ذات نهار، كان كل شيء في مركز الحصن على الحدود الجنوبية ساكنا ولا تسمع غير أحاديث بواسل حرس الحدود ومشاهد الرصد بأحدث الوسائل على مدار الساعة لمنع أي حالات تسلل من قبل عصابات الغدر الحوثية. «عكاظ» شاركت رجال حرس الحدود في منطقة عسير في واحد من أخطر المواقع على الشريط الحدودي بالمنطقة الجنوبية التي استشهد فيها أوائل شهداء عاصفة الحزم، وهم الشهيد سليمان المالكي والشهيد عبدالرحمن الشواطي القحطاني والشهيد الحربي رحمهم الله، كما أصيب فيها عدد آخر من رجال الأمن؛ كالرقيب محمد الحمزي، ووكيل الرقيب حزام الشهري الذين يتلقون علاجهم حاليا بمستشفى عسير المركزي وعدد آخر من رجال الأمن المصابين. ولاحظت «عكاظ» أثناء جولتها أن رجال أمننا البواسل رغم وعورة المناطق وجغرافيتها الصعبة وكيف أنهم مستعدون لأي محاولة غدر من قبل الحوثيين، مقدمين أنفسهم فداء لهذا الوطن من الميليشيات الحوثية الخبيثة. وشملت الجولة مركز مندبة (أحد المراكز الحدودية) حيث كانت التجهيزات سيدة الموقف، سواء من ناحية تأهب رجال الأمن أو المعدات والأسلحة المعدة لمواجهة أي عدو غادر لهذا الوطن. أما مركز المسيال الحدودي الذي يعد الأخطر لكثرة الأودية والشعاب فيه، فقد كان مجهزا هو الآخر بكل الوسائل من أسلحة ومعدات عسكرية. كما أنه يوجد مخططات عسكرية متقنة أعدت لرجال الأمن المرابطين هناك للسيطرة على أي محاولة تسلل أو إخلال بالأمن بكافة أشكاله. واختتمت «عكاظ» جولتها بالوقوف على آخر نقطة على الشريط الحدودي، وهي مركز الحصن الحدودي، والذي شهد الأسبوع الماضي استشهاد ثلاثة من رجال أمننا البواسل، والذي يحاول فيه الحوثيون الخونه اختراقه بكل الطرق، ولكن رجال الحدود كانوا لهم بالمرصاد. وعبر عدد من رجال حرس الحدود المرابطين بأنهم يتمتعون بروح عالية من الحماس والهمة التي مهما حاولنا وصفها بالكلمات لا نستطيع وصفها، كما أنهم على كامل الاستعداد لأي تحرك، سواء على شكل جماعات أو أفراد بأي تسليح كان من قبل أي غادر لهذه الأرض المباركة. وقال مدير حرس الحدود بمنطقة عسير اللواء سفر أحمد الغامدي إن هناك بعض التحركات البسيطة تحاول التسلل داخل الوطن، ولكن رجال حرس الحدود لهم بالمرصاد، لافتا إلى أن هذه التحركات شبه مستمرة، لكنها في مجملها محاولات شبه يائسة، وقد بدأت في الاختفاء بعد انطلاق عاصفة الحزم. وأكد الغامدي أن جميع رجال حرس الحدود مستعدون للتضحية من أجل الوطن ومقدساته مهما كان الثمن غاليا. وتابع قائلا «رجال حرس الحدود ولله الحمد لديهم الخبرة الكافية لمعرفة المتسللين، سواء المتسللين العاديين أو ممن ينتمون للحوثيين وجميعهم سيكون التعامل معهم واحدا». أما عن التقنيات التي يستخدمها رجال حرس الحدود على الشريط الحدودي، فذكر أن حرس الحدود لديه تقنيات حديثة للمراقبة كالكاميرات الحرارية المحمولة وعلى الكتف، إضافة إلى وسائل تقنية متطورة تساعد رجال الحدود على أداء عملهم بكل يسر وسهولة وحول إمكانية دخول الطيران ضمن التسليح لرجال حرس الحدود قال «حرس الحدود يشهد حاليا تطورا على كافة الأصعدة، وقد بدأ هذا التطوير في الحدود الشمالية، وبإذن الله سيكتمل في المنطقة الجنوبية قريبا». وعن مدى أمان المراكز الحدودية، قال «نحن الآن نقف على أخطر نقطة، وهي مركز الحصن، ولعلكم تحكمون على ذلك، فالحمد لله جميع مراكزنا آمنة والوضع تحت سيطرة رجال حرس الحدود، كما أن هناك انخفاضا ملحوظا في التسلل». واختتم الغامدي قائلا: «أسال الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين، وأن يديم علينا أمننا واستقرارنا، كما أننا جميعا مستعدون لأن نفدي هذا الوطن بأرواحنا وأجسادنا ولن نتردد في ذلك مهما كان».