الإعاقة السمعية (جرافيك الشرق) الرياض – خالد المطوع د.السويلم: من المعيب تنامي مشكلات السمع في المملكة رغم توافر الإمكانات والمتخصصين. د.حجر: غالبية حالات ضعف السمع تتركز في شمال وجنوب المملكة نتيجة زواج الأقارب. د.الشيخ: المملكة تمتلك رصيداً ضخماً من الخبرات في زراعة قوقعة الأذن. د. شامي: مركز الملك عبدالله الأكبر عالمياً.. ويجري 400 زراعة سنوياً. كشف مؤتمر عُقد في الرياض قبل يومين عن تنامي ظاهرة ضعف السمع والصمم بين أطفال المملكة، خاصة في شمال المملكة وجنوبها نتيجة لزواج الأقارب. وكشف المؤتمر عن تصورات مستقبلية لمكافحة ظاهرة الصمم وضعف السمع في المملكة، وهي الظاهرة التي اهتمت بها المملكة مبكراً استناداً إلى تعاظم عدد المصابين بها من الأطفال. ويبدو أن تراكم إشكاليات الصمم زاد من التوجه لافتتاح أقسام لمكافحة هذه الإعاقة التي تمنع المصابين بالحالات الشديدة منها من التواصل الطبيعي مع أفراد مجتمعهم، ومن تلقي العلوم والدراسة بشكل طبيعي، ما قد يقود بعضهم إلى الأمية الإجبارية نتيجة لاعتزال مقاعد الدراسة. ورغم الاهتمام المبكر في المملكة بعمليات زراعة قوقعة الأذن، وتحمّل الدولة تكاليفها، فإن الأمر بقي محصوراً في مراكز العلاج، وانكمشت جهود التوعية بشكل ملحوظ، حتى إن المؤتمر الأول للتوعية بهذه الإعاقة سيعقد في نهاية شهر نوفمبر الحالي، بعد عشرين عاماً من ممارسة ونجاح عمليات زراعة القوقعة. وتقدر بعض المصادر عمليات الزراعة السنوية في أحد تلك المراكز المتخصصة بنحو 400 عملية سنوياً، وهو رقم مهم يعكس كفاءة هذا التخصص في المملكة. مسؤولية المواجهة اعتبر عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن السويلم أنه من المعيب حقاً أن نجد ظاهرة مشكلات السمع والصم في ازدياد كبير في المملكة رغم الإمكانات المتوافرة خاصة ورغم توافر الأطباء المدربين، الذين يتمتعون بكفاءة عالية، وتوافر المراكز الصحية والأجهزة الإلكترونية عالية التقنية ومنها القوقعة الإلكترونية للأذن في المستشفيات في قطاعات الدولة والقطاع الخاص. وكشف السويلم عن أهمية دعم مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التشريعية لجهود علاج هذه الظاهرة، مؤكداً أهمية تحمّل جميع مؤسسات الدولة من جمعيات خيرية وأهلية والقطاع الطبي الحكومي والخاص مسؤوليتها في دعم ونجاح اليوم التوعوي السعودي لعلاج مشكلات السمع وزراعة القوقعة، والإسهام بشكل فاعل في هذه الحملة التي تعقد سنوياً. وشدد السويلم على ضرورة تضافر جهود الجميع تجاه التنامي المستمر لهذه الإعاقة، لافتاً إلى أننا بحاجة إلى العمل كفريق لمعالجة هذه القضية وصولاً إلى تحقيق الأهداف والطموحات التي يتطلع إليها المرضى وذووهم والمواطنون عامة من خلال تحمّل المسؤولية المشتركة. المناطق الأشد إصابة من جهته، كشف رئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة مدير مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن البروفيسور عبدالرحمن عبدالله حجر أن أكثر الحالات عرضةً للإصابة بمشكلات السمع تتركز في شمال وجنوب المملكة. وأرجع السبب في ذلك إلى كثرة حالات زواج الأقارب، مبيناً أن معدل الإصابة بأمراض مشكلات السمع في المملكة تفوق النسبة العالمية، مشيراً إلى أن المعدل العالمي لا يتجاوز واحداً في الألف، إلا أنه يتخطى ذلك في المملكة بسبب زواج الأقارب. وأشار البروفيسور حجر إلى تنظيم مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن التابع لجامعة الملك سعود، بالتعاون مع وزارة الصحة اليوم السعودي التوعوي الأول لعلاج مشكلات السمع وزراعة القوقعة في الثلاثين من نوفمبر الحالي. وأشار إلى أن مستشفيات الصحة تزرع 1000 قوقعة سنوياً منها 400 تزرع في مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن التابع لجامعة الملك سعود. ثقافة تحتاج إلى تغيير ضعف السمع يحرم الأطفال من فرصة التعليم ما لم تتوافر لغة الإشارة وشدد حجر على أهمية تغيير ثقافة المجتمع والأسر السعودية في التعامل مع مشكلات السمع، وزيادة التوعية الأسرية حول كيفية الكشف المبكر عن أمراض ومشكلات السمع لدى المواليد، والوقوف على المستويات العالمية