الأصل في المناورات التي تجريها القوات المسلحة في البلدان المختلفة، هو معرفة قدرة تلك القوات على تنفيذ المهام المكلفة بها سواء كانت تلك المهام دفاعية أو حتى هجومية. ولهذا فإن كثيراً من الخبراء العسكريين يرون في المناورات العسكرية بأنها تمارين اختبارية لمعرفة مستوى الجاهزية وتجريب الأسلحة الجديدة التي أدخلت للخدمة وجعل العناصر القتالية جاهزة لخوض المهام المكلفة بها وإخراجها من حالة السكون التي هي عليها. في الحالة الإيرانية التي بدأت قواتها البحرية في تنفيذ مناورات ضخمة تمتد على مساحة 2000 كيلو متر وتشمل بحر عمان وسواحل المحيط الهندي العربية من شرق مضيق هرمز حتى خليج عدن. هذه المنطقة البحرية تشهد حشداً لبوارج وسفن وناقلات طائرات لدول عديدة فبالإضافة إلى الدول المطلة على المنطقة البحرية، وهي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية واليمن، هناك تواجد بحري عسكري كبير للولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا والهند والصين وباكستان، والقوات البحرية وقطعاتها وبوارجها ستكون على مساس بالقوات والقطعات البحرية الإيرانية التي ستختبر صواريخ جديدة، والخوف كل الخوف أن تفشل دقة التصويب في اختبارات الصواريخ ويصيب أحد القطاعات الحربية البحرية لما ذكرناه من حشد بحري في منطقة المناورات. إيران ومن خلال قول قائد البحرية الإيرانية الأميرال سياري بأن الهدف الأهم للمناورات يتمثل في استعراض عزيمة القوات المسلحة الإيرانية وإرادتها واقتدارها في السيطرة على المنطقة وعلى طريق الملاحة البحرية واستعراض قدرة القوات البحرية الإيرانية على إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة طبعاً بالإضافة إلى اختبار الأسلحة الجديدة التي أدخلت للخدمة في القوات البحرية ومنها الصواريخ الجديدة. هذه الأهداف تحمل في مضمونها رسالة واضحة للدول التي تشارك إيران في الإطلال على الخليج العربي ومضيق هرمز وهي أن إيران تمتلك القدرة على السيطرة على هذه المنطقة البحرية وأن تهديداتها بإغلاق الممر البحري الذي تمر منه أكثر من ثلث الصادرات النفطية للعالم لم يأت من فراغ وأن ذراعها البحرية تمتد حتى خليج عدن مروراً بسواحل المحيط الهندي وهو ما يعني أنها ستؤثر على مضيق باب المندب. وهذا ما يجعل المناورات الإيرانية البحرية من تمارين عسكرية اعتيادية إلى استعراض للقوات لتأكيد القدرة على فعل ما كانت تهدد به القيادات الإيرانية وهذا ما يفرغ الادعاء من أن المناورات رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة التي حتماً سترى في المناورات تهديداً جديداً يضاف إلى التهديدات الإيرانية المتواصلة واستفزازاً للقوى الدولية المتواجدة في المنطقة مما يرفع درجة التوتر في إقليم الخليج الذي لا تريده ولا تحبذه دول المنطقة.