تعد تجربة المملكة في التصدي لظاهرة الإرهاب رائدة بكل المعايير وحظيت بتقدير دولي نظرا لمعالجتها الناجحة عبر جهود مضنية مبنية على أسس علمية وأمنية واستراتيجية عميقة داخلية وخارجية للإرهاب الذي أصبح خطرا يهدد الدول بكاملها. وليس هناك شك أن المملكة أصبح لديها خبرات تراكمية للتعامل مع آفة الإرهاب وأصبحت نموذجا يحتذى به في العالم في قمع الإرهابيين وتحصين الحدود وإحكام الرقابة عليها لمنع التسلل والتهريب وملاحقة خلايا الإرهاب. والمملكة التي أدركت في وقت مبكر خطورة الإرهاب كانت أيضا من أوائل الدول التي طالبت بضرورة اجتثاثه من جذوره وعدم التراخي في التعامل معه والإسهام بفاعلية في حفظ الأمن ولجم الإرهابيين سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي من خلال التعاون مع المجتمع الدولي وتحديدا التحالف الدولي لمكافحة إرهاب داعش الظلامي، حيث كانت وما زالت الدولة الأساسية في مواجهة الإرهاب بكل نماذجه وأشكاله وألوانه. فعندما كان البعض في العالم يجتهد في تبرير أعمال بعض الحركات الإرهابية كانت المملكة تقول كلمة الحق في هذا الواقع الخطير الذي ما نظرت إليه المملكة يوما على أنه خطر عليها وعلى شعبها وحسب بل لطالما نظرت إليه على أنه خطر يهدد العالم والاستقرار الدولي برمته. إن المملكة عندما قررت خوض غمار المواجهة مع الإرهاب لم يكن هذا القرار مستندا على ردة فعل آنية بل كان قرارا استراتيجيا حاسما يضع مصلحة الاستقرار والأمن والأمان على هذه الأرض في المقدمة. فالمملكة كانت تاريخيا ولا تزال بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حريصة على إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم والعدل في العالم، وستستمر في مكافحة إرهاب داعش الظلامي وجميع التنظيمات الإرهابية في المنطقة من خلال تعاونها مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون مع المجتمع الدولي لأنها تؤمن بالسلام والاستقرار وترفض الإرهاب والتطرف بجميع أشكالهما.