التي وصلت إليها المملكة في جراحات الأذن بمركز الملك عبدالله المتخصص للأذن في علاج أمراض ومشكلات السمع، والتوعية والتعريف بأجهزة القوقعة الإلكترونية، ومميزات العلاج من خلال قصص نجاح لمرضى أصبحوا أصحاء، وسفراء لأقرانهم يشجعونهم على المضي قدماً نحو العلاج، والتعرف عن قرب على أهمية مراحل التأهيل بعد إجراء عمليات الجراحات السمعية وزراعة القوقعة الإلكترونية حتى تؤتي ثمارها. واعتبر رئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة، اليوم السعودي التوعوي لعلاج مشكلات السمع وزراعة القوقعة يوماً تاريخياً، سيسهم في تغيير مستقبل عديد من أبنائنا وبناتنا ليسعد بهم مجتمعنا، فينمو معهم الأمل في حياة خالية من أمراض السمع. وقال إن اليوم السعودي يهدف إلى تسليط الضوء على مشكلات وأمراض السمع في المملكة وخطورة عدم التصدي لها، وإبراز الإمكانات الهائلة التي تمتلكها المملكة في مجال جراحات الأذن وزراعة القوقعة الإلكترونية، ومد جسور التعاون المشترك بين الجهات المعنية للاستفادة من مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن. تطور زراعات القوقعة ويستعرض رئيس برنامج زراعة القوقعة في مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور عبدالمنعم حسن الشيخ، تاريخ زراعة القوقعة في المملكة كأول طبيب سعودي أجرى هذا النوع من العمليات على مستوى المملكة عام 1993، مشيراً إلى اعتماد برنامج زراعة القوقعة على مستوى المملكة والعالم العربي بمستشفى الملك فهد في جدة. وثمَّن ريادة المملكة في تقديم الخدمة العلاجية لمواطنيها والمقيمين بها، مبيناً أن هذا ما كان ليتم لولا الدعم السخي من حكومتنا الرشيدة، التي هيأتها لفريق برنامج زراعة القوقعة الإلكترونية، الذي يضم جراح أذن، واختصاصياً في طب السمع، وآخر في طب التخاطب، واختصاصياً اجتماعياً، وآخر نفسياً، بعد أن خضعوا لتدريب مكثف في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا وأوروبا وفقاً لما يتطلبه هذا البرنامج. واستطرد الشيخ مستعرضاً قصة نجاح البرنامج، حيث أشار إلى أنه توالى بعد ذلك افتتاح برامج لزراعة القوقعة في كل من مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي في الرياض، حتى وصل عددها الآن إلى عشرة برامج في مستشفيات مختلفة من الجامعات، ووزارة الدفاع، ووزارة الحرس الوطني، ووزارة الصحة، إضافة إلى القطاع الخاص. ولفت إلى أن إنشاء مركز الملك عبدالله للأذن في جامعة الملك سعود بالرياض حقق نقلة متميزة في خدمة مرضى السمع، فاسهم في تقويض هذه الإعاقة، إضافة إلى اهتمام وزارة الصحة بهذه الإعاقة، فشكلت لجنة وطنية لمكافحة اعتلال السمع، أتشرف برئاستها، ومن أول برامجها التي نأمل أن ترى النور قريباً هو الكشف المبكر للإعاقة السمعية. 400 زراعة سنوياً وتحدث رئيس برنامج زراعة القوقعة في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور إبراهيم شامي، عن مستقبل زراعة القوقعة في المملكة، مضيفاً أن زراعة القوقعة منذ نشأتها لعبت دوراً مهماً في علاج معظم حالات مشكلات السمع والصمم وتأخر الكلام. وأوضح الشامي أن هناك مؤشرات واضحة على التطور الملحوظ الذي شهدته زراعة القوقعة في السنوات العشر الأخيرة، لافتاً إلى أن منها إنشاء المراكز المتخصصة ودعمها بالكوادر المتخصصة وأحدث الأجهزة الطبية، فقد تم إنشاء مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن التابع لجامعة الملك سعود وهو يضم أكبر مركز لزراعة القوقعة في العالم، وينجز أكثر من 400 زراعة للقوقعة سنوياً. واعتبر الشامي مركز زراعة القوقعة التابع لمدينة الملك فهد الطبية في الرياض، مرجعاً طبياً وتأهيلياً مهماً. وقال إن ما أكمل هذا المشهد، افتتاح وحدات لزراعة القوقعة في كلٍ من مدينة الملك عبدالعزيز للحرس الوطني، ومدينة الأمير سلطان للقوات المسلحة، ومستشفى الدمام المركزي والخبر الجامعي ومستشفى الملك فهد في جدة، ومستشفى القوات المسلحة في الجنوب، مشيراً إلى أنه سيتم إنشاء مراكز جديدة لزراعة القوقعة قريباً، منها مركز بالجوف، كما سيتم قريباً إطلاق برنامج المسح الشامل للسمع للمواليد لتكتمل منظومة علاج ومكافحة الإعاقة السمعية.