مهما ينفق على التعليم من مبالغ طائلة ومع ما يمتلكه من طاقة بشرية هائلة فلن يحقق النجاح المطلوب ولن يتحقق طالما هناك مآخذ على مستوى الطالب والمعلم والإدارة، وكذلك فيما يتعلق بالبيئة المدرسية وما تحويه من إمكانيات وتجهيزات تعليمية.. والغريب أنها لم تعط ما تستحقه من معالجة، إذ لم ينظر لها أصلا مما جعل هذه الطاقات البشرية والمادية محدودة الفائدة إذا لم تكن عديمة. مشاكل متعددة المصادر ومتنوعة وأزلية ذات أولولية في معالجتها قبل التطوير، فمن المعروف أن التعليم هو أساس معالجة القضايا المجتمعية والاقتصادية والثقافية والحضارية حتى السياسية.. وفي الحقيقة مع الأسف أن تعليمنا بحاجة إلى من يسهم في معالجة قضاياه في كثير من المجالات بما يتفق مع المتغيرات العصرية، بينما تعليمنا ومنذ عشرات السنين على أنظمة ولوائح لم تعد مناسبة لما يصاحبه من تغيرات.. حقيقة موجعة لكنها تبقى حقيقة، ومع الانفتاح الإعلامي وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن لنا أن نغمض أعيننا عن واقعنا بل من واجبنا أن نبادر بما نستطيع من إمكانيات لنسهم ولو باليسير في المعالجة... فعلى مستوى مدير المدرسة مثلا من المفترض أن يتولى الجانب الفني - التعليمي من متابعة وتطوير ومعالجة والتواصل المستمر مع أصحاب العلاقة في حال وجود قصور وبصفة مباشرة، إلا أنه في الحقيقة المدير مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة داخل المدرسة.. واستنفدت وقته وجهده الصيانة والسباكة والنظافة مع ما يستجد من مشاكل تكاد تكون يومية هي إفرازات لمشاكل أساسية مختلفة ومتنوعة، فمن المفترض أن تسند هذه المهام إلى مختصين ويتفرغ المدير إلى ما هو أهم.. وعلى مستوى المعلم لاشك أن تعدد المهام أضعف أداءه التعليمي، وأنا على يقين وبما نمتلكه من إنفاق سخي وطاقة بشرية أننا قادرون أن نحقق نجاحا ملموسا في وقت وجيز.