يقول العلماء إن هناك نمطين للفكر الإنساني؛ نمط التفكير الواعي، ونمط التفكير اللاواعي، ومن أبرز سمات نمط التفكير اللاواعي عدم الإقرار بواقع وحقائق الأمور والتهرب من تحمل المسؤولية الواجبة عنها بأنواع الحيل التي يخادع بها الإنسان ضميره، ومن أبرزها؛ الإنكار للأمر برمته، وإلقاء اللائمة على الآخرين إما بشكل مباشر كلوم الضحية على أنها سبب ما وقع لها، أو بشكل غير مباشر كما في حال نظريات المؤامرة التي لا يمكن وصفها بأفضل من مصطلح «الخنفشارية»، وهو مصطلح لا أصل له باللغة ويعني ما لا معنى له لكنه يحاول التبدي بصورة ما له معنى، ويقال إن أصل كلمة خنفشاري أن رجلا كان يدعي العلم بكل شيء فأراد جلساؤه أن يفضحوا حقيقة كذبه فقرروا فبركة كلمة لا وجود لها باللغة وكانت كلمة «خنفشار» فلما سألوه أن يخبرهم بمعلومات عن الخنفشار ألف لهم كلاما كثيرا عنه وعندها فضحوا حقيقة أنهم فبركوا تلك الكلمة. وفي واقعنا العربي والإسلامي للأسف كلما اقترف مسلمون عملية إرهابية ومنذ الساعات الأولى وبدون أي مستند حقيقي تبدأ نظريات المؤامرة الخنفشارية التبريرية ويشعر مؤلفوها ومن يتداولها أنهم بوجودها ارتاحت ضمائرهم وصارت الضحية في نظرهم هي الجاني، حيث إن نظريات المؤامرة الخنفشارية دائما تزعم أن الضحية قامت بالعملية ضد نفسها لتشوه المسلمين، وهذا لا يعني أن الأجهزة الاستخباراتية العالمية لا تقوم بعمليات إرهاب مفبركة وتنسبها للخصوم حتى أن هناك مصطلحا استخباراتيا إنجليزيا عنها «False flag operations - عمليات الراية الزائفة»، لكن عبر التاريخ الحديث كل عمليات الراية الزائفة كان المتهم غير موجود بمكان العملية، لكن عندما يكون المتهم سجل رسالة قبل اقترافها بأنه سيقترفها، فهل هناك دليل أكبر من هذا؟!.