تتردد في بعض الاوساط الثقافية في المنطقة تساؤلات عن دور النادي وسياسته، ويتهم بعض المثقفين نادي المنطقة الشرقية بأحادية التوجه والشللية وتهميش المرأة والشباب.وقد حمل القسم الثقافي الأسئلة ووجهها الى أمين سر النادي الدكتور عبدالعزيز العبدالهادي الذي رحب بالاجابة عن هذه الاسئلة دون حرج، وتقبلها بصدر رحب مفندا التهم الموجهة الى ادبي الشرقية. @ ماذا عن بدايات النادي وكيف تحول من فكرة الى مؤسسة ثقافية متميزة؟ * النادي الأدبي في المنطقة بدأ كفكرة لدى ابناء المنطقة منذ عقود عندما فكر بعض الأدباء والمثقفين فيها منهم الاستاذ عبدالرحمن العبيد والدكتور غازي القصيبي وآخرون وطالبوا بانشاء ناد ادبي اسوة بنادي جدةوالرياض وكتبوا الى كبار المسئولين في الجهات الرسمية معبرين عن رغبتهم تلك اما لدى الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي الجهة المسئولة عن الأندية الأدبية فأعتقد ان فكرة انشاء ناد أدبي في المنطقة الشرقية قد بدأت منذ ان شرعت في إنشاء أنديتها الأولى في الرياضوجدة وغيرها، اذ لا يتصور أن تفكر الرئاسة في اقامة اندية ادبية في مناطق المملكة ومحافظاتها ولا تضع في حسبانها انشاء واحد في المنطقة الشرقية ولكن تأخر الإعلان عن انشائه لبضع سنوات كان - كما أعتقد - لهدف المرور بالتجربة ومعرفة مدى نجاحها والحمد لله ان تحولت الفكرة الى واقع @ الحركة الثقافية في المنطقة لها تاريخ طويل، فماذا أضاف النادي برأيك للمشهد الثقافي في المنطقة وخارجها؟ * صحيح ان المنطقة عريقة في تاريخها الادبي والثقافي وقد جاء النادي الأدبي ليعزز مسيرته ويواصل عطاءه وحين يكتب تاريخ الادب والثقافة في هذه المنطقة بشيء من الانصاف والتجرد فلن تغفل البصمات الواضحة للنادي في تعزيز هذه المسيرة والتي سأذكر بعضا منها فلقد أوجد النادي منبرا علنيا للفكر والثقافة والأدب من خلال نشاطاته المنبرية التي يقيمها بصورة متكررة في كل موسم ثقافي يمتد كل عام طيلة تسعة اشهر، ولا أعرف - حسب علمي - ان المنطقة شهدت مثل هذا النشاط في سابق مشهدها الثقافي ولهذا النشاط المنبري آثار تركت بدورها بصمات على الحركة الثقافية فقد أوجدت مناخا للحوارات الفكرية والثقافية من خلال ما يتخللها من مداخلات وأسئلة وتعقيبات تعكس وجهات النظر التي تلتقي احيانا وتتباعد أحيانا دون تجريح او إسائه الى أصحابها لقد اكسبت هذه النشاطات المنبرية من خلال المداخلات والتعقيبات كثيرا من روادها فن الحوار الحضاري الذي يخاطب الموضوع او القضية لا صاحبها، كما انها - من جهة اخرى - نمت عند الكثيرين الجرأة على طرح الرأي والمواجهة كما نمت عندهم احترام الرأي الآخر، بل وتقبله عندما يولد قناعة لدى المتلقي كما ان الملتقيات الثقافية او المسامرات التي يقيمها النادي في مكتبته ويلتقي فيها الكثير من الشباب واصحاب المواهب الواعدة قد اسهمت في توجيه وتطوير تلك المواهب وتشجيعها حتى اوصلتها الى قدر من النضج الذي