أكدت مصادر متطابقة سيطرة ميليشيات الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على مطار عدن، فيما تتقدم نحو العاصمة المؤقتة للشرعية برئاسة عبدربه منصور الذي نفت الرئاسة اليمنية الشرعية خروجه منها كما أشيع مسبقا، فيما قال: أعلنت الجامعة العربية أنها ستبحث اليوم طلبا للرئاسة الشرعية للتدخل عسكريا لوقف العدوان الحوثي. وقال شهود : إن وحدات من اللواء 39 المدرع المتمركزة قرب المطار سيطرت على المنشآت، وأضافوا أن هذه القوة انضمت للحوثيين، ما يعني أنها موالية للرئيس السابق المتحالف مع ميليشيا الانقلاب. وقال سكان : إن ميليشيا الحوثي وقوات صالح سيطروا على قاعدة العند الجوية على بعد نحو 60 كيلومترا الى الشمال من عدن وبدا انهم يتأهبون للسيطرة على الميناء الجنوبي وانتزاعه من ميليشيا الحراك الجنوبي الذي يتعاون مع قوات الرئيس هادي، وبعد ذلك تقدمت قوات الانقلابيين الى أن أصبحوا على بعد 20 كيلومترا من عدن حتى مساء أمس. وقال سكان قرية دار سعد : إن قوات الانقلاب تقدمت إلى إليها وهي تبعد مسافة نصف ساعة بالسيارة عن وسط مدينة عدن. وقال سكان : إن طائرات حربية حلقت فوق العاصمة المؤقتة وأطلقت صواريخ على منطقة بها مجمع هادي، وذكروا أن الدفاعات المضادة للطائرات فتحت النار عليها، وقال حراس بمطار عدن لرويترز : إنه تقرر إغلاق المطار وإلغاء كل الرحلات لدواع أمنية. وفي عام 1994 سحق الرئيس السابق انتفاضة انفصالية في الجنوب في حرب قصيرة لكن وحشية. وفيما نفى مسؤولون يمنيون تقارير بأن هادي فر من عدن، أعلن أحمد بن حلي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أنها ستبحث طلبا قدمه وزير الخارجية اليمني بالانابة رياض ياسين من أجل التدخل عسكريا لصد العدوان الحوثي. وكان لتقدم الحوثيين ثمن دام، وقال سكان : إن جثث مقاتلين من الجانبين ترقد في الشوارع على مشارف الحوطة عاصمة محافظة لحج شمالي عدن. وفي الحوطة أغلقت المتاجر وأفاد سكان بسماع أصوات إطلاق مدافع آلية ومشاهدة جثث مقاتلين من الجانبين في الشوارع. وذكر شهود عيان أن مقاتلي الحوثيين والجنود المتحالفين معهم تفادوا - إلى حد بعيد - المرور عبر وسط المدينة وتحركوا عبر الطرق الترابية إلى الضواحي الجنوبية المواجهة لعدن التي حدثت فيها اختناقات مرورية أصابتها بالشلل، فيما أخذ الأهالي أبناءهم من المدارس وانصاع العاملون بالقطاع العام للتعليمات بالعودة الى منازلهم. وذكر شهود عيان أن أفراد فصائل ومسلحين قبليين موالين لهادي انتشروا بعتادهم في أرجاء المدينة. ورأى محمد أحمد البالغ من العمر 21 عاما، الذي كان يقف خارج مجمع أمني في منطقة خور مكسر في عدن، حيث احتشد مئات الشبان للتسجيل لمحاربة المقاتلين الحوثيين: إن "الحرب وشيكة ولا مفر منها، ونحن مستعدون لها". وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على صنعاء في سبتمبر، كما سيطروا على مدينة تعز بوسط البلاد في مطلع الأسبوع مع اقترابهم من عدن. وفي واشنطن، دعا البيت الأبيض ميليشيا الانقلابيين الى الكف عن زعزعة استقرار اليمن، حسب المتحدث جوش إيرنست. دعوات للتدخل وطالب زعيم قبلي - في محافظة مأرب شرق اليمن - دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بالتدخل العاجل والسريع لإنقاذ اليمن من تمدد المتمردين الحوثيين وحلفائهم. وقال الشيخ "علي غُريّب" أحد كبار مشايخ عبيدة بمأرب : إن أمن المملكة العربية السعودية من أمن اليمن، وعليها أن تتحرك سريعاً للتدخل في اليمن بكل الوسائل المتاحة، ولو عسكرياً، وفقاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك". وأشار في تصريح صحفي إلى أن تمدد المتمردين الحوثيين خطر يهدد ليس أمن اليمن فحسب، ولكن أمن المنطقة كلها، مضيفاً أن "القبائل في مأرب على جاهزية تامة لصد أي هجوم قد تنفذه مليشيا الحوثي، ولن تقبله في أرضها". ولفت "غُريّب" إلى أن اليمنيين لا يواجهون مليشيا الحوثي وحدها، بل يواجهون إمكانات الدولة، ومن ورائها دول أخرى مساندة كإيران باعتبار الحوثي شرطي لها في المنطقة وينفذ أجندة مشبوهة لزعزعة أمن واستقرار المنطقة". وطالب وزير الخارجية اليمني رياض ياسين بتدخل عربي عسكري وسياسي سريع لإنقاذ اليمن من أزمته الراهنة، محذراً من التداعيات الخطيرة التي تواجه استقرار اليمن في هذه المرحلة. وقال في تصريحات للصحفيين عقب لقائه أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي : "إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيشارك في أعمال القمة العربية المقررة السبت المقبل". وأكد الوزير اليمني أن بلاده بحاجة إلى تدخل عاجل وسريع من جميع الدول العربية وبشكل عاجل لإنقاذ اليمن، لافتاً الانتباه إلى أنه أطلع الأمين العام للجامعة العربية على التصعيد الخطير في اليمن من قبل جماعة الحوثي المتمردة لإسقاط عدن وبقية المدن الأخرى حتى تكتمل السيطرة الحوثية الإيرانية على اليمن. وردا على سؤال : "هل طُلِبَ من الأمين العام للجامعة العربية تدخل عسكري عربي لإنقاذ اليمن على غرار الطلب من قوات درع الجزيرة للتدخل، قال وزير الخارجية اليمني : "نعم طلبنا من الجامعة العربية تدخلاً عسكرياً وسياسياً، وتم الاتفاق على عقد اجتماع خاص باليمن على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب (اليوم) الخميس". وأضاف : "إننا سنطلب من القمة العربية تدخلها أيضاً، خاصة أننا حالياً في اليمن نسابق الزمن من أجل أن يكون هذا التدخل العربي العسكري في أسرع وقت ممكن". وقال : "إننا وجدنا تفهماً من قبل الأمين العام للجامعة العربية للمطلب اليمني، خاصة وأن الأزمة في اليمن كبيرة، وتحتم تحركاً عربياً عاجلاً على الأرض". ودعا رئيس تحرير صحيفة اليمني الجديد فهد السلطان إلى تدخل اقليمي عاجل لإنقاذ اليمن من الانزلاق الأمني الخطير الذي يشهده حالياً، مبيناً أن أي تأخر سيجعل ايقاف التدهور الأمني الجاري في البلاد وإنزلاقها نحو حرب طائفية صعباً. وقال السلطان لتلفزة "الإخبارية" السعودية : إن اليمن في حقيقة الأمر جزء لا يتجزأ من المنظومة الخليجية وعليه يجب الإسراع بالتدخل العسكري والسياسي، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي لا تتحرك إلا وفق تواطؤ. وبشأن الإجماع العربي على تنسيق لاجتماع طارئ حول الأحداث في اليمن، أوضح السلطان أنه يجب الإسراع في دعم الشرعية وعدم سقوط اليمن في يد إيران بشكل كامل، لأن أي تأخير سيسلم اليمن بصورة رسمية لإيران دون أي مقاومة تذكر. وأضاف : "أن ما تبقى من شرعية للدولة وبقائها أمام تلك الأحداث الصعبة مشروط بتواجد تكتلات خلف الرئيس عبدربه منصور هادي وخلف الجيش المناصر للدولة وهو تكتل الشعب اليمني وسينضم اليوم الكثير من محافظة تغز ومأرب والبيضاء وشبوة وحضرموت وكثير من المناطق التي مازالت حتى الآن ممانعة ورافضة للسقوط في يد ميلشيات الحوثي أو تكون جزء من المشروع الإيراني داخل المنطقة". وقد حض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مجدداً، مجلس الأمن الدولي على تبني قرار ملزم من أجل وقف تقدم ميليشيات الحوثيين إلى مدينة "عدن" التي لجأ إليها. التعبئة العامة اعلنت اللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي " التعبئة العامة" لدحر قوى الانقلاب الحوثي المسنودة بقوات الجيش الموالي لصالح، ودعت الشباب الجنوبيين إلى مساندة إخوانهم من أفراد اللجان، للتصدي للجماعات الانقلابية الخارجة عن النظام والشرعية الدستورية. بعد ساعات من انباء عن سقوط محافظة لحج الجنوبية بيد مليشيات الحوثي المسلحة المسنودة بقوات الجيش الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وكانت اللجان الشعبية الجنوبية حشدت قبل عدة ايام الالاف من شباب المحافظات الجنوبية للانخراط في صفوفها لوقف تقدم الحوثي نحو مدن الجنوب. وقالت اللجان الشعبية في بيان لها بث في قنوات جنوبية تتبع قوى الحراك الجنوبي " إن هذه المرحلة تتطلب ضرورة الوقوف صفاً واحداً تجاه محاولات القوات الموالية لجماعة الحوثيين، والنظام السابق بزعزعة الأمن، والاستقرار في محافظات ومدن الجنوب بشكلعام، ومدينة عدن بشكل خاص". واستقبلت خلال الاسابيع الماضية معسكرات الجيش والأمن في مدن جنوبية الالاف من ابناء المناطق الجنوبية للانخراط في قوات الجيش في حملة تجنيد هي الاكبر من حرب صيف 1994م. معدات عسكرية إيرانية الى ذلك، كشف مصدر في مطار صنعاء الدولي عن وصول عدة طائرات ايرانية الى المطار تحمل على متنها ادوية ومساعدات طبية واسلحة ومعدات اجهزة عسكرية حديثة.وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمة لمراسل اليوم في صنعاء، انه خلال اليومين الماضيين وصلت طيراتان تحمل الاولى على متنها المساعدات الطبية قدمها الهلال الاحمر الايراني لوزارة الصحة اليمنية والهلال الاحمر اليمني، فيما الاخرى تحمل على متنها اسلحة ومعدات حربية متطورة.