الساحات البيضاء والميادين القريبة من سوق الصواريخ في منطقة الخمرة جنوبجدة تتحدث عن حالة المنطقة بأسرها.. بعشوائيتها وتخبطاتها والفوضى التي ضربت كل اركانها، فالنفايات والاوساخ في كل مكان.. الاثاث المحطم والكراتين والصنادق وبقايا الاطعمة واكياس البلاستيك تملأ كل الامكنة. مهمة .. ولكن كل شيء مهمل ملقى هنا في هذا المكان الذي دخل في معاهدة مع العبث وعدم التخطيط، فالحديد والاسكراب يزداد كل يوم حجما ونوعا.. ولعل المنطقة تكتسب اهميتها من قربها من المصانع، ولكن الاهمية تدحرجت بعد اطنان النفايات التي اختارت الخمرة ملاذا لها تلويثا للبيئة وازعاجا للناس والاسواق، ومع ذلك لا يشعر المتسولون والمتسولات في الخمرة باي ضيق او حرج، اذ يتحركون في كل المواقع في مأمن من الملاحقة بل ان بعضهم اختار الموقع سكنا وسط صنادق واخشاب وبعضهم اتخذ من بيع السكراب والخردة والادوات المستخدمة تجارة يتربح منها كعمل اضافي مع التسول المنظم. نصائح للمصانع علي عاطف يقول إن الاسكراب هو محور الاستثمار في هذه المنطقة، حيث تباع قطع الحديد الخردة والسكراب بكميات كبيرة للغاية لدرجة انه يمكن استثمارها في التصدير وفق اسس علمية بدلا من تركها هكذا لسابلة الطريق، ولعل المصانع نفسها تخلق لنفسها فرصة استثمار اضافية بالاستفادة من بيع وشراء الاسكراب بدلا من القائها في الشوارع. الملاحظ ان اغلب العاملين في تجارة اسكراب الخمرة من العمال البسطاء وبعضهم من المخالفين لأنظمة الاقامة والعمل، اختاروا هذه المهنة بعدما ضاقت عليهم فرص العمل اثر الحملات التي تشنها الجهات المختصة على مدار الساعة، كما يقول علي عاطف الذي يقترح نقل النشاط الى خارج النطاق العمراني بسبب منظرها البائس. الخبز الجاف كانت امانة محافظة جدة اعلنت في وقت سابق استمرار جهودها للقضاء على الظاهرة داخل الأحياء السكنية، مشيرة الى أنها تستقبل البلاغات عن المواقع المخالفة عن طريق عمليات الأمانة 940، كما تم اعداد تطبيق للبلاغات على الأجهزة الذكية. «عكاظ» رصدت بالكاميرا والقلم المشاكل التي تعترض نهضة منطقة الخمرة، وتلك التي في حاجة للعلاج والتدخل الحاسم لضبط معايير الوقاية الصحية وازالة مرامي النفايات من الحي، ورصدت العدسة عددا من المتسولين يعملون بنشاط على جمع الاسكراب والسلع المستخدمة والخبز الجاف، حيث تتاجر بها سيدات افريقيات اوضحن انهن يبعن الخبز الجاف كعلف للحيوانات.