10.1 تريليونات قيمة سوق الأوراق المالية    1% انخفاضا بأسعار الفائدة خلال 2024    تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير محمد بن ناصر ل«الرياض»: 38 ملياراً لتطوير جازان عشرياً
المنطقة مقبلة على «تنمية مستدامة» ونقلة نوعية اقتصادياً وسياحياً
نشر في الرياض يوم 07 - 02 - 2012

الحوار مع شخصية قيادية متمرسة ومتمكنة كالأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز.. حوار يغلب عليه طابع السهل الممتنع؛ فسموه الكريم يستطيع إمتاعك بحديثه الجميل والمتمكن الذي يوصف لك من خلاله الداء والدواء معاً.
أمضى أكثر من عشر سنوات أميراً لمنطقة جازان، فشهدت جازان في هذه الفترة القصيرة نهضة تنموية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، فهو قد أحال الإمارة، بل المنطقة بأكملها إلى ورش عمل لا تهدأ ليل- نهار ومن يعملون إلى جانب سموه ضمن فريق العمل المباشر؛ لا شك أنهم سيواجهون ضغوط المتاعب والمسؤولية.. فالرجل متابع فعال لكل جوانب التنمية والبناء في جازان خلال الأربع والعشرين ساعة أو الأسبوع أو الشهر، بل وحتى خلال إجازته الخاصة، فمنطقة هائلة الإمكانيات كثيرة السكان تضم أكثر من (3600 قرية) ومدينة وهجرة وهي منطقة حدودية بالدرجة الأولى براً وبحراً وجبالاً وتهامة، وتفتقد للكثير من الخطط التنموية يحق لأميرها أن يكون هذا ديدنه وهذا برنامجه.
تحدث الأمير كثيراً عن التنمية والاستثمار ومعوقاتهما وعن طموحاته وآماله وما تحقق وبالأرقام، ولكن ما يطمح إليه أكثر فأكثر..لنترك للقارئ أن يتمعن في إجابات هذه الشخصية الجديرة بالاحترام والتقدير لبساطته، وتواضعه، وفتح مكتبه ومجلسه بشكل دائم لاستقبال المواطنين، وطرح همومهم فإلى لقاء "الرياض" مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان:
20 مليار ريال للمدينة الاقتصادية وضاحية الملك عبدالله و«الأزمة العالمية» وراء انسحاب الشركاء الأجانب
المدينة الاقتصادية والضاحية
* بداية أسألكم عن نسبة الطموح الذي تحقق لتنمية وتطوير جازان بعد عشر سنوات من تولي سموكم إمارة المنطقة؟
- الطموحات لا تتوقف عند حد معين..ولا شك أن هناك تحولات تنموية هامة على مستوى المنطقة، خاصة بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- والتي تمثلت في ثلاث دعائم رئيسة، هي: المدينة القتصادية، ومصفاة البترول، وضاحية الملك عبدالله.
والحمد لله اعتمد للمدينة الاقتصادية 17 مليار ريال هذا العام، وضاحية الملك عبدالله ثلاثة مليارات ريال، وقد بدأنا الاستعداد والتخطيط في وقت مبكر لمعرفة احتياجات المواطن للأراضي السكنية، والقضاء على العشوائية في المنطقة، حيث صدر توجيه سمو ولي العهد إلى وزير البلديات بإعطاء أوامر صريحة بتوزيع هذه المخططات مع مبالغ لنزع الملكيات للحد من العشوائية وغيرها.
