في كل المواسم الثقافية والادبية للاندية الادبية وجمعيات الثقافة والفنون يأمل المثقفون والأدباء أن تكون هذه المواسم اكثر حركة واكثر حيوية خاصة بعد ان توقف النشاط الثقافي لمدة الا من نشاطات وفعاليات مناسباتية وغير مؤثرة. هدفهم آن تكون هذه المواسم متنوعة هذا الموسم الثقافي متنوعا في النشاط والفعاليات واكثر غنى من حيث تعدد العناوين والافكار الجديدة والرؤى الجديدة ومن حيث المحاضرات التي تحمل افكارا مختلفة وكذلك الأمسيات الشعرية والقصصية والمنتديات والمؤتمرات التي تحمل عناوين كبيرة عن الرواية والشعر وملتقيات النص مع عدم تكرار الأسماء التي نراها كل يوم في منابر وامسيات ومناسبات الاندية الادبية وجمعيات الثقافة والفنون وكل المؤسسات الثقافية المطلوب كل عام موسم ثقافي ثري وغني بعيدا عن المعارك والمناوشات الشخصية والوصول إلى المحاكم و «ديوان المظالم». ذلك أن الأندية الادبية تحتاج إلى مزيد من الحركة وإثارة قضايا ثقافية مفيدة للمجتمع مع الاهتمام بالشباب والاجيال الجديدة. إن المؤسسات الثقافية بما فيها الأندية الادبية وجمعيات الثقافة والفنون وبقية المؤسسات المجتمعية ينبغي أن تقدم ما يرتفع الى مستوى المرحلة الكبيرة التي تعيشها المملكة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وان تكون هناك قضايا اكثر اتساقا مع التحولات التي يمر بها المجتمع السعودي. ينبغي أن تخرج الاندية الادبية من سياستها الثقافية والتقليدية، وهذا لن يتم الا من خلال وضع برامج وخطط تجعل هذه الاندية اكثر حيوية وحركة في الاتجاه نحو المستقبل والتركيز على الاجيال الصاعدة واحتواء هذه الاجيال من حيث التوجه لهم ومخاطبتهم واستقطاب المواهب والكفاءات المبدعة في كل الحقول والمجالات المعرفية والابداعية. وهنا لابد من التوجه إلى الوزير الشاب الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام الذي يأمل الوسط الثقافي والادبي والابداعي أن يجد منه الدعم للثقافة والاهتمام بقضايا تتصل براهن ومستقبل الثقافة السعودية من حيث اهميتها وعمقها، وبالتالي استحالة حلها الا من خلال معالجتها معالجة علمية وموضوعية، ذلك أن تراكم المشاكل الادارية والدخول في معارك شخصية الامر الذي يدعو لاعادة النظر في اداء المؤسسات الثقافية في المملكة وجعلها اكثر اتصالا بالثقافة بمفهومها الشامل وليس حصرها في ما هو ادبي فقط، لا بد من دخول الاندية الادبية في عالم جديد ومختلف وأن تتحول الى مراكز ثقافية لان مفهوم الثقافة اعمق واشمل من مفهوم الادب. وهنا نتساءل ما هو دور جمعيات الثقافة والفنون، ما الدور الكبير الذي تقوم به هذه الجمعيات سواء على مستوى الفنون بكل انواعها من الغناء والموسيقى الى الفن التشكيلي والمسرحي ولماذا لا تدمج في مراكز ثقافية واحدة. المطلوب من وزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عادل الطريفي الرهان على الدور الثقافي الذي ينبغي أن تنهض به المؤسسات الثقافية وجعل العمل الثقافي عملا مؤسساتيا كبيرا، وليس مجرد عمل عابر ويهتم بالقضايا الصغيرة والعابرة. لا بد من حالة نهوض ثقافي وفكري وحضاري، وجعل الثقافة هي القوة الناعمة التي يجب ان تكون هي الواجهة الحضارية للمملكة ممثلا في القيمة الدينية والروحية في وجود الحرمين الشريفين والاماكن المقدسة اضافة إلى القوة الاقتصادية والنفطية والسياسية. ان المؤسسات لا بد أن تكون اكثر اتصالا بقضايا الساعة وقضايا العصر، من هنا كان لزاما ان تخرج الاندية الادبية من أدائها القديم وتكون اكثر حراكا، اذ في مجملها، ما عدا ناديين او ثلاثة هي الانشط والاكثر فعالية، اما غالبية الاندية الادبية فهي خارج التوقيت ولا قيمة لها ولا دور على الاطلاق. لتكن حركة الثقافة في بلادنا بمستوى الدور الكبير سياسيا واقتصاديا للمملكة لنرتفع إلى هذا المستوى الكبير.