نوه وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جنتيلوني، باستضافة الرياض لحوار الأطراف اليمنية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي. وقال ل «عكاظ»: إن بلاده تنسق مع المملكة من خلال مجموعة أصدقاء اليمن، مؤكدا على أهمية العلاقات مع مجلس التعاون، باعتبار أن دول الخليج تشكل حجر الأساس للمنطقة العربية. وأكد باولو التزام بلاده بعملية السلام في الشرق الأوسط وخيار الدولتين، مشيرا إلى تأييد بلاده للحوار الليبي. وشدد على أن محاربة الأرهاب بجميع أشكاله تتطلب الشراكة والدعم الدوليين.. وإلى التفاصيل: ما هي رؤيتكم للأزمة اليمنية، واستضافة الرياض لحوار الفرقاء؟ - نرحب بموافقة المملكة على استضافة حوار حول أمن واستقرار اليمن، ونحن على مسار سنوات ننسق ونتعاون مع المملكة في الشأن اليمني لقناعتنا بأن اليمن ينبغي أن تبقى دولة متحدة وقوية تضم جميع الأطياف اليمنية، وتساعد البلاد في الحفاظ على أمن واستقرار سواحله، كما نراقب بقلق شديد الأحداث الأخيرة وندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية لتحقيق التسوية السياسية التي تحظى بتأييد من بلادنا والاتحاد الأوروبي. كيف تنظرون إلى انعقاد القمة العربية أواخر مارس، في ضوء علاقاتكم العربية والخليجية؟ - من المؤكد أن القمة العربية تنعقد في توقيت حاسم وحرج تمر به المنطقة العربية، ولاشك أن استضافة مصر لهذا الحدث في شرم الشيخ، إشارة مهمة في وجه الإرهاب. أما علاقاتنا مع دول الخليج، فإن البيت الخليجي بات يشكل حجر أساس للمنطقة العربية، ونحن من جانبنا نسعى لدعم العلاقات الإيطالية الخليجية انطلاقا من أن مجلس التعاون الخليجي شريك رئيس في الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب وفي مجالات عديدة تتوافق مع سياستنا الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار. هل ترون أن ثمة مستقبلا لعملية السلام بعد الانتخابات الإسرائيلية؟ - نحن على موقفنا بأنه لا بديل عن خيار الدولتين، وأن سرعة استئناف المفاوضات تشكل أهمية كبيرة لا سيما بعد الاختيار الأوروبي للدبلوماسي الإيطالي فرناندو جنتيلليني كمبعوث لعملية السلام في الشرق الأوسط، هذا الاختيار يدل على أن هناك إصرارا لاستئناف مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين مرتكزة على حل الدولتين في إطار عملية سلام شاملة. وأعتقد أن الفترة القادمة ستشهد تنسيقا مكثفا لن نبخل خلاله عن تقديم العون والمشاركة وبالتعاون مع أعضاء الرباعية الدولية والدول العربية والدول المحورية في المنطقة انطلاقا من أن السلام لا بديل له، وفي هذا السياق فقد صادق أخيرا 300 عضو في البرلمان الأيطالي مقابل رفض 45 صوتا على اقتراح من الحكومة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. الأزمة الليبية تتصاعد يوما بعد يوم، هل من دور لكم في التوصل إلى حلول لهذا الصراع؟ - استقبلت أخيرا في إطار اجتماع مصغر حول الأوضاع في ليبيا وزير الشؤون المغربية والأفريقية في الجزائر عبد القادر مساهل، واتفقنا على التعاون للحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة الأراضي ومحاربة الإرهاب، ودعم مهمة المفوض الدولى برناندينو ليون، وتم تأجيل اجتماع ثلاثي كان سيشارك فيه نظيري المصري إلا أن ظروف الأحداث الأخيرة في تونس استدعت تأجيل اللقاء الثلاثي للأسبوع القادم. نحن ملتزمون بدورنا في دعم الحوار الليبي ودعم الحكومة الليبية ونتائج اجتماع دول الجوار لليبيا ومجموعة الاتصال الأفريقية، وقد شاركنا في هذا اللقاء انطلاقا من أهمية التوصل إلى حلول إيجابية لقناعتنا من أن تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا يشكل عمقا للأمن القومي الإيطالي وأمن دول شمال أفريقيا. كيف تقيمون التعاون الدولي في محاربة الإرهاب؟ - لا شك أن الأحداث المتتالية تؤكد على أن التعاون الدولي في محاربة الإرهاب يبقى ضروريا وملحا، لا سيما في ما يخص تبادل المعلومات الاستخبارية، ونشعر أن دول الاتحاد الأوروبي وشركائنا في الدول العربية ملتزمون بمواجهة التنظيمات الإرهابية. والتقيت قبل أيام مجموعة عمل الائتلاف لوقف تمويل تنظيم داعش ويرأس هذه المجموعة بجانب إيطاليا كل من المملكة والولايات المتحدة، واتفقنا على محاربة إرهاب داعش بجميع الوسائل وقد أغلق الاجتماع أعماله بطرح أجندة تتعلق بالتصدي لاستراتيجية الإرهاب بوقف التمويل وتضم المجموعة 29 دولة.