لا عذر للمستثمرين.. وننادي باستثناءات للمناطق الأقل نمواً..وسنزيل «القات» ولو بعد حين
الأزمة الاقتصادية
* لماذا لم ينجز شيء على أرض الواقع للمدينة الاقتصادية سوى مصنع الحديد، ولم تنفذ المشروعات المعلن عنها من المصفاة أو الميناء الصناعي؟
- لا ننسى المشكلة الاقتصادية العالمية في العام 2008م.. وهذه المشكلة أثّرت على الشريك الاقتصادي وعلى العالم أجمع؛ مما أدى إلى انسحاب الشركاء الصينيين والماليزيين، وهو ما اضطر الدولة إلى إعطاء قروض ودعم للبني التحتية، خاصة الكهرباء. وشركة الكهرباء اعتمدت (17 مليار ريال) لمشروعها، أما البني التحتية فصدر لها أوامر بإعطاء مبالغ كبيرة، ولدينا جدول للمراحل جميعها التي ستنفذ ومتابعة تنفيذها. وننتظر من مقام وزارة البترول والثروة المعدنية جدول مماثل مما تم للمدينة الاقتصادية والأمور مطمئنة. وكما تعلمون أن أي مشروع لابد له من جدوى اقتصادية، وهنا أود الإشارة والتأكيد أن خادم الحرمين الشريفين يتابع بدقة مراحل العمل في هذه المشروعات الضخمة للمدينة الاقتصادية، خاصة إنشاء المصفاة والتي سيكون اعتمادنا بعد الله على هذه الصناعات والمنشآت الكبرى.
مستشفى تخصصي جديد وآخران في صامطة والدرب..وسكان العشيماء ظلمهم التعويض!
لا عذر للمستثمرين
* كيف ترون سمو الأمير حجم الاستثمار الحالي في المنطقة؟، وهل أنتم راضون عما تحقق من بُنى تحتية؟
- لا يخفى عليكم فقد بذلنا الجهد لتسويق المنطقة، وسنوياً تعتمد مئات الملايين للجهات الاقتصادية.. والبُنى التحتية تحتاج لوقت طويل لإنجازها، ونحن لا ننتظر تنفيذ هذه البُنى بل نبدأ معها كمشروعات الصرف الصحي، والتحلية، والكهرباء، فمثلاً المنطقة الصناعية شرق أبو عريش جُهز فيها حوالي مليون متر مربع، إضافة إلى خدمات الطرق والكهرباء، ونحن ساعون بجد مع هيئة المدن الصناعية ووزارة التجارة والصناعة لتكملة هذه المدينة؛ لأنها ستكون عاضدة للمدينة الاقتصادية التي تحتاج إلى صناعات تكميلية. وأنا أعرف أن هناك (47 مصنعاً) في قائمة الانتظار بالمدينة الصناعية، فالمسألة بالمجمل لا تتوقف على جهود المنطقة، بل هناك وزارات وجهات عديدة.
47 مصنعاً تحت الترسية و200 مليون ريال لإنشاء أربعة فنادق.. ومطار فرسان العام المقبل
ونهيب أن تكون المشروعات متوازنة، ودعوة لرجال الأعمال والمستثمرين للتواصل مع إمارة المنطقة وجهات الاختصاص ليعرفوا طبيعة الفرص المتاحة من مراكز ترفيهية ومطاعم ودور سكن وفنادق وكل ما يحتاجه السائح، وما هو موجود فعلاًً على أرض الواقع، فالسياحة مصدر دخل للوطن مثل الصناعة، وكنا ولا نزال في مهرجان (الفل مشتى الكل) نبذل جهوداً للتعريف بالمنطقة وإمكاناتها، كذلك التنسيق مع مجلس الغرفة التجارية ومجلس السياحة بالمنطقة وهيئة الاستثمار لسد هذه الثغرات وجلب المستثمرين وتسهيل أمورهم.
