ليس امام المخلوع صالح وقت لمزيد من الرقص سواء على رؤوس الافاعي او الشعب اليمني الداعم لعاصفة الحزم التي ستجهز على الافعى المدمرة لليمن وتنهي رقصات المخلوع على رؤوس الثعابين خلال الثلاثة عقود الماضية، حيث كان تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي اللاعبين الرئيسين في هذه الرقصات حيث لعب صالح على ورقة القاعدة ردحا من الزمن ووظفها لصالح حساباته الداخلية الضيقة وتصفية خصومه، وعندما شعر ان الحوثي هو الرهان القادم بعد ان ضمن دعم طهران، غير بوصلة الرقصة باتجاه المتمردين. فإذا كان المبدأ السياسي يقول ليس هناك صداقات دائمة او عداوات دائمة، فإن هذا المبدأ لدى صالح يختلف تماما، فهو يصادق ويعادي في نفس الوقت ويقتل ويعزي ويبتز ويرضي ويهدد بالمسدس بيد ويرسل المال في الحقيبة بيد اخرى في مسلسل للتناقضات التي لا تنتهي وليس لها اي حدود، ولا علاقة لها بأية مصالح وطنية واستراتيجية لليمن. لهذا، لجأ الى انتهاج نظرية الرقص على رؤوس الثعابين، والاستفادة منها على الوجه الأكمل في كل مراحل حكمه الاستبدادية التي شهدت تناقضات وانقلابات من تحت الطاولة وتحريكا للشارع والجيش والمؤسسة القبلية والمؤسسات التشريعية والحاكمة والمؤسسات الامنية والاستخباراتية على نحو دراماتيكي للغاية. لقد استغل المخلوع صالح موقع كرسي الرئاسة لمدة 33 عاما لكي يدمر ويتآمر ويخرب اليمن تارة مع القاعدة واخرى مع الحوثيين، والان اصبح جزءا لا يتجزأ من الثالوث التآمري على اليمن، حيث سابق الى الارتماء في حضن طهران لاحتلال اليمن، لكي يصبحوا اقوياء على الارض عبر الحركة الحوثية المتمردة وتصبح أكثر رسوخا على هذا الأرض لمقتضيات أمنية واستراتيجية ومصالح حزبية تآمرية على اليمن والمنطقة العربية، حيث وظف المخلوع علاقاته السياسية لكي يصل الى مرحلة الدعم الكامل للحوثيين وطهران لتنفيذ اجندة سياسية خارجية في المنطقة وضعت ملامحها وخطوطها التآمرية ايران لتخريب اليمن كما خربت العراق وسوريا ولبنان. المخلوع صالح لم يأخذ من أزمة 2011، العبر ولم يعتبر ايضا عندما حرقت الثعابين جسده في انفجار النهدين الذي عكس انقلاب الافعى لتكشف المزيد من مستور سياسة المخلوع صالح وتتمخض في النهاية عن علاقة وثيقة بين الحوثي وصالح بدعم من ملالي طهران. أيها المخلوع صالح، انتهى وقت الرقص وأمامك «عاصفة الحزم» التي ستنهي رقصاتك الماكرة وتعيد الشرعية الى اليمن.