اعتبر خبراء عسكريون واستراتيجيون أن المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة بين القوات البحرية المصرية والسعودية في البحر الأحمر التي حملت اسم «مرجان 15»، جاءت في توقيت مناسب تماما لتوجه رسالة واضحة للجميع بامتلاك الدولتين لقوات بحرية قوية تستطيع تأمين حركة الملاحة العالمية في ممراتها البحرىة مؤكدين أن العلاقات بين الدولتين قوية وعميقة. وقال اللواء سامح سيف الليزل، الخبير العسكري والاستراتيجي ل«عكاظ» إن المناورة البحرية «مرجان 15» بين الدولتين الشقيقتين مصر والمملكة جاءت لتؤكد أن مصر والمملكة يد وقوة واحدة ضد المعتدين. وأوضح أن مشاركة عناصر القوات البحرية بين مصر والمملكة في المناورات البحرية «مرجان 15»، بمثابة إعلان واضح وصريح لكل دول العالم عن أن لدى القوات المسلحة المصرية والسعودية عناصر مشتركة قادرة تماما على تأمين البحر الأحمر حال تعرض مصالحها للخطر فيها بالإضافة إلى سواحلها في ظل الأوضاع المضطربة وغير المستقرة في اليمن. وأشار إلى أن مناورات «مرجان 15» تأكيد للجميع عن وجود قوات بحرية قوية لدى الدولتين قادرة على حماية أي جزء من البحر الأحمر والممرات البحرية. من جهته قال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري والاستراتيجي والأستاذ في أكاديمية نايف للعلوم الأمنية ل«عكاظ» أن مناورات «مرجان 15» بين مصر والمملكة جاءت في توقيتها للتأكيد على أن الدولتين يد واحدة وقوة واحدة قادرة على حماية مصالحها في أي مكان، وللتأكيد على استمرار قوة ومتانة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين.وأوضح أن التدريب المشترك مدرج ضمن خطة التدريبات العسكرية؛ لأن البحر الأحمر ممر دولي لا بد أن تخطر كل الدول به عند وجود تدريبات عسكرية حتى تتجنب مسار التدريب، ولتوجيه رسالة لكل الدول بامتلاك مصر والمملكة قوات بحرية قادرة على تأمين وحماية ممراتها المائية وحماية مصالحها. وأكد اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، ل«عكاظ» أن المناورة «مرجان 15» جاءت لتوجيه رسالة لدول العالم على أن القوات العربية قادرة تماما على حماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، لافتا إلى أن مناورات «مرجان 15» شارك بها خيرة رجال القوات البحرية في مصر والمملكة، والتي تعكس لمن تسول له نفسه محاولة تهديد الملاحة بالبحر الأحمر بأن هناك قوات عربية قوية قادرة على التعامل معه لحمايته، خاصة أنه ممر دولي من أهم ممرات حركة التجارة العالمية. وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي على أن «مرجان 15» ترسل رسائلها أيضا للأعداء بأن القوات المسلحة المصرية والسعودية العربية بخير وقادرة على حماية مصالحها، وأن الدول العربية لن تصمت بأي حال من الأحوال حال التعرض لمضيق باب المندب. وقال الخبير العسكري اللواء ممدوح عطية إن المناورة البحرية «مرجان 15» تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين في كافة المجالات خاصة العسكرية منها لدعم ركائز الأمن والاستقرار؛ لكونهما أكبر دولتين لهما سواحل على البحر الأحمر، وتملكان القوات القادرة على حمايتهما ضد أي تهديدات. وأشار «عطية» إلى أن المناورة تعد رسالة ردع للعابثين في مضيق باب المندب «جنوبالبحر الأحمر»، مؤكدا أن المملكة ومصر تمتلكان القوات القادرة على حماية المضيق من أي تهديدات إرهابية باعتباره ممرا دوليا هاما للاقتصاد العالمي، مضيفا أن أي تأثير لأمنها القومي من مضيق باب المندب سيتم التعامل معه بكل قوة. ونوه الخبير العسكري أن العمليات التدريبية المشتركة بين قوات البلدين، التي تأتي كل عام في مياه البحر الأحمر، هدفها تنمية المهارات واكتساب خبرات جديدة، وتعزيز التعاون بين الجانبين في مراحل الإعداد والتخطيط والتنفيذ، والتدريب على أعمال الاعتراض البحرى في اقتحام السفن المشتبه بها، ومكافحة التهريب والقرصنة البحرية بعناصر من القوات الخاصة البحرية من الجانبين، بالإضافة إلى عملية الإمداد والتزود بالوقود لتعزيز آفاق التعاون وتبادل الخبرات التدريبية للقوات المشاركة من البلدين اللذين تربطهما أواصر متينة من الشراكة والتعاون الاستراتيجي في العديد من المجالات لإرساء دعائم الأمن.