أكدت دراسة أعدتها شركة متخصصة أن فقدان السمع ضمن أكثر 5 مشكلات صحية انتشارا في المملكة بسبب زواج الأقارب. أعلن ذلك في مؤتمر صحفي، بحضور الدكتور عبدالرحمن حجر رئيس مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن ورئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة، والدكتور عبدالمنعم الشيخ رئيس المجلس العلمي في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ومدير برنامج زراعة القوقعة في مستشفى الملك فهد بجدة. وأظهر أول استطلاع إقليمي من نوعه حول مشاكل فقدان السمع، ولأول مرة، نتائج علمية مفصلة وشاملة عن الإعاقة السمعية في المملكة والشرق الأوسط. وفي هذا السياق، قال رئيس مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن إن نتائج الاستطلاع تقودنا بشكل حتمي نحو أهمية زيادة توعية المجتمع بمشاكل وأسباب فقدان السمع في المملكة على وجه الخصوص، والشرق الأوسط بشكل عام، خصوصا تلك الحالات التي تولد مع الأفراد، هذا إذا علمنا أن المرضى يبحثون عن العلاج بعد مرور 3 سنوات فقط، ما يعني انخفاضا ملموسا في فرص الاندماج في المجتمع، ولعل من أهم أسباب انتشار المرض في مجتمعنا العربي بشكل عام، والخليجي على وجه الخصوص، هو زواج الأقارب الذي ينتج بدوره أطفالا فاقدين لحاسة السمع دون أن تدرى أسرهم، من هنا تأتي أهمية زيادة التوعية لدى الجميع حتى يتسنى لهم مواجهة خطر فقدان السمع لدى أبنائهم منذ الصغر. ولفت إلى أن أحدث البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تقدر عدد المصابين بفقدان السمع في الشرق الأوسط بنسبة 3% من سكان المنطقة، إلا أن الخبراء في المجال الطبي الإقليمي يرون أن العدد أكثر من ذلك بكثير. وعلق مدير برنامج زراعة القوقعة في مستشفى الملك فهد بجدة على نتائج الاستطلاع الإقليمي بقوله: «تتمثل أكبر الآثار الإيجابية للدراسة في فرض فحص السمع الإجباري لدى حديثي الولادة في كافة دول المنطقة، بدأنا منذ أربعة أشهر بتطبيق تلك الفحوصات على حديثي الولادة في المملكة، ونأمل أن تحذو بقية دول المنطقة حذونا، فأهل الطفل المريض عادة ما يبحثون عن العلاج بعد سن الثالثة من عمره، أي في المرحلة التي تصبح فيها المشكلة واضحة وتبدأ بالتأثير على حياته، إلا أن العلاج وتصويب مشاكل التطور يصبح أكثر صعوبة حينئذ».