شدد مسؤولون عن قطاع معالجة مشكلات السمع في السعودية على أهمية متابعة أولياء الأمور لأبنائهم بعد الولادة مباشرة والقيام بالفحص المبكر للكشف عن مشكلات السمع؛ لعلاجها مبكراً في السنة الأولى. وقال رئيس مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن ورئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن حجر خلال مؤتمر صحافي أمس للإعلان عن نتائج أول استطلاع إقليمي حول الإعاقات السمعية في المملكة والشرق الأوسط، إن التوعية مهمة جداً لأولياء الأمور والأطباء أيضاً، ولاسيما بعد الأمر السامي الذي أشار إلى تنفيذ برنامج الكشف والتدخل المبكر للإعاقة السمعية، لافتاً إلى ضرورة الالتزام به لما فيه فائدة كبيرة على المجتمع بشكل عام. وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 67 في المئة من المشاركين فيه بأن حديثي الولادة (إلى عمر 3 سنوات) هي الفئة الأكثر تأثراً بفقدان السمع في الشرق الأوسط، وأن 48 في المئة من المشاركين قالوا إن المرضى الذين يبحثون عن العلاج بشكل دوري هم عادة في تلك الفئة العمرية. وأوضح حجر أن «نتائج الاستطلاع تقودنا بشكل حتمي نحو أهمية زيادة توعية المجتمع بمشكلات وأسباب فقدان السمع في المملكة على وجه الخصوص والشرق الأوسط بشكل عام، ولاسيما تلك الحالات التي تولد مع الأفراد، هذا إذا علمنا أن المرضى يبحثون عن العلاج بعد مرور 3 سنوات فقط، وهو ما يعني انخفاضاً ملموساً في فرص الاندماج في المجتمع، ولعل من أهم أسباب انتشار المرض في مجتمعنا العربي ولاسيما الخليجي، هو زواج الأقارب الذي ينتج بدوره أطفالاً فقدين حاسة السمع من دون أن تدري عائلاتهم، من هنا تأتي أهمية زيادة التوعية وتنميته لدى الجميع حتى يتسنى لهم مواجهة خطر فقدان السمع لدى أبنائهم منذ الصغر». وكشف الدكتور حجر إلى أن ما يُنفق على زراعة القوقعة في السعودية يعادل 10 في المئة من كلفة ما يُصرف على تعليم الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع أو فقدانه، على رغم الفارق الكبير في النتائج؛ إذ إن من تزرع لهم القوقعة يصبحون قادرين على إكمال التعليم العالي والعمل في مختلف المجالات على عكس خريجي المدارس التي تعنى بالأشخاص أصحاب المشكلات السمعية. فيما علق رئيس المجلس العلمي في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية مدير برنامج زراعة القوقعة في مستشفي الملك فهد بجدة الدكتور عبدالمنعم الشيخ على نتائج الاستطلاع بقوله: «تتمثل أكبر الآثار الإيجابية للدراسة في فرض فحص السمع الإجباري لدى حديثي الولادة في دول المنطقة كافة، بدأنا منذ أربعة أشهر بتطبيق تلك الفحوص على حديثي الولادة في السعودية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ونأمل أن تحذو بقية دول المنطقة حذونا، فأهل الطفل المريض عادة ما يبحثون عن العلاج بعد سن الثالثة من عمره، أي في المرحلة التي تصبح فيها المشكلة واضحة وتبدأ بالتأثير في حياته، إلا أن العلاج وتصويب مشكلات التطور يصبح أكثر صعوبة حينئذ».