أتاح له فرصة الظهور على الساحة الأدبية لتسهم في دفع الحركة الأدبية في المنطقة واثراء مشهدها الثقافي بأقلام جديدة وابداعات جديدة وللنادي بصمته الواضحة في تشجيع هذه المواهب من خلال بعض النشاطات المنبرية التي خصصها للشعراء والقصاصين منهم، ومن خلال نشر ابداعاتهم في مطبوعة (دارين الثقافية) يضاف الى ذلك تشجيعهم من خلال المسابقات الأدبية التي يعدها لهم كل عام ويرصد لها جوائز مجزية، وهي مسابقات يتاح المجال فيها لأبناء المنطقة ولغيرهم من الشباب في مناطق المملكة الأخرى، بل ولجميع المقيمين في المملكة دون استثناء هذا الاحتفاء بالشباب وتشجيعهم كان له اضافته الملموسة على المشهد الثقافي في المملكة اذ شارك عدد من هؤلاء الشباب في أمسيات شعرية وقصصية في كثير من الأندية الأدبية في المملكة كما طبعت بعض هذه الأندية دواوين شعرية ومجموعات قصصية لهم. هذه مجرد أمثلة ولا يتسع المجال للاستطراد بأكثر من ذلك ومن يتحر يجد. @بدأت في النادي منذ أنشيء، ما أبرز الاختلافات بين النادي سابقا وحاليا؟ * لا اعتقد ان هناك اختلافات ولكن هناك تطور لمسته من خلال معايشتي للنادي طيلة ثلاثة عشر عاما تقريبا.. فقد تطور - على سبيل المثال - دوره التثقيفي الذي كان يتوجه الى الأدب بمفهومه التقليدي من شعر وقصة ونقد أدبي ليشمل مجالات اخرى، كالاستشراق والتعريب والترجمة والتعليم كما تطور تواصله من الاوساط المحلية الى اوساط عربية اخرى، واصبحت مطبوعاته تقرأ في الجزائر وسورية والاردن وغيرها من البلاد العربية، واصبح أدباء وشعراء من هذه البلاد يساهمون بنتاجاتهم في مطبوعة (دارين الثقافية) ولعلنا بعد استكمال موقع النادي على شبكة الانترنت نشهد تطورا وتواصلا افضل من الادباء والمثقفين ومع المؤسسات الادبية والثقافية في أماكن متعددة من العالم. @ادارة النادي من أصعب الادارات لأنها متصلة بجوانب ثقافية وتوجهات متباينة ومتناقضة احيانا، هل استطاعت ادارة النادي -برأيك- التوفيق بين هذه الاختلافات؟ * بدءا لعلك تتفق معي ويتفق معي كثير من القراء بأن رضا الناس غاية لاتدرك وكما تفضلت في سؤالك فان المهتمين بالأدب والثقافة لهم خلفياتهم ومرجعياتهم التي شكلت بنيتهم الأدبية وحددت مواقفهم تجاه قضايا الادب والثقافة وتياراتها المتباينة وادارة النادي تؤمن بأن لكل أديب ومثقف الحق في تكوين هويته الأدبية والثقافية وفي نفس الوقت فان ادارة النادي تؤمن بأن هناك ثوابت وقيما تنبع من ديننا الحنيف واصالتنا العربية وهي ثوابت وقيم لا مساومة عليها ولا محاباة لأحد فيها. فحين لا تمس تلك الثوابت والقيم فان للأديب حقه في المشاركة وممارسة دوره الفاعل في كل المناشط والفعاليات التي ينهض بها النادي. أعتقد أن النادي بهذا قد أخذ موقفا وسطا مع هذه التوجهات المتباينة فلا حجر على هوية الأديب من جهة ولا تفريط في الثوابت والقيم من جهة اخرى. @ يؤخذ على النادي أنه أحادي التوجه ويمارس سياسة الإقصاء للاتجاهات المخالفة، ما تعليقكم؟ * بينت جوهر الاجابة عن هذا السؤال في اجابتي عن السؤال الذي قبله وان كان من اضافة اضيفها فهي دعوة الى الاخوة الذين يحملون هذه الرؤية عن النادي ان يطلعوا على سجل نشاطاته المنبرية وعلى الأعداد التي صدرت من مطبوعة (دارين الثقافية) فلعل في ذلك ما يصحح رؤيتهم. @ لو القينا نظرة على أنشطة النادي طوال السنوات الماضية، او على قائمة الاصدارات لوجدنا ما يعزز تلك الرؤية، ما رأيكم؟ * لا اتفق مع تلك الرؤية وهناك شواهد تنقضها فقد اقام النادي امسيات شعرية وقصصية قرئت فيها نصوص تمثل اتجاهات متعددة ولم تنكر ادارة النادي على احد مشاركته بالابداع الذي يرتضيه ويعبر عن توجهه الادبي والفني ومطبوعة (دارين الثقافية) نشرت نتاجات ادبية وفكرية تمثل - ايضا - اتجاهات متبانية ولم تقابل بالرفض وعدم النشر بعبارة اخرى نحن لانرفض افراد لانتماءاتهم الأدبية والفكرية ولكننا نرفض نتاجات ادبية وفكرية تحمل في مضامينها شعار (نريد لغة ضد اللغة) وشعار (نريد أدبا ضد الأدب) ذلك بأن هذه النتاجات بتر لصلتنا بلغة القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة وأمهات كتبنا وتراثنا العربي الزاخر بنفائس الشعر والنثر في مجالات المعرفة الإنسانية المتنوعة إننا نؤمن بأن نتاجات الحاضر ينبغي ان تكون أفرعا جديدة في شجرة الفكر والأدب العربي الراسخة جذورها عبر تاريخنا المجيد ان نتاجات أدبية أو فكرية ترفع شعارات كهذه تصبح معاول هدم لا سواعد بناء في كيان الفكر والأدب وبالتالي فان في اقصائها محافظة على ثوابت الأمة وقيمها وهي التي كما ذكرت آنفا لا مساومة عليها ولا محاباة لأحد فيها. @ يتهم النادي بالشللية وان هناك مجموعة تحتكر النادي ولا تسمح للآخرين بلعب دور فيه، ما ردكم على هذا الاتهام؟ * ان اطلاق التهم على عواهنها سهل على كل من تسوغ له نفسه التعامل مع الأحداث والأفراد من منطلق الإدانة أولا ثم تبرير الإدانة. ثانيا: فالشللية وغيرها من الاتهامات التي يسوقها بعض الإخوة حين يدور الحديث عن النادي وعمن يتفاعل ويتعاون مع النادي هي - في اكبر ظني - لا تخرج عن هذا السياق، وارجو الا يفهم من هذا أن كل النقد الموجه للنادي مبنى على أساس قلب وضع العربة والحصان، فهناك نقد هادف بناء نابع من رؤية حقيقية لواقع النادي وحرص على تقويمه وتصويبه ورغبة في نهوضه وتطوره والنادي اذ يثمن لأصحاب النقد الهادف حرصهم وغيرتهم على النادي ليدعو الذين يتهمون النادي بالشللية ان يؤتوا بالبينة فالبينة على المدعي كما تقول القاعدة الشرعية، انني اسألهم: من الذي رغب في ان يتعاون ويعمل مع النادي وقابله النادي بالرفض؟ @ حين يتهم النادي بالرفض فليس المقصود هنا رفض الحضور الجسدي، وانما رفض الحضور الثقافي واعطاء فرصة للآخر حتى يسمع صوته، ما تعليقكم؟ * لقد اجبت عن هذا السؤال واعيد تأكيدا لما سبق ان قلته بأننا لا نرفض افرادا بناء على انتماءاتهم الأدبية وانما نرفض نتاجات لا تتفق مع ثوابتنا وقيمنا وقد القيت عشرات القصائد وقرئت عشرات القصص التي تمثل كل الاتجاهات من منبر النادي وبأصوات اصحابها وسجلات الانشطة المنبرية تشهد بذلك. @هل قام النادي بنشر ديوان من الشعر الحر أو قصيدة النثر؟ * اجيب باختصار بأن النادي طبع - مؤخرا- ديوانا للشاعر محمود الحليبي بعنوان (تقولين) وتضمن عددا من قصائد الشعر الحر ولم يطبع النادي ديوانا بقصائد نثرية ولكنه نشر قصائد نثرية في مطبوعة (دارين الثقافية) وعلى سبيل المثال قصيدة (لك كل هذا المد) لسارة الخثلان والتي نشرت بالعدد الثامن من مطبوعة (دارين الثقافية) هذه مجرد إشارة ورب إشارة أبلغ من عبارة. @ هناك من يأخذ على النادي أنه يوجه الدعوات الى فئة معينة وكذلك المداخلات وعدم اعطاء الفرصة للرأي الآخر للتعبير عن رأيه، ما ردكم؟ * النادي يوجه دعواته الى اعضائه ورواده الحريصين على حضور أنشطته وفعالياته كما انه يوجه دعواته الى اساتذة الجامعات والكليات والمهتمين بالأدب والثقافة في ادارة التعليم دون خصوصية او انتقائية مقصودة ومما يؤكد هذا ان النادي ينشر خبرا عن كل نشاط يزمع القيام به في الصحف المحلية والدعوة فيه عامة وقد دأب النادي منذ انشائه على اقامة انشطته في مساءات الثلاثاء لتكون معلومة لدى الجميع مسبقا ولتتيح الفرصة لكل من يرغب في حضورها ان يخطط لذلك واما بالنسبة للمداخلات فنظرا لمحدودية الوقت فان انتقاء بعض المداخلين دون بعض يصبح امرا ضروريا والمعمول عليه في تحديد من تتاح له فرصة المداخلة هو صلة المداخل بالموضوع ومعرفته به وتجربته فيه لأنه بذلك يستطيع ان يثري الموضوع ويفيد الحضور بتعليقه واضافاته، واتهام النادي بعدم اعطاء الفرصة للرأي الآخر للتعبير عن رأيه لا مجال له هنا، ولا معنى له على الإطلاق لان المداخلة تمس الموضوع او القضية التي يتناولها المحاضر او المتحدث ولا تمس النادي حتى يقال انه يختار من هم محسوبون له ويقصى من هم محسوبون عليه. @ هناك فئة من الشباب يزعمون ان النادي يهمش الشباب، فهل هذا صحيح؟ اهم ان نتاج الشباب لا يرقى الى المستوى الذي يريده النادي؟ * كيف يهمش النادي الشباب وقد خصص مسامراته الأسبوعية لإبداعات الشباب تقرأ فيها وتقوم من قبل اصحاب الخبرة والتجربة ويشجع فيها الشباب على الاستمرار والمثابرة كما تناقش في هذه المسامرات بعض القضايا المتعلقة بالنواحي الفنية والبنائية للإبداعات التي يجرب فيها الشباب أقلامهم من شعر وقصة وغيرها، وكيف يهمشهم وهو يحرص في كل مسامرة تسبق نشاطا منبريا ان يخبرهم عنه ويحثهم على حضوره، وكيف يهمشهم وهو يقيم مسابقة سنوية لهم في مجال الشعر والقصة القصيرة والبحث العلمي ويرصد لها جوائز مالية مجزية وكيف يهمشهم وقد استحدث مسابقة خاصة لطلاب المرحلة الثانوية بالتنسيق مع الادارة العامة للتعليم في المنطقة لحثهم وتشجيعهم على الكتابة الأدبية وكيف يهمشهم وقد خصص بابا في مطبوعة (دارين الثقافية) لأقلامهم وكيف يهمش النادي