فضح تقرير أمريكي، ممارسات إيران الاستعمارية في المنطقة، وكشف تقرير الكونجرس الذي نشره مؤخرا، أن طموحات إيران بالتوسع في المنطقة عبر استغلال الانقسامات الطائفية لا تقل خطورة عن برنامجها النووي، وأن التوصل إلى اتفاق نووي لا يعنى أبدا النوايا الحسنة لقادتها، لافتا إلى أن هؤلاء القادة يصافحون على مائدة المفاوضات بيد، فيما تمتد يد أخرى لتمويل وتهريب السلاح لمن يجيد الطعن في ظهور الدول الأخرى من حولها. واكد التقرير أن الدور الإيراني يسعى لضرب استقرار الشرق الأوسط، من خلال الاعتماد على سياسة الانقسامات واستغلال التوترات الطائفية، واللعب بنيران التطرف والحركات الإرهابية، والسعي لهز أركان الأنظمة لحساب حركات معارضة تحظى بالمال والسلاح الذي سيتضاعف حتما، لو تم رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة حاليا على طهران بسبب برنامجها النووي. وأفاد الخبير في الشؤون الإيرانية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، سكوت مودال، أن دول الخليج محقة في توجسها من التحركات الإيرانية، كما أن خطورة تحركات إيران في المنطقة، تكمن في أنها نجحت بالفعل في أن تقطع شوطا طويلا في تكوين وبناء نظم عمل وأجهزة تعمل في الخفاء والظل، بشكل يتيح للحكومة الإيرانية دعم الحركات والميليشيات الموالية لها من خلال واجهات ومنظمات ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية ومنظمات تجارة وأعمال. وأكد أن هذا الجسد الخفي الكامن وراء التحركات الإيرانية لزعزعة الاستقرار يحتاج من المجتمع الدولي لمزيد من الرقابة والحذر. ولفت إلى أنه حتى في حالة النجاح في التوصل لاتفاق نووي، فإن أنشطة شبكة الحركة الإيرانية ستظل تفرض تهديدا لا بد من مواجهته، محذرا من أن دعم إيران وتسليحها للميليشيات والجماعات المعارضة يهدد الأمن العالمي، مطالبا صناع القرار في أمريكا بتشكيل قوة لشن حملة دولية لمواجهة أنشطة وتحركات الأجهزة والمنظمات التي تعمل في إطار الشبكة الإيرانية. وطالب أمريكا أن تشن حربا لمواجهة تحركات المخابرات الإيرانية وفيلق القدس وحزب الله، وغيرها، وإعلان حزب الله كمنظمة إجرامية من خلال الكشف عن تورطه في أعمال إجرامية تشمل غسل أموال وتهريب المخدرات، بشكل يضعه فعليا ضمن لائحة المنظمات الإجرامية الدولية. وعلق أحد أعضاء الكونجرس قائلا: لا بد من الإشارة إلى أن أمامنا الآن نظام حكم ملالي في إيران، قد لا يكون في هذه اللحظة متمتعا بشعبية تزيد على 10 %، أي أن هناك 90 % من الشعب الإيراني غير راضين عنه، كما أن هناك مسألة الأقليات التي قد لا تكون راضية عن الحكم فيه، هناك ما يقرب من 30 إلى 40 % من الآذريين إضافة إلى الأقليات الكردية وأقليات بلوشستان ناقمون على هذا الحكم.