لا يختلف اثنان في منطقة جازان، على أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، منذ أن تولى إمارة منطقة جازان، وهو يسعى لإيجاد بنية تحتية تسهم في تنمية المنطقة، بعد أن وجد دعم ولاة الأمر بأرض الفل والكادي والشعر والأدب. واصل عقد اجتماعاته المتكررة مع العديد من الوزراء من أجل أرض جازان وإنسانها.. الذي قال عنه سموه: ابن جازان يعطي الكثير والكثير فهو مخلص لدينه ووطنه، فجازان غنية بتراثها وأهلها فمنهم الأدباء والمفكرون والمثقفون، ولهم إسهامات عديدة في كل المجالات. يعمل سموه من أجل تطوير المنطقة واستقطاب المستثمرين إليها، بعد أن أصبحت محط أنظار رجال الأعمال، وأدرك الجميع بأن جازان قادمة إلى العالمية. أمير جازان لا يجد نفسه حاكماً وإنما يجد نفسه من أفراد الشعب ويسعد بخدمتهم. «عكاظ» حرصت على الاستماع لآراء سموه في الكثير من الموضوعات التي تهم المنطقة وأهلها، فتحدث عن الكثير بكل شفافية، وكشف سر اهتمام الدولة بجزر فرسان وسلط الضوء على حياة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وبشر الأهالي بالعديد من المشاريع، وفيما يلي نص الحوار: • بداية كيف ترون نفسكم في منطقة جازان؟ - نحن هنا في جازان نمثل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونحن في المملكة ننهج نهجا مباركا، يجعل التفاعل كبيرا بين الحاكم والمحكوم، ونحن هنا لسنا حكاما وإنما من الشعب وإليه، فلا نعمل شيئا للوطن والشعب إلا ونحن مؤتمنون عليه، لا نعمل لأنفسنا بل لخدمة الدين ثم المليك والوطن. فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ينهج نفس نهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (رحمه الله) مكملاً لمسيرة المؤسس الملك عبدالعزيز (رحمه الله)، فالملك سلمان بن عبدالعزيز ومنذ أن تولى خدمة هذا الوطن ومقدساته وهو -يحفظه الله- يسعى لتحقيق الإنجاز والعمل المخلص، فهو ذو خبرات كبيرة وتجربة ثرية اكتسبها على مدى 65 عاما، فمنذ صغره كان متحملاً للمسؤولية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- فلذلك نحن مطمئنون بإرادة الله تعالى ثم بحنكة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد أن الأمور تسير بسلاسة نحو التقدم والرقي، وأن خطط التنمية ستتسارع إلى الأمام. وكما سمعنا فإن أبناء هذا الوطن استفادوا من المكرمة الملكية ومن بعض الأوامر التي لها مساس بمستقبل الوطن والمواطن، والقضاء على الروتين الذي كان يشكل عائقاً للتنمية، وتأتي هذه القرارات لبعد النظر وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فحصر جميع اللجان في لجنتين فقط وذلك لمعرفته وخبرته الطويلة في القيادة والإدارة، ويعد ذلك فاتحة خير، وندعو الله تعالى أن يطيل في عمره، فنحن كمسؤولين، مجندين لحماية وخدمة الدين والوطن وهذا هو ديدننا في هذا الوطن، وكما قال الأمير نايف بن عبدالعزيز (رحمه الله) المواطن هو رجل الأمن الأول، ونحن كشعب سعودي متضامنون متحدون ومتحابون ولن يتمكن الحاقدون والأعداء النيل منا، وهذه نعمة من الله، فمصيرنا واحد وخصوصيتنا تحتم علينا المضي قدماً لحماية الوطن ومكتسباته وتوفير الأمن والاستقرار، فلا تنمية بلا أمن، وبلادنا ولله الحمد مع كل ما يدور حولنا فإنها متماسكة ما دمنا متمسكين بكتاب الله وسنة رسوله. جازان غنية بأهلها • أحببتم جازان فبادلكم أهلها حباً بحب وارتبطتم بعشق مع أرض جازان وإنسانها، ماذا قدمت جازان لسموكم، وماذا قدمتم لجازان؟ - قدمنا كل ما لدينا، جازان غنية بتراثها وأهلها فمنهم الأدباء والمفكرون والمثقفون ولأبناء جازان إسهامات عديدة في كل المجالات، فابن جازان يعطي الكثير والكثير فهو مخلص لدينه ووطنه، نحن نتعاون مع بعض ونجد كل تعاون من كل المواطنين في عدم اعتراض خطط التنمية للمنطقة فبعضهم يتبرع بأراضي آبائهم و أجدادهم لتقام عليها مشاريع خدمية، فمن تلاصقنا وتلاحمنا صار الود متبادلا، أنا سعيد جداً بأن أخدم جازان وأهلها وأسأل الله أن يكون المواطنون فيها راضون عما تقدمه الإمارة والإدارات الحكومية بالمنطقة. مجلس مفتوح • تلتقون مساء كل ثلاثاء من كل أسبوع، بالأهالي، ماذا حققت هذه اللقاءات؟ - مجلس الثلاثاء هو مجلس مفتوح للمواطن والمسؤول وفيه حرية النقاش والكلام والطرح، ونحن نجتمع مع مثقفي المنطقة ونحرص على حضور كل المناشط بالجامعة وغيرها حتى نقف بأنفسنا على الاحتياجات وحتى نشارك فيها بالآراء. ركض وتفاؤل • جازان على موعد مع انطلاق حدث اقتصادي فريد، ما نظرة سموكم لهذا الحدث، وما مدى تفاؤلكم لهذا المنتدى؟ - لدى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لمنطقة جازان في عام 2006 قال في خطابه لأهالي جازان إن المنطقة فاتها الركض ولكنها ستلحق به، ونحن الآن حققنا أمله بالدعم الكبير من الدولة الرشيدة، بذلنا الجهود وواصلنا العمل ليلا نهارا حتى وصلنا إلى ما أصبحت عليه منطقة جازان، ومع ذلك لا نزال نشعر أننا في بداية المشوار وأمامنا جهد كبير كي نبذله وأمامنا مشاريع كبيرة لتستثمر ونتمنى من رجال الأعمال أن يشاركوا في تحقيق هذا الهدف لأنهم شركاء أساسيون في التنمية، وكل الاستعدادات التي هيئت للمنتدى الاقتصادي بمشيئة الله سيكون لها الأثر الإيجابي على منطقة جازان في المستقبل، وستحول جازان إلى مصاف المدن الاقتصادية ليس على مستوى المملكة وإنما في مصاف العالمية نتيجة الفرص الاستثمارية الكثيرة والمتنوعة التي ستطرح فيه، وسيكون انعكاسها كبيرا وإيجابيا على المنطقة، وعلى ابن جازان والاقتصاد الوطني، وسنرى بمشيئة الله رجال الأعمال والمستثمرين ينطلقون في استثماراتهم بالمنطقة. • المستثمر دائما يبحث عن الربحية، ماذا قدمت إمارة منطقة جازان من حوافز للمستثمرين في المنطقة؟ - الدولة لم تقصر في طرح كل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن وتشجع الاستثمار في المناطق وفي كل المناشط، ومنطقة جازان حريصة كل الحرص على أن ترى المستثمرين في المنطقة، ونحن في مجلس المنطقة أصبحنا المشرفين على اللجان المنبثقة عن المجلس على كل صغيرة وكبيرة بالمنطقة وخاصة المشاريع وتأخرها وتنفيذها، والبرامج الزمنية لها، نحن دائما مع المستثمرين ونحاول أن نستقطبهم ونقدم لهم الفرص الاستثمارية المتاحة، والإمارة تعمل على تسهيل إجراءات المستثمر وعلى أن تجعل الأمور في حزمة واحدة حتى تخدم أكثر وبتكلفة أقل. • اخترتم أرامكو لتنظيم المنتدى، فما الدوافع وراء ذلك الاختيار؟ - نحن متأكدون أن المصفاة والمدينة الاقتصادية ستكون دافعا قويا جدا لتنمية المنطقة وسيتغير وجه المنطقة تماماً وهي شركة من أكبر شركات العالم، وهي المسؤولة عن المصافي والبترول، وأرامكو لديها مشاريع ضخمة وعندها برامج مميزة حتى الملاعب الرياضية أسندت إليها، فيها إدارة ناجحة وإمكانيات مميزة ويعملون في هذا المجال منذ عشرات السنين، والعاملون بها يمتلكون الخبرة والمعرفة والدراية الكافية وهي شريك رئيسي في إقامة التنمية الاجتماعية، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله) هو من وجه أرامكو بإنشاء البنية التحتية للمدينة الاقتصادية لتسهيل الأمور، بعد أن انسحب المستثمر ورأت الدولة إلزام أرامكو بالمصفاة والبنية التحتية للمدينة الاقتصادية، وأرامكو ستساعدنا كثيراً في القرية التراثية والمنتجع في بيش كهدية منها للمواطنين بالمنطقة، ونحن نطمع في المزيد منها هي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتدريب الشباب، وفتح المزيد من مراكز التدريب المهني والتقني في كل المحافظات. منطقة إيداع • جازان تطل على دول القرن الأفريقي، كيف تنظرون لمستقبلها الاقتصادي من خلال هذا الموقع الاستراتيجي؟ - نسمع أن بعض الدول تستورد بضائع من المملكة وتوزعها على دول القرن الإفريقي وأخرى توزع على اليمن، ومنطقتنا أحق بتسويق بضائعها، وهناك دراسة جديدة وشكلت لجان من أجل التفكير في إنشاء منطقة إيداع بيننا وبين اليمن، والدراسة قائمة ونأمل أن تستقر الأمور في اليمن وأن يكون آمنا بعيداً عن المشاكل لأن هناك تواصلا قبليا وأسريا، ونتمنى أن ينعم اليمن بالأمن والاستقرار. اهتمام خاص • سموكم رئيساً للجنة التطويرية لفرسان، كيف تقرأون اهتمام الدولة بهذه الجزيرة؟ - الدولة موجودة لخدمة المواطن والوطن وسبق أن وجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بخط يده بأن يتم المحافظة على البيئة في فرسان، والمستثمرون منصرفون عن الاستثمار في فرسان، رغم أنها من أكبر الجزر في العالم، ولا تزال محافظة على عذريتها فهي جزر بكر، ونحن حريصون على تنفيذ البنية التحتية لفرسان والعمل فيها جار وتحت إشراف مجلس المنطقة، وهناك اللجنة الخماسية التي تعمل على الحفاظ على عذرية البحر الأحمر في منطقة جازان. • ماذا عن مطار فرسان وهل له علاقة بمدينة جازان الاقتصادية؟ - المطار تحت الترسية وبدأ العمل فيه، والمطار معتمد من قبل اعتماد المدينة الاقتصادية، وخلال الأربع سنوات القادمة سيظهر على الوجود بمشيئة الله. • وما الجديد بشأن مطار جازان الجديد؟ - المطار القديم أصبح داخل المدينة وانتهى عمره الافتراضي، وأصبح بالمنطقة العديد من الاستثمارات، وبالتالي الحركة ستزيد وبمشيئة الله سيكون بالمنطقة مطار من أجمل المطارات. ضاحية نموذجية • ماذا عن ضاحية الملك عبدالله؟ - اعتمدت لها مبالغ مالية كبيرة وناقشنا أمور الضاحية في أمريكا، وفي الأسبوع المقبل سنناقش الكثير عنها وهي في موقع قرى الشواجرة والطمحة، وستدمج من خلال مخطط، حيث بدأنا في شق شوارع فيها، وقمت في الأسبوع الماضي بجولة تفقدية للموقع ووقفت على وضع الضاحية، وبمشيئة الله ستكون نموذجية. • في ظل الأوضاع الأمنية التي تشهدها الشقيقة اليمن، ماذا عن الحدود السعودية - اليمنية؟ - هناك شركات تعمل، وأشكر رجال الأمن والمواطنين القاطنين في قرى الشريط الحدودي لإخلاصهم، ورجال حرس الحدود جهودهم واضحة وبارزة ويقدمون الغالي والنفيس ويعملون في منطقة تضاريسها صعبة جداً، وجهودهم لا أبالغ إن وصفتها بأنها فوق طاقة البشر، وهناك المجاهدون والأفواج ولهم دور وجهود واضحة، وقبل يومين كان هناك اجتماع مع وكيل وزارة الإسكان لمناقشة موضوع إسكان الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي، وما تبقى من فلل تحجز للقاطنين في الجانب اليمني ونحاول أن ندخلهم إلى داخل الحدود. • هل يحتاج الأمر إلى وقت ؟ - نحن حصرنا عددهم، ولكن الانتهاء من القرى مرهون بالانتهاء من اللجان المتعددة المتمثلة في التقدير والحصر والصرف وكان معها أعضاء من اللجنة المشتركة من الإخوة اليمنيين، ولكن انسحبوا في ظل الأوضاع الأمنية في بلدهم، وسكان هذه القرى وضعت لهم تسهيلات وذلك من خلال قبول وثائقهم ويعطوا حجج استحكام ليتم على ضوئها صرف تعويضهم. بشرى الإسكان • ما هي البشرى التي يزفها سموكم لأهالي جازان من خلال صحيفتكم «عكاظ»؟ - مشروع الإسكان العمل فيه على قدم وساق، واجتمعنا مع وزير الإسكان ووضحنا له الطلبات، وطالبنا بإيجاد مراكز نمو حضري والذي كنا نطالب به منذ أكثر من 13 سنة، والمنطقة الجبلية من الصعب أن يصعد إليها بسهولة، ولذلك نريد أن توجد لهم مساكن في تلك المناطق، وهم مؤيدون فكرتنا ومتجاوبون، حتى الذين يسكنون خلف العلامات الحدودية نحاول أن نجذبه إلى الداخل. • على الرغم من خصوبة منطقة جازان وتصنيفها كزراعية، إلا أن التنمية الزراعية توقفت بالمنطقة، ما السر في ذلك؟ - لا تنسى موضوع المياه، فمشكلة المياه تندرج تحتها وسائل أخرى هي وسائل تقنية، والآن نحن لدينا زراعات استراتيجية وبدأت تظهر كالبن والكاكاو والفواكه شبه الاستوائية الموسمية، وهنالك تجارب على زراعة الأرز، والآن في الحافة هناك مشاريع الثروة السمكية وسيكون فيها مطاعم وحفظ للأسماك، والجمعية المتعددة الأغراض بدأت الآن في حفظ الفواكه وتصديرها كمرحلة أولى، وانتهينا من مرسى الحافة لصيادي الأسماك وسيكون مثله في فرسان والسهي والموسم، وعن الأراضي الموجودة على ضفاف الأودية سنحاول إدخال شركات زراعية إما يشتركون وإما يبيعون ولهم الفائدة، وناقشنا هذا الموضوع أكثر من مرة مع وزارة الزراعة، ومنظمة الفاو تدرس الآن موضوع الأراضي الخصبة الواقعة على ضفاف الأودية، ونحن نحاول مع الزراعة فتح طرق بين هذه المزارع. الاستاد الرياضي • شباب المنطقة ينتظرون رؤية الاستاد الرياضي، ماذا تم بشأنه؟ - تم اختيار الأرض في جنوب ضاحية الملك عبدالله وهو على الطريق الرئيسي الدولي الرابط بين جازان ومكة المكرمة والمؤدي إلى المدينة الاقتصادية وموقعه استراتيجي وبمشيئة الله قريبا سيتم الشروع في إنشائه. • وماذا عن الطريق الدولي؟ - وزير النقل قبل أسابيع قام بجولة تفقدية على الطريق واتخذ قرارات حازمة للإسراع في معالجته. • ماذا عن مشروع سموكم في القضاء على زراعة القات في المنطقة؟ - قطعنا فيه مشوارا كبيرا جدا، والناس متجاوبون معنا، وهذه بشرى طيبة تحفظ أولادنا وشبابنا من هذه الشجرة الخبيثة التي تنجم عنها مشاكل التفكك الأسري، لأنه مع الأسف ينصرف الناس بالساعات في مضغ نبات القات.