الشباب وهو يخصص لهم الأمسيات الشعرية والقصصية ليقرأوا ابداعاتهم من منبره ان النادي يحتضن الشباب بكل رحابة صدر وثقة في قدراتهم الإبداعية ولولا ذلك لما اقام لهم الأمسيات ونشر لهم الكثير في مطبوعته (دارين الثقافية) @ العنصر النسائي مهمش في نادي الشرقية باستثناء حالات نادرة جدا على الرغم من وجود حركة نسائية نشطة وصالونات ادبية في المنطقة فهل هو تقصير من النادي او انه عدم تواصل مع العنصر النسائي؟ * لا هذا ولا ذاك نحن في مجتمع له خصوصيته وقيمه واعرافه والقضية ليست مجرد تخصيص مكان للنساء - رغم عدم توافره الآن - ولكنها ابعد من ذلك فالقاء المرأة لإبداعاتها الأدبية قد يكون فيه محذور شرعي، اذ كيف يكون مقبولا ان تلقي امرأة قصيدة وجدانية تعبر فيها بنبرات صوتها عن عواطفها امام جمع من الرجال، والله - سبحانه وتعالى - يقول (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) اذا استثنينا هذا فان للنادي تواصله المعقول مع العنصر النسائي فمثلا نشر النادي مقالات وابداعات شعرية وقصصية لأقلام نسائية في (دارين الثقافية) كما ان عددا من المشاركات في مسابقات النادي الأدبية السنوية فزن بمراكز متقدمة في مجالاتها الثلاثة وخاصة مجالي الشعروالقصة القصيرة اضافة الى ذلك فان النادي يوشك على طباعة رسالة ماجستير لاحدى طالبات الدراسات العليا بجامعة من جامعات المملكة وقبل شهور قليلة قام النادي بتكريم القاصة قماشة العليان فهل ترى بعد هذا أن من الإنصاف ان نتهم النادي بتهميش العنصر النسائي؟! @ مما يؤخذ على نادي الشرقية التركيز على الشعر والقصة واغفال الفنون الأخرى كالمسرح والفن التشكيلي فهل هناك موانع تحول دون ترك مساحة للفنون الأخرى؟ وهل هناك نية لتوسيع انشطة النادي حتى تشمل هذه الفنون؟ * صحيح ان النادي يركز على الشعر والقصة والسبب هو ان هذين اللونين من الأدب هما اكثر الألوان حضورا على الساحة الأدبية ولكن هذا لا يعني اغفال جوانب ادبية ثقافية وفكرية اخرى اولاها النادي عناية تتناسب مع حضورها في الساحة الادبية والثقافية فقد تناول من خلال نشاطاته المنبرية ومسامراته الادبية ومطبوعاته من كتب ومطبوعة (دارين الثقافية) مواضيع كثيرة كأدب الاطفال وقضايا النقد المعاصر وادب الرواية وتأثير الآداب الأجنبية على الأدب العربي والتعريب والاستشراق اما فيما يتعلق بالمسرح والفن التشكيلي فقد نهضت بهما مشكورة جمعية الثقافية والفنون ونحن نعتقد ان النادي والجمعية يؤديان دورا متكاملا في خدمة الأدب والثقافة في المنطقة. @لعبت المسابقات في النادي دورا تنشيطيا جيدا هل هناك نية للتوسع والتنويع في هذا النشاط؟ * نرجو ان نكون قد حققنا قدرا معقولا من أهدافنا من خلال المسابقات الادبية التي يقيمها النادي سنويا ونحن نحاول ان نحدث شيئا من التطوير في هذا المجال وذلك بالتعاون مع جهات اخرى كالادارة العامة للتعليم والجامعات والكليات في المنطقة. @ من المآخذ على النادي النقص في المكتبة ما مدى صحة ذلك؟ وهل هناك نية لإثرائها؟ * كما تعلم ان مقر النادي عبارة عن بيت مستأجر وقد خصص للمكتبة حيز محدود لا يسمح بتزويدها بأعداد كبيرة من الكتب ورغم ذلك فان مكتبة النادي تضم عددا كبيرا من أمهات الكتب في الادب واللغة والمعاجم والدوريات ونأمل ان تتطور المكتبة عندما ينشأ مبني جديد للنادي بحيث يضم مكتبة واسعة المساحة وهناك مساع جادة نحو تحقيق هذا الغاية ونسأل الله التوفيق. @ هل هناك انشطة صيفية تهتم بالطلاب ومواهبهم؟ * يحرص النادي في كل صيف على استضافة الشباب من طلاب المراكز الصيفية في داخل المنطقة وخارجها فبالاضافة الى تعريفهم بالنادي واهدافه وانشطته يتيح لهم اثناء الزيارة قراءة مالديهم من ابداعات ثم يتم التعليق عليها وتوجيه اصحابها الى ما يمكن ان ينمي مواهبهم ويطور ابداعاتهم كما ان النادي يفتح مكتبته اثناء الصيف للشباب للقراءة صباحا ومساء ويقوم امين المكتبة بخدمتهم وارشادهم الى الكتب التي يمكن ان تصقل مواهبهم وتثري ثقافتهم كما يتيح النادي الفرصة لرواده من الشباب وغيرهم للاطلاع على المكتبة الصوتية والاستماع للأشراطة المسجلة عليها المحاضرات واللقاءات الأدبية. @ يشكو رواد النادي صغر قاعة المحاضرات ويرون انها لا تكفي للحضور، ما رأيكم بذلك؟ وهل هناك نية للانتقال الى مبنى أكبر؟ * نتمنى لو كانت قاعة المحاضرات اكبر مما هي عليه الآن ونأمل أن نتمكن من انشاء مبنى جديد للنادي تخصص فيه قاعة محاضرات مناسبة، وكما ذكرت سابقا فان هناك مساع حثيثة لتحقيق ذلك فنسأل الله التوفيق @ هل هناك نية لتخصيص قاعة نسائية في المبنى الجديد؟ * لا اعتقد ان النادي يستطيع ان يتخذ قرارا كهذا دون الرجوع الى الرئاسة العامة لرعاية الشباب لاخذ موافقتها في هذا الامر ولو قدر ان يتحقق فستكون هناك ضوابط تجعل الوضع منسجما مع تعاليم ديننا وقيمنا واعرافنا الاجتماعية. @ شهد النادي في السنة الاخيرة نشاطا مكثفا هل يعود ذلك الى الانتعاش الثقافي في المنطقة او ان النادي اصبح اكثر قبولا للشباب والمدارس المختلفة؟ * لم يكن النادي في يوم من الايام رافضا للشباب والمدارس المختلفة وقد بينت موقف النادي تجاه هذا في اجابات سابقة والنشاط الذي تشير اليه هو الوضع الطبيعي لاي مؤسسة تريد البقاء والحضور في ساحتها اذ لابد لها ان تنتعش وتتطور في ذاتها من خلال آليات عملها من جهة وان تتفاعل مع الانتعاش والتطور الذي يحدث في بيئتها من جهة اخرى. @ كيف يمكن تعزيز التعاون بين النادي والقطاع الخاص لتفعيل الثقافة في المنطقة؟ * يمكن تحقيق ذلك من خلال مشاركات النادي مشاركات ادبية وثقافية تتناسب مع اهدافه ودوره في المجتمع في احياء نشاطات وفعاليات تتبناها وتنهض بها مؤسسات في القطاع الخاص كما يمكن لهذه المؤسسات تعزيز ومساندة النادي ليقوم بدور اكبر في النهوض بالحركة الثقافية والأدبية في المنطقة. @ يقيم النادي مسامرة اسبوعية كل ثلاثاء هل هناك شروط لحضور هذه المسامرة؟ وهل يسمح للشباب بالحضور وتقديم مشاركاتهم؟ * لقد اعتاد النادي في مساء كل ثلاثاء لا يكون فيه نشاط منبري ان يقيم مسامرة ادبية والهدف الرئيس من اقامتها تشجيع الشباب على القاء محاولاتهم الابداعية ومن ثم توجيههم بالنقد الهادف الذي يقوم ويصوب ولا يثبط ويهدم كما انه يدربهم على سماع النقد بأذن صاغية وتقبله وكذلك تدريبهم على التعبير عن آرائهم عندما يعقبون على ما يسمعونه من اراء النقاد وملاحظاتهم فالمسامرة - إذا - متاحة لكل الشباب الذين يتذوقون الأدب ويمارسون كتابته ولو في بداياتهم المبكرة وليس هناك من شروط لحضورها والمشاركة فيها. @ لماذا لا يقوم النادي بإنشاء موقع على شبكة الانترنت حتى يتسنى للمهتمين متابعة الأنشطة؟ * سيتحقق هذا قريبا باذن الله @ هل هناك تعاون بين النادي والأندية الادبية الاخرى كإقامة امسيات مشتركة او محاضرات او غيرها؟ * نعم هناك تعاون بين النادي والاندية الادبية الاخرى ويتمثل في وجوه عدة منها مشاركة الاعضاء في كل ناد في احياء امسيات شعرية وقصصية او محاضرات تقيمها الاندية الاخرى وهناك عدد من اعضاء نادي الشرقية الادبي ساهموا في احياء تلك الامسيات في الرياض ومكة والمدينة وجازان وابها وكثير من الاندية الاخرى كما ان هناك تعاونا بين النادي والاندية الادبية الاخرى يتمثل في تبادل المطبوعات التي يصدرها كل ناد كما ان النادي يستعين ببعض اعضاء الأندية الاخرى المتخصصين في مجال معين لفحص الكتب والداووين التي يزمع طباعتها واضافة الي استضافة نادي الشرقية الادبي لبعض رؤساء واعضاء الاندية الاخرى لالقاء محاضرات واقامة امسيات شعرية وقصصية في المنطقة فان النادي يتعاون مع هؤلاء في نشر بحوثهم ومقالاتهم وابداعاتهم في مطبوعة (دارين الثقافية) @ ماذا عن التعاون مع الاندية الرياضية وخصوصا ان من اهدافها تثقيف الشباب السعودي؟ * النادي يرحب بهذا التعاون ولن يتأخر اذا اتيحت فرصة لمثل هذا التعاون مادام يخدم الشباب السعودي ويسهم في تنمية ثقافتهم وصقل مواهبهم ونأمل ان يتحقق في المستقبل القريب شيء من هذا. @ هل هناك انشطة ثقافية في هذا الصيف ضمن فعاليات مهرجان (لك ولعائلتك) * الصيف فترة اعداد وتخطيط للموسم الذي يليه وهو الوقت الذي يأخذ فيه كثير من اساتذة الجامعات والكليات المتعاقدين الى بلادهم كل هذه العوامل تجعل اقامة انشطة ثقافية تعتمد على عنصر الحضور والمحاضرين صعبة وغير عملية وقد جرب النادي في السنوات الاولى من انشائه احياء أمسيات ومسامرات ادبية في فترة الصيف ولكنها لم تلق نجاحا مشجعا على الاستمرار فيها لذا فان نشاطات النادي في هذا العام والأعوام التي سبقته ظلت تتركز على استضافة طلاب المراكز الصيفية والمعاهد والكليات والثانويات الذين يفدون من خارج المنطقة ويعد لهم برامج تشمل اطلاعهم على مرافق النادي واهدافه وخدماته التي يقدمها لمجتمعه، اضافة الى اتاحة الفرصة لهم لقراءة ابداعاتهم ومن ثم تقويمها وتشجيعهم على الاستمرار في الكتابة الابداعية كما ان النادي يقدم لهم مجموعة من الكتب كهديا رمزية تشجعهم وتحثهم على القراءة. @ تحت قائمة اعضاء النادي نجد اسماء كثيرة ما مدى تفاعلهم ودعمهم للنادي وفعالياته؟ * الحمد لله ان تفاعل كثير من الاعضاء مرض يتثمل في حضورهم لأنشطته التي يقيمها سواء في مقره في الدمام او في المحافظات الاخرى كالاحساء والقطيف كما يتمثل في تجاوبهم مع النادي فيما يطلبه منهم كتعبئة استمارات المعلومات الشخصية وتحديث العناوين وغيرها ويتجلى تجاوبهم في استجابتهم للمشاركة الفعلية في احياء بعض امسيات النادي الادبية سواء كانت على شكل محاضرات او امسيات شعرية او قصصية او لقاءات ادبية وثقافية كذلك مساهماتهم الكتابية في (دارين الثقافية) والمسابقات الادبية التي يقيمها النادي كل عام، كل هذه الممارسات الايجابية من اعضاء النادي مؤشرات تدل على الدعم والمؤازرة من قبلهم والتي يثمنها النادي ايما تثمين. @ في خطوة رائدة تم قبل عدة اشهر تكريم الاستاذ عبدالله الشباط والأديبة قماشة العليان هل هناك اسماء اخرى سيتم تكريمها قريبا؟ * نعم فالنادي في نيته - ان شاء الله - ان يجعل تكريم بعض الشخصيات الأدبية من الجنسين تقليدا سنويا فالنادي يرى ان المنطقة تزخر بكثير من الادباء والشعراء والمفكرين الذين تركوا بصمات واضحة على مسيرة الأدب والثقافة في المنطقة ومن حقهم ان يكرموا ومن واجب النادي ان يكون سباقا في هذا التكريم. @ هل من كلمة توجهها للمثقفين والشباب في المنطقة؟ * اقول للإخوة المثقفين على اختلاف خلفياتهم الثقافية وتوجهاتهم الفكرية انه مهما تباينت تلك الثقافات والتوجهات فان هناك قواسم كثيرة يشترك فيها كل صاحب فكر ويمكن ان تكون ارضية عريضة يلتقي عليها الجميع ليتحاور في هدوء وموضوعية وبعقلية منفتحة ومستنيرة تحترم الرأي الآخر من جهة وتعبر عن رأيها بحرية وصدق من جهة اخرى. ومادام نادي المنطقة الشرقية الأدبي نادي الجميع فليكن هو تلك الأرضية التي نلتقي عليها لنستمع الى الآخر ونسمعه ايضا. بهذه الروح وبهذا الموقف نستطيع ان نقدم لهذه المنطقة ولعشاق الأدب والثقافة بها أدبا وثقافة وفكرا بألوان متعددة جميلة ترضي كل صاحب ذوق ادبي. وأقول للشباب من ناشئة الأدب تذوقا وكتابة ان يقرأوا كثيرا وليقرأوا ما شاءوا ولكن بعقلية ناقدة تقوم ما تقرأ وتميز بين جيده ورديئه. ان قراءة كثيرة لا ترتكز على عقلية ناقدة ستكون عند صاحبها مكتبة مشوشة تتضارب فيها الافكار والآراء والاتجاهات ولن تمكنه من تحديد ملامحه وهويته الأدبية ولن تمنحه خصوصيته بين المبدعين في فنه الأدبي الذي سيمارسه لابد لهذا الشاب الناشيء في عالم الأدب ان يعرف الأطر التي تلم شتات المعرفة وتحكمها في منظومة متناسقة. كما ينبغي ان تكون لهذه المنظومة مرجعيتها التي توجهها، وأسأل الله لشبابنا التوفيق والسداد وان يقدموا لأمتهم أدبا يخدم ثوابتها وقيمها في ثوب فني جديد جميل عبقه المنفعة والمتعة. والله ولي التوفيق