رأى محللون سياسيون، أن التحرك العسكري الخليجي لإنقاذ اليمن يمثل نقلة نوعية في العمل المشترك، من خلال قوة ردع عربية ترسخ الشرعية وتلبي حاجة المطالب الشعبية في الداخل اليمني. وأكد المحلل السياسي الدكتور سعد بن طفلة العجمي، أن التحرك الخليجي يتجاوب مع طلب الحكومة الشرعية اليمنية التي يرأسها عبدربه منصور هادي، مشيرا إلى أن دول الخليج والخبراء العسكريين رأوا أن التطورات على الأرض تدفعهم لهذه المواجهة الحرب دفعا وكرها، فمن الواضح أن الصبر قد نفد، وأن الأمور تسير نحو انزلاق اليمن إلى متاهات اللا عودة والدولة الفاشلة التي يمكن أن تكون مرتعا للفوضى والاقتتال الطائفي والتدخل الإيراني السافر. واعتبر أن استمرار فوضى الحوثي كان سيحيل اليمن إلى خنجر في خاصرة الجزيرة العربية وبعدها الاستراتيجي ومخزونها البشري الغالي، مفيدا أنه إضافة إلى تثبيت الشرعية فإن هناك إيجابيات عدة منها أن دول الخليج تعمل وفق وحدة واحدة وفعلها مشترك وسياساتها موحدة تجاه قضاياها الأمنية المصيرية. وشدد العجمي على أن الحرب ضد الحوثيين ليست طائفية، كما ستعمل إيران وأتباعها على تصويرها، فهذه الدول تشن حربا جوية منذ شهور ضد «داعش» بالعراق وسوريا، وتواجه خطر القاعدة بجزيرة العرب المتواجدة في اليمن منذ سنين، ولفت إلى أن اليمنيين ليسوا بحاجة للرجال من أجل القتال، ولكنهم بحاجة للغطاء الجوي الذي يردع ميليشيات الحوثيين وعلي صالح. وأفاد نائب رئيس تحرير صحيفة «الشرق» القطرية الدكتور خالد الجابر أن الحالة اليمنية الشعبية العامة مؤيدة للشرعية، وللرئيس المنتخب عبدربه منصور، وناقمة على رعونة ودموية الحركة الحوثية وعلي صالح الذي ثاروا وقدموا قوافل الشهداء لخلعه، كما أن هناك حالة يمنية عارمة ومساندة للتدخل الخليجي. ودعا إلى المسارعة بحسم الوضع العسكري ومساندة الشرعية والحكومة والجيش لاستلام زمام الأمور وتحاشي الظهور بالمشهد اليمني العلني، والعمل سريعا على وضع خطة إنقاذ اقتصادية خليجية للوضع اليمني الذي قارب على الانهيار. وأكد المفكر الدكتور عبدالحميد الأنصاري، أن العملية العسكرية جاءت لدعم الشرعية ومساندة الرئيس هادي بكافة الوسائل، لافتا إلى أن ما حصل من التمرد والانقلاب شكل تحديا كبيرا للشعب اليمني وللخليج، خاصة التدخل الإيراني السافر وتمرير السلاح، إذ أن الهيمنة على اليمن هيمنة على باب المندب خطر دولي وعلى تجارة العالم وعلى قناة السويس. وأضاف «هذا العمل يعطي الخليج أهمية متزايدة؛ كونه أصبح قوة ردع إقليمي في وجه التحديات وأولها الجارة المشاكسة إيران».