المدينة الطبية بجازان
ميناء جازان
* سمو الأمير.. أعلم أن تسويق إمكانات ميناء جازان في مقدمة أولوياتكم، ورغم كل هذه الجهود التي بذلتموها لم يتم استغلال الفرص المتاحة لإمكانات الميناء..هل شعرتم بالإحباط بعد كل هذا؟
- صحيح كما تفضلت بذلنا الكثير من الجهود لتسويق الميناء، والتعريف بالفرص المتاحة للاستثمار من خلاله أو الاستيراد، ولكن كما تعلم هناك مشروعات الآن ستقام في منطقة الميناء، مثل: مصنع لتكرير السكر، وآخر لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق.. ومن المنتظر قريباً عمل مباحثات مع معالي وزير الصناعة والتجارة في هذا الاتجاه، وسيعود الميناء كما في السابق ليكون مصدراً هاماً لاستيراد الأنعام وخلافه وهي تحت الدراسة، كما لا ننسى أن ميناء جازان بوابة أساسية في دعم المدينة الاقتصادية والمدينة الصناعية بالمستلزمات الكبيرة لإقامة المشروعات الصناعية والبُنى التحتية التي يتم استيرادها بالذات من خارج المملكة.
الأمير محمد بن ناصر
جامعة متميزة
* جامعة جازان تعد من الجامعات الوليدة على مستوى المملكة، ويدرس بها ما يقارب من (60,000) ألف طالب وطالبة.. والسؤال: كيف ترون دور الجامعة ومساهمتها في تنمية المجتمع والمشاركة في الحراك الاجتماعي والثقافي والتنويري؟
- جامعة جازان وليدة، وهدفنا أن نشرك الجامعة في حل جميع المعضلات المتعلقة بتنمية المنطقة.. وليس شرطاً النشاط الجامعي أو الأكاديمي، وعلى سبيل المثال وصلتني الآن دعوة لإنشاء (120 عيادة) في مركز طب أسنان، ولكن خارج إطار الجامعة، ونحن مشاركون الجامعة برئاسة مديرها في جائزة المنطقة للتفوق، إضافة إلى مشاركات أخرى كالتوعية بأضرار القات وغيره من القضايا، وخلال السنوات الماضية أنجزت الجامعة الكثير.. وبدا لنا أن طلابها نوعية متميزة وطموحه، وكثير منهم تفوقوا على أقرانهم في مجال تخصصاتهم في دول متقدمة كالولايات المتحدة، أو استراليا أو غيرها.
أمير جازان يتسلم درع «الرياض» من الزميل علي الجبيلي «عدسة: يحيى الفيفي»
ضاحية الملك عبدالله
* ضاحية الملك عبدالله إحدى مكارم خادم الحرمين الشريفين التي أعلنها للأهالي أثناء زيارته للمنطقة وتضم حوالي (40,000) قطعة.. ما هو الجديد في هذا المشروع الحيوي؟
- ضاحية الملك عبدالله -كما قلنا في إجابة سابقة- اعتمد لها مبلغ كبير، وهذه فقط للبني التحتية، والذي سيسكن سيجد البني التحتية أمامه جاهزة، فشركة الكهرباء، وأمانة المنطقة يعملون جاهدين لضمان جودة المشروع.. وهنا أتقدم بالشكر لكل من وزير المالية، ووزير المياه، ولشركة الكهرباء لتعاونهم المثمر لتخرج بهذه العناصر المتكاملة من الخدمات كما رسم لها خادم الحرمين الشريفين، وتكلفتها حوالي (سبع مليارات ونصف المليار من الريالات) لتجهيز البنى التحتية.
الخدمات الصحية
* الكثير يشكو من سوء الخدمات الصحية بالمنطقة، وهو ما يدفعهم للبحث عن العلاج في المناطق الأخرى؛ رغم أن هناك مشروعات صحية ضخمة: مدينة طبية، وبرج طبي، ومركز لعلاج السكري، ومستشفيات جديدة في محافظات الخوبة، العيدابي، الريث، وغيرها، ولكنها مبانٍ بدون تشغيل..والسؤال من شقين: متى تفعّل هذه المشروعات؟، وماذا عن إنشاء مستشفيات خاصة متقدمة؟
- اجتمعت مؤخراً مع معالي وزير الصحة وكان يرافقني زميلي مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة، وقد تباحثنا مع معالي الوزير والوكلاء والمعنيين ومديري المشروعات وطرحنا كل مشاكل المنطقة بشفافية.. لا من حيث الكادر الطبي ولا الكادر الإداري.. والآن عندنا مدينة طبية منشأة طبية فارغة، وهناك معلومات بشأن تشغيلها وعقود مع أطباء وكادر طبي.. وتم الاجتماع بشأنها. والآن هناك مدينة طبية ستبنى وعلى رأسها المستشفى التخصصي، وسلم للمقاول ورست عليه، ومستشفى للولادة، ومركز متقدم لطب الأسنان، ومركز لعلاج الأورام، كما سيكون هناك مستشفى بسعة (300) سرير في الجنوب (صامطة، الخوبة)، ومستشفى في الشمال ب(الدرب).
وأكثر المستشفيات وصل تجهيزها إلى (60,40%)، وكانت الجلسة الأخيرة المقامة في قصر الإمارة مخصصة عن الشؤون الصحية واستمعنا جميعاً لبعض المآسي.. وكانت من ضمن فقراتها الأخطاء الطبية، حيث كانت نسبة الأخطاء الطبية بالمملكة قليلة.. ولكن نحن أيضاً غير راضون.
مناطق عشوائية
* ماذا عن خطتكم الطموحة للقضاء على العشوائيات داخل نطاق المدن أو القرى؟
- لدينا أكثر من (3600 قرية ومدينة)، ونتطلع إلى تعاون وزارات المالية والبلديات والنقل والأمانة لحل هذه المشكلة، ونحن في منطقة حدودية، والعشوائيات خطرة جداً سواء على المنطقة أو المناطق الداخلية.
معاناة مع مستثمرين
* معلوم أن الأمانة سلّمت العديد من المواقع لشركات استثمارية لإقامة مشروعات ترفيهية وخدمية عليها.. ولكن للأسف معظم هذه الشركات لم تفِ بما وعدت به، وعطّلت تفعيل هذه المواقع الهامة.. والسؤال: ما هو موقف الإمارة في هذا الجانب؟
- هذه المشكلة ليست خاصة بجازان بل هي شاملة.. وتعلمون أننا نهيب ونعمل لاستقطاب المستثمرين، والذين أكثرهم يتحمس في البداية.. وبعد ذلك لا شيء.. وإذا سحبت المشروع مصيبة، وإن تركته مصيبة، والحل لن يكون من طرف واحد ولكن كل وزارة تعمل.. ونظام الوزارة بسحب المشروع إذا تعثر أو تباطأ في تنفيذ العقد.. ولكن ما هي النتيجة؟ هي الخسارة على المنطقة، وإنما ما نملكه هو تحفيزهم وتبيين لهم أهمية هذا المشروع والدولة أعطت الأراضي بأسعار رمزية ومنحت القروض وعممت حتى المنافسة بعدالة.. وهو أمر ربما يتم الاضطرار معه لاختيار الأفضل والأحسن مباشرة. والسؤال كيف نعطيك المجال للاستثمار وأنت لا تنتج ولا تعمل ولا تترك غيرك ينتج..؟، وهذه حالات من التسويف والتعطيل الذي لا يطاق، ولذلك لابد من إيجاد حلول للمشكلة كتسويق المشروع وإدخال شروط في المنافسة في الشروط الجزائية.. وأنتم تعرفون وكلنا نعرف هناك مواقع من (20-15 سنة) طرحت للاستثمار وتقدم لها مستثمرون ولم يقيموا عليها شيئاً عدا بلكات صغيرة.. وكل ما طالبناهم باستشعار المسؤولية أضافوا قطعة جديدة على الأرض حتى يسكتونا.. والأمثلة كثيرة على ذلك وهو نوع من التسويق وعدم الإلتزام وعدم الوطنية ونرجو لهم الهداية، والقطاع العام والدولة تعطي كل الدعم والتشجيع، وعليك كمستثمر الإنتاج والتعاون، أما تحرم غيرك وتحرم الناس لأنك غير جدير فهو لا يجوز ولا يليق..وعلى أي حال نحن نتابعهم.. ونتخذ ما يمكن، وأسعد يوم أن يكون هناك مقاول وطني جاد ومخلص وخاصة المتميزين الذين نشجعهم على خلق فرص للناس والإنتاج وتشغيل شباب الوطن في هذه المرافق الإستثمارية.
تشجيع الاستثمار
* طالبتم بعمل استثناءات لتشجيع الإستثمار في المنطقة للحاق بركب المناطق الأخرى.. هل ما زلتم سمو الأمير تنادون بمثل هذه الفكرة التي يشاطركم فيها الرأي أمراء بعض المناطق؟
- هذه النقطة هامة.. الناس تأخروا في الإفادة من الإستثمار بالمنطقة في زمن التسهيلات المتاحة.. الآن بعد (5 سنوات) من إنتهاء هذه الميزة جاء الناس بعد إنتفاء هذه الفرص، ولهذا فإننا ننادي بزيادة السنوات المتاحة للإستثمار من (25 سنة إلى 40 أو 50 سنة)، وهنا لا يمكن مقارنة وضع جازان بالرياض ولا جدة .. فلا بد من طرح مزايا استثمار ومنها الوقت الكافي لجلب المستثمرين.. وأرى أن وجود الربحية ونجاح المشروعات في المناطق الصغيرة أعلى منه في المدن الكبرى التي لا تحتاج للتحضير أو الدعم عكس المناطق الأقل نمواً.
فنادق جديدة
* ماذا عن الطلب المتزايد على السكن والخدمات الفندقية في المنطقة؟
- الدولة أعطت قروضاً لتأسيس أربعة فنادق جديدة في المنطقة، منها ثلاثة فنادق في مدينة جازان، وفندق في محافظة أبو عريش، بتكلفة تصل إلى (200 مليون ريال)، واعتمدت وسلمت ونرغب من المستثمرين الجدد أن يعملوا، ونحن وراءهم لمتابعتهم، والتأكد من إقامة وتنفيذ هذه المشروعات، والمنطقة فعلاً بحاجة إلى مواقع فندقية وفلل وشقق متقدمة لاستيعاب السياح والزوار ورجال الأعمال الذين يفدون للمنطقة على الدوام.
مطار فرسان
* ما أهم أجندة تنمية وتطوير فرسان على مكتبكم تنموياً وسياحياً في ظل إمكانياتها الكبيرة من شواطئ وتراث وتاريخ؟،
وماذا عن مطارها المعلن ولم ينفذ حتى تاريخه؟
- فرسان حقيقة هي العمق السياحي والاقتصادي المنتظر على خريطة المنطقة.. ومطار فرسان سلمت الأرض ولم يعتمد هذا العام، ولكن نأمل ونتطلع إلى اعتماده في العام القادم إن شاء الله، أما جزر فرسان فقد شكل لتنمية فرسان ثلاث لجان..
ونحن الآن نقطف ثمار هذه اللجان، وهناك أمور كثيرة صدرت ورصد لها ميزانيات، ويمكن الإعلان عنها في حينه، وستكون من العوامل المهمة الرئيسة لتطوير جزر فرسان مع الحفاظ على هويتها التراثية وبيئتها النظيفة، والتي يجب أن تكون جميع خططنا خدمة للبناء، وفي الوقت نفسه بناء الخطط الاستثمارية التي لا تؤثر على البيئة الفرسانية بشكل خاص.
نعم هناك أملاك عامة في فرسان.. ولكن أود الإيضاح أن المطار على سبيل المثال اقتطعناه من وزارة الدفاع.. وإذا احتجنا استثمار أي موقع فلن تقف عائقاً أمام الاستثمار والتطوير، بل العكس يهمنا أن تكون هناك قواعد بحرية وجوية وعسكرية في المنطقة.
مشروعات الجزر البحرية
* سمو الأمير.. رأس الطرفة موقع سياحي جذاب، والعيون الحارة المعدنية، وجزر البحر الأحمر مثل آمنة.. وأحبار.. وغيرها.. هل ثمة مشروعات استثمارية بشأنها؟
- نعم الأمانة طرحت آمنة وحبار للاستثمار.. وتقدم مستثمر وأعطي مهلة محددة في البداية، وكما تعلمون فوزارة الزراعة تعمل على تنفيذ مرافئ للصيادين في جزر فرسان الكبرى، ونحن سنطرحها بمواصفات خاصة بحيث لا تتأثر جزئياً الشعب المرجانية.
والعيون المعدنية.. والمواقع الجميلة الأخرى بعضها تملكها أملاك خاصة أو شركات سياحية خاصة.. ونحاول تحريرها من قيود من لم يفعّل الإستثمار فيها، والأمانة جادة في طرح مشروعات إستثمارية بخصوصها، وبالذات العيون الحارة.. وكذلك مطلات السدود الوارفة الخضرة والجمال لتكون متنفساً للأهالي والزوار.
المنتجات الزراعية
* ما جوانب دعم المنتجات الزراعية؟، ومتى تكون للشركات المتخصصة دور في النهوض بالجانب الزراعي والاستثماري فيه؟
- تعرف أن هناك عوائق للاستثمار الزراعي، ويفترض أن نركز على التصنيع الزراعي ،ولكن قبل ذلك يجب أن نقف على جوانب بعض المعوقات وأولها الحيازات الصغيرة؛ فأراضي جازان الخصبة متلاصقة من بدايتها مثلاً إلى (30 كيلو) وهي على أي حال حيازات مملوكة.. وهو ما يتطلب تنسيقنا مع وزارة الزراعة أن تطرح للاستثمار سواء كشراكة المزارع أو مساهمات لشركات كبيرة. أما المعضلة الأخرى فهي مسألة السقيا.. فكما تعلم أن الكثير أو معظم الأراضي تحيط بها سدود وهي تحجز المياه لسنوات طويلة، ويستفيد منها بعض المزارعين وتحرم آخرين، وبقاء المياه الراكدة في الأرض لفترة طويلة يؤثر على طبيعة المياه التي ينبغي أن تكون متجددة، وتوصلنا مع الزراعة وإدارة السدود بالمنطقة لتطبيق مبدأ "لا ضرر ولا ضرار" بعمل حد معين للمياه في السدود.. وإطلاق المياه في أوقات محددة وبنسب معينة،
وعلى أي حال فنحن في انتظار نتائج هذه الدراسة، ولا شك أن طرق السقيا والتخزين وشق الطرق الزراعية في هذه الحيازات تقف عائقاً أمام الاستثمار؛ علماً أن هناك مشروع خادم الحرمين الشريفين لتنمية وتطوير الزراعة في منطقة جازان وتهامة.. وهناك أراضٍ مخصصة للاستثمار الزراعي، وجُمدت مع وجود المشكلات المائية العالمية في المستقبل.
ولكن نحن في منطقة حباها الله بمناخ جميل، وأمطار مستمرة، وسدود مليئة بالمياه.. ونحمد الله تعالى الآن وصلت المياه المحلاه من محطة الشقيق شمالاً إلى صامطة جنوباً، كما أن هناك حلولاً وجهوداً حثيثة لإيصال المياه للمناطق الجبلية، ونأمل من وزارة المياه الاستعجال في تنفيذ ذلك لحاجة القطاع الجبلي الماسة للمياه.
منطقة تجارية حرة
* هل هناك جدوى من إقامة منطقة تجارية حرة في جازان؟
- نعم صحيح هذا أمر مهم، وانا أميل لتأييد منطقة إيداع نظراً لأننا في منطقة استهلاكية كبيرة، وللأسف هذه مشكلة الإستيراد، فلو دققنا لوجدنا أن معظم السلع الإنتاجية والإستهلاكية في البلدان المجاورة سواء في اليمن الشعبية أو بعض الدول الإفريقية هي منتجات سعودية، وعبر مصادر توريد جوية أو بحرية أو غيرها من خارج المملكة، ومن باب أولى أن يكون تسويق وتصدير هذه المنتجات عبر هذه المنطقة المجاورة لهذه البلدان.
38 مليار ريال
* ما حجم الميزانية المعتمدة للخطة العشرية الخاصة بتنمية المنطقة؟
- الخطة العشرية إعتمد لها مبلغ (38 مليار) ريال، ولكن في السنوات التسع الماضية اعتمدت عدة بلايين للخطة الأولى وخصمت منها، ولم يتبق من الخطة العشرية الأولى سوى القليل.
حي العشيماء
* سمو الأمير حي العشيماء بجازان نزعت كامل ملكيته، واعتمدت المالية مبالغ تعويضية متواضعة لأصحاب المساكن والأراضي . وجزء منهم استفاد من السكن في مشروع الأمير محمد بن ناصر للإسكان الخيري، وآخرون لم يستطيعوا شراء أرض أو عقار ألا يمكن أن تشملهم مشروعات الإسكان الحكومية؟
- مشروع العشيماء منذ سنوات طويلة، وللأسف معالجته خاطئة والتعويض قليل جداً.. وأعطوا أراضي سبخة تحتاج إلى ثلثي القرض العقاري من أجل تصليح الأرض قبل البناء عليها، فماذا يتبقى لهم إذا كان تعويضه أساساً من (20-30) ألف ريال فقط؟، وإن بقوا في مساكنهم فهي خطر عليهم؛ لأنها آيلة للسقوط في أي لحظة؛ نظراً لطبيعة الأرض أو التربة الملحية التي أقاموا مساكنهم عليها، مع أن بعضهم بالمناسبة ليس ساكناً في بيته بالعشيماء، إنما هي قد تكون مؤجرة من وافدين، وهي مبانٍ قائمة على جبل الملح، واجتمعنا قبل شهرين مع سمو وزير الشؤون البلدية والقروية وتدارسنا هذا الموضوع وقد تناقشنا في ذلك، ونسأل الله تعالى أن تقر الخطط التي عرضت ونوقشت وسيستفيد أهالي العشيماء من مشروع الإسكان الشعبي، وأيضاً من المخططات والمنح التي ستوزع وهو ما سيساعد على تحسين أوضاعهم.
متحف سياحي
* هل ترى أن جازان بتاريخها وتراثها وآثارها بحاجة إلى متحف؟
- أتفق معك، والسياحة والآثار مهتمة بهذا الجانب وسيقام متحف مناسب في جازان، وهناك متحف شعبي في صبيا، وكل هذه الأمور تحت الدراسة وتحظى باهتمامنا المباشر.
الأندية الرياضية
* سمو الأمير جازان تصدر اللاعبين المتميزين والمبدعين للأندية الكبيرة وحتى للمنتخب.. ووضع الرياضة في المنطقة لا يليق بهذه السمعة، ولا يوجد سوى فريق حطين من صامطة في دوري الأولى فقط، مع اعتماد المنشآت الرياضية الجديدة وأندية أخرى محدثة بالمنطقة.. كيف ترون سموكم مستقبل الرياضة بجازان؟
- نعم سؤال في محله.. ولكن أبشركم أعتُمدت اربعة أندية بالمنطقة، وتدخلنا لحل إشكالية الأراضي لأحد الأندية التي أُعتمد لها منشأة رياضية حديثة، وسلمت لهم الأرض في موقع مناسب لا يؤثر على تخطيط وتنظيم العمران، وأضم صوتي لأصوات المواطنين في استعجال وتنفيذ هذه المنشآت الرياضية؛ ليتمكن شبابنا من تمضية أوقات فراغهم في أجواء صحية مناسبة.
إزالة القات
* ماذا عن برامج التوعية بأضرار القات؟
- القات يشكل ظاهرة أو مشكلة، وفي هذا الاتجاه فإن لدينا هيئة تطوير وتعمير فيفا، مع مشاركة متخصصين من كل الجهات المعنية الصحية والاجتماعية والثقافية وأصحاب الفضيلة المشايخ، إضافة إلى متابعتي الشخصية واجتماعاتي الدؤوبة والمستمرة بأبناء المنطقة، ولي زيارة في هذا الصدد خلال الأسابيع القليلة المقبلة إلى محافظة العيدابي ومركز فيفا، وأنا دائماً ما اجتمع بالمزارعين وأحب التأكيد أنهم دائماً تحت الأمر ومقتنعون تماماً بما تقرره الدولة وهي تبني ولا تهدم، ونحن سنزيل القات لا محالة، ولكن في الوقت نفسه نؤمن وسيلة أخرى بديلة للمزارع يستفيد منها في صالح البلاد والعباد، وفي الوقت نفسه نسعى جاهدين لتطوير هذه المواقع بعد إزالة القات وتأهيلها خدمياً وتنموياً وتشجيع الناس على البدائل المفيدة والمجدية مع التعويض المناسب والمجزي.
إسكان النازحين
أكد أمير جازان على أن مشروع إسكان النازحين يعد مفخرة، ومن الصعب أن ترى مثيلاً له، ويضم خمس مدن حديثة مكتملة الخدمات والبُني التحتية.
وقال: "تم الآن الانتهاء من تنفيذ (2000) وحدة سكنية، وبعد أربعة أشهر سيتم الانتهاء من (4000) وحدة سكنية، ولدينا في الإسكان العام من (6-8) مشروعات إسكان جديدة، إضافة إلى ما سيخصص للمنطقة من المكرمة الملكية الكريمة بإنشاء (500,000) وحدة سكنية على مستوى البلاد".
وأضاف لدينا الآن ما يسمى بحرم الحدود، وسيتم تعويض النازحين في الحدود التعويض المجزئ عن أراضيهم ومساكنهم ومزارعهم، ويشمل ذلك النازحين في الخوبة والعارضة.
700 متسلل في يوم
كشف الأمير محمد بن ناصر في حديثه ل"الرياض" عن القبض على (700) شخص في يوم واحد من الجنسية الإفريقية في منطقة واحدة، مشيراً إلى أن المنطقة لا تخلو من ضعاف النفوس، والآن أقامت المملكة حرم الحدود؛ لإيقاف هذا المد البشري الهائل، داعياً المواطنين ألا يتستروا على هؤلاء المتسللين والتبليغ عنهم؛ ففيهم مهرب الأسلحة أو المخدرات أو الخمور، مهيباً بالمشائخ والعرائف أن يساهموا في توعية من في محيطهم من هذا الخطر.
مطار جازان الجديد
أعلن الأمير محمد بن ناصر عن اعتماد المطار الإقليمي الجديد لجازان، والذي سيتم البدء في تأسيسه وتنفيذه، مشيراً إلى أن المشروع الجديد سيفك الخناق عن مدينة جازان من الناحية الشرقية والشمالية، وسيكون بعيداً عنها، وامتداد لضاحية الملك عبدالله، ويربط جازان- صبيا- أبو عريش، وذلك عبر إيجاد حزام مع الضاحية والمدينة الطبية، وكلها -إن شاء الله- تحتاج إلى وقت.
وقال:"هذه ملامح الخطة الرئيسة لجازان من (15-20 سنة)، ونحن انتهينا من الخطة العشرية الأولى ولم يتبق منها سوى سنتين، ونبدأ في الخطة العشرية الثانية والتي ستكتمل فيها كل مراحل النمو الحضاري لجازان في جزرها وبرها وجبالها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.