيرين إلى أن دماءهم رخيصة من أجل الحفاظ على ممتلكات ومقدرات هذا الوطن الغالي الذي مهما قدموا له لن يوفوه جزءا ولو بسيطا مما قدمه لهم. وأخيرا تحدث الرقيب حسن الوداعي موضحا أن الجميع جاهزون لتقديم أرواحهم فداء للوطن، مضيفا: مهما قدمنا من تضحيات من أجل ثرى هذا الوطن فإنه يظل قليل القليل بالنسبة لما حبانا به هذا الوطن الغالي، مشيرا إلى أنه وزملاءه مسلحون ب«لا إله إلا الله محمد رسول الله»، متمنين الشهادة وهم يدافعون عن هذه الأرض المباركة مقدمين أنفسهم بكل حب فداء لهذا الوطن